أخبار عاجلة

في الجزائر الجديدة أصبح الاحتفاء بنجاح الفشل

هكذا يَدعَم الفشل الداخلي في السياسة الداخلية الجزائرية الفشل الخارجي في السياسة الخارجية! لو كان الوضع الداخلي في الجزائر متماسكا وشرعيا ومستقرا ، لكان وضع البلاد في السياسة الخارجية على خلاف ما هو عليه الآن! لذلك عندما نقول بأن المسائل الداخلية المتعلقة بشرعية الحكم في البلاد مسألة حيوية، وليست ترفا سياسيا يمكن الاستغناء عنه أو حتى تأجيله، دون أن يَضرِبَ في العمق المصالح الحيوية للبلاد في علاقاتنا الدولية.

مشاكلنا الداخلية التي أصبحت بحجم الجبال، خاصة في الجانب الأمني والسياسي ، ومسائل الشرعية، هي التي شجعت جيراننا في الغرب على “التنكيل” بديبلوماسيتنا المترنحة، وتَعاظُمُ مشاكلنا في هذه القضية ، هو الذي شجع خصومنا في الحدود الشرقية على إلغاء الدور الجزائري عمليا في الملف الليبي ، فقد اشار الرئيس المصري إلى أن مصر تأمل من الجزائر أن توافقها في موضوع الملف الليبي، وهذا معناه أن مصر أصبحت تعتقد أن الصعوبات التي تواجهها الجزائر داخليا وعربيا في موضوع القمة العربية ، يمكن أن تساعد مصر على جعل الجزائر تساير الطرح المصري في الملف الليبي ، سواء مرغمة أوغير مرغمة!

ويجري الآن طرح السؤال في الجزائر:”ماذا لو نفضت الجزائر يدها من حكاية القمة العربية!؟ ماذا ستخسر الجزائر من عدم عقد هذه القمة في أرضها!؟” والجواب لا يمكن أن تخسر شيئا ، بل ستتحرر من الالتزام بحمل جثة هذا الميت سياسيا، والذي يسمى الجامعة العربية !؟ وماذا سيفعل العربان إذا اتحدوا ضد الجزائر في قمة تقاطعها الجزائر كما قاطعتها من قبل سوريا واليمن!؟ والحال أن العرب الآن اتفقوا بصورة شبه كلية ، من المحيط إلى الخليج، على الاصطفاف ضد الجزائر في قضية الصحراء الغربية ، فماذا ستخسر الجزائر مع هؤلاء إذا نقلوا هذا الاصطفاف إلى الجامعة العربية !؟ ومتى كانت الجامعة العربية لها قيمة فيما يُتَخَذُ فيها من قرارات!؟

المشكلة أن الجزائر لا تقوم بالتحليل الصحيح والقراءة المناسبة لما تتخذه من مواقف خارجية ، بسبب الارتهان الديبلوماسي والسياسي إلى سياسة الكل الأمني ، التي ألحقت أضرارا فادحة بالسياسة الداخلية ، وهي الآن تخرب السياسة الخارجية. متى تفيق السلطة لهذا الأمر!؟

سعد بوعقبة

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات