في الجزائر فقط “أجودان” يبهدل جنرالات! لأنّ نظرية الوظيفة تُلغي الرّتبة والتي تُطبّق فقط في الجيش الجزائري هي التّي جعلت “أجودان” يتحكم في ألوية وجنرالات!
عندما يُصبح الجنرال تحت رحمة “أجودان” لأنّه يُمسك بموقع أهم ممّا يُمسكهُ الجنرال أو اللّواء.. فذلك يعني أنّ الرّتبة لا معنى لها..!
في عام 1990، قام وزير الدّفاع خالد نزّر بإقناع الرّئيس حينها الشاذلي بن جديد بإحالة مجموعة من الضّباط (جنرالات) على التقاعد لأنّهم كانوا يُقلقونه في وزارة الدّفاع ومنهم على الخصوص، اليامين زروال وزين العابدين حشيشي ومحمد عطايلية والهاشمي هجرس وكمال عبد الرّحيم، وكُلّهم جنرالات من تيّار سياسي واحد داخل الجيش.. وكصحفي أتابع الأحداث بقلمي، هزّني هذا الخبر الغريب..! كيف لعقداء تتم ترقيتهم إلى جنرالات ثُم يُحالون إلى التقاعد؟! كيف يحدث هذا لأناس يحملون رتبة جنرال وهي أعلى من رتب بن بوالعيد وبن مهيدي وعميروش وبومدين؟ إمّا أن ترقيتهم كانت خطأ ،أو أنّ إحالتهم على التقاعد هو الذي كان خطأ..! لأنّ المفروض أنّ من يُرقى إلى جنرال ضابط مُهم ويحتاجه الجيش، ومن الغلط إحالته على التقاعد.. أو أنّ ترقيته هي التّي تمت بالغلط! وكتبتُ مقالا بهذا المعنى تحت عنوان: “جنرالات من ورق” وقلتُ فيه: إنّ هؤلاء هُم جنرالات من ورق.. رُقّوا إلى رُتبة جنرال بورقة وأُحيلوا على المعاش بورقة أيضا لأنّهم لا يستحقّون رتبة جنرال، ولأنّ ليس بينهم من أتى برتبته بعرق جبينه، بل مُنحت له الرُّتب بورقة وتُنزع منه بورقة أيضا.. فليس من بينهم من مات دون رأيه كما هو حال العقيد شعباني، أو نُفي بسبب رأيه مثل قايد أحمد أو الطاهر الزبيري..! وأثار المقال جدلا كبيرا في وزارة الدّفاع، فاستدعاني وزير الدّفاع خالد نزّار إلى مكتبه وهدّدني بالمُتابعة القضائية.. فقلتُ لهُ: ما كتبتُه لا يمس بأمن أو بمعنويات المؤسسة العسكرية، هكذا تعلمتُ في الأكاديمية العسكرية بشرشال حين كُنت ضابط احتياط. فقال لي: إنّ ما تُعيبُه في مقالك عن الذّين رُقّوا إلى جنرالات ثم تمت إحالتهم على التقاعد، هُو في الحقيقة جعلُهم يذهبون إلى التقاعد برتبة مريحة لأنهم من المجاهدين. فقلتُ لهُ: هذه بهدلة برتبة جنرال! كان بإمكان الدولة أنّ تُعطي هؤلاء ما يشاؤون من أموال في التقاعد ولا “تُبهْدل” رُتبة “جنرال” وتجعل منها حالة اجتماعية!؟ بعدها قال لي: إنّ الذّين أُحيلوا على التقاعد وذكرتهم في المقال، كلّهم استغنى الجيش عن خدماتهم باستثناء زروال الذّي استقال بمحض إرادته.. أمّا البقية فقد أُقيلوا..!
اليوم، عندما أسمع أنّ جنرالا أصبح جنديا بقرار، وأنّ “أجودان” أصبح جنرالات بقرار.. أعطي لنفسي الحق في إثارة هذه المسألة التّي أثرتها قبل 30 سنة..! هل يُمكن فعلا للجنرال أن يُصبح جنديا بقرار إداري؟ كأنّك تقول لدكتور في الطب أو في الفزياء: أنت لم تعد دكتورا بقرار إداري من الجامعة! هذه البهدلة الآن للجنرالات في الجزائر تجاوزت الحدود، فأصبحت مضحكة، وهي لا تمسّ بسمعة الجيش فقط، بل تمسّ أيضا بسمعة البلاد ككلّ!
أتذكّر وقتها أيضا، أنّ خالد نزار قال لي، إنّه كان يلبس مدنيا عندما يأتي إلى وزارة الدّفاع لمُقابلة الأمين العام للوزارة آنذاك مصطفى بلوصيف، الذّي كان برتبة مُقدم.. وكان نزار يلبس مدنيا حتى لا يجعل بلوصيف (يقرْدفْ) لهُ، لأن نزار كان عقيدا.
هذه البهدلة الآن في حكاية اللّعب بالرُّتب العسكرية، هي التّي جعلت قرميط “لاجودان” “يُقرْمط” جنرالات البلد!
ليت العقيد أحمد عظيمي يُذّكر القرّاء ببعض الأمور التّي دارت بين نزار والجنرال توفيق في مكتب وزير الدّفاع، تحضيرا لاتخاذ قرار معاقبتي على المقال المذكور قبل أن يتم استدعائي لوزارة الدفاع بسبب المقال طبعا..!
سعد بوعقبة
تعليقات الزوار
كلام الخرطي
السلام عليكم... يا استاد بوعقبة. كيف ابدأ لك هاد الرد القصير جدا او تعقيب.. متى كنتم دولة دات مؤسسات.. متى كنتم دولة دات مصداقية. قبل وبعد اندلاع التورة وانتم في حرب تتقاتلون بينكم. متى كان لديكم تكوين اكاديمي سياسي عسكري. اداري. مؤسساتي.. متى كانت للجزاءر مكانة في المجتمع الدولي بسياستكم العسكرية الإرهابية الديكتاتورية. اغلب الجنرالات لا يحملون شهادة ابتدائية. وكل من الطلاب الضباط اقصى رتبة يصل اليها عقيد تم يحال للتقاعد. بالله عليك يا استاد بعقبة اجيب على سؤالي. انتم كصحفيين لمادا تطبلون لعجزة المورادية. الم تستوعبوا الدرس مند مؤتمر الصومام وطرابلس. الم تستوعبوا الدرس من الاغتيالات والانقلابات. على لديمقراطية تتحدثون. على ان المغرب هوا مشكاتكم؟؟؟؟؟؟؟؟ الخرطي في خرطي كترت تناول الاقراص المهلوسة ارمتكم في مزبلة التاريخ... تحياتي استاد بو عقبة