أثنت مارين لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية (يمين متطرف) في فرنسا على جهاز المخابرات الجزائرية، واصفةً العاملين فيه ومسؤوليه بأنهم جيدون، وأنه من الضروري التعاون معهم في إطار الجهود التي تبذلها دول القارة الأوروبية لمحاربة الإرهابية، وذلك كرد فعل على الاعتداء الإرهابي الذي ضرب العاصمة البريطانية لندن.
وأضافت لوبان المعروفة بمواقفها المعادية للمهاجرين العرب والمسلمين خلال استضافتها على قناة «بي اف أم» الإخبارية الفرنسية أن التعاون بين دول القارة الأوروبية أكثر من ضروري، وأن أجهزة الأمن في هذه الدول يجب أن تتعاون مع المخابرات الجزائرية لأنها أثبتت نجاعتها وخبرتها، واصفة إياها بالجيدة، كما أكدت على ضرورة التعاون مع أجهزة الأمن السورية، من أجل التضييق على الجماعات الإرهابية.
ورغم أن مارين لوبان المرشحة لانتخابات الرئاسة في فرنسا لم تخض في تفاصيل أكثر في هذا الشأن، إلا أن كلامها يحمل معنيين، إما أنها فعلاً تقصد أن المخابرات الجزائرية تمتلك خبرة كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وهي خبرة معترف بها دولياً، أو أنها تكون قد ألمحت إلى أن المتطرفين الذين ينفذون اعتداءات فوق أراضي الدول الأوروبية جاؤوا من دول مثل سوريا والجزائر، وهو أمر غير صحيح، على اعتبار أن الإرهابيين الذين نفذوا الاعتداءات الإرهابية في فرنسا، التي شهدت حصة الأسد منها، وألمانيا وبريطانيا هم من مواليد تلك الدول وحاملون لجنسيتها، وأغلبيتهم لم يسبق لهم أن زاروا دولهم الأصلية.
وكان المرشح الآخر لانتخابات الرئاسة إمانويل ماكرون الذي زار الجزائر قبل أسابيع، قد أشاد أيضاً بالدور الذي تلعبه الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، واعتبر أنه إذا وصل إلى قصر الإليزيه فإنه يرى أنه يمكن التعاطي مع دول القارة الإفريقية من خلال دول محورية مثل الجزائر، وأنه من الضروري تعزيز التعاون بين أجهزة الأمن الفرنسية والجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب.
ويرى مراقبون أن ما يحدث في أوروبا هو تكرار للتجربة نفسها التي عاشتها الجزائر في تسعينيات القرن الماضي، وأن الإرهاب لا يمكن القضاء عليه أمنياً وعسكرياً فقط، بل يجب محاربة الأسباب التي أدت إلى ظهور متطرفين في المجتمع، فالكثير من الإرهابيين، بمن فيهم منفذ الاعتداء في مطار أورلي الفرنسي قبل أيام ليسوا متدينين، بل أشخاص منحرفون وملاحقون سابقاً في قضايا سرقة واعتداءات، وهؤلاء الذين يعيشون على هامش المجتمع هم الذين يسهل استقطابهم وتوريطهم في عمليات إرهاب، وهو السيناريو الذي عاشته الجزائر، فبعد أن كان قيادات الجماعات الإرهابية في وقت أول من قيادات الجبهة الإسلامية للانقاذ (المحظورة) شيئاً فشيئاً أصبح المنحرفون واللصوص وقطاع الطرق هم من يقودون الجماعات الارهابية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات