أخبار عاجلة

انفجار الأوضاع في "تندوف" بعد مجزرة الجيش الجزائري وعشرات الصحراويين يريدون العودة الى المغرب

في تطور جديد يزيد من حدة التوتر داخل مخيمات تندوف، أكدت منتدى "فورساتين" المهتم بقضايا الصحراء، أن الجيش الجزائري أقدم، يوم أمس الجمعة، على إطلاق النار صوب شابين صحراويين قرب ما يُعرف بمخيم "العيون"، دون أن يُسفر الحادث عن سقوط قتلى، لكنه خلف موجة غضب واستياء واسعَين بين سكان المنطقة.

وبالرجوع إلى كواليس الحادث، فقد أشار المصدر ذاته إلى إن الشابين كانا يستقلان سيارة من نوع مرسيدس أثناء تنقلهما بين منطقتي "وادي الشق" و "وادي الماء"، قبل أن تُفاجئهما دورية تابعة للجيش الجزائري، التي أمرتهما على الفور بالتوقف. إلا أن السائق، وبعد أن تملكه الخوف، رفض الامتثال للتعليمات، متأثرًا بما حدث قبل يومين في مخيم الداخلة، حين أطلق جنود جزائريون النار على شابين آخرين ما أودى بحياتهما.

في سياق متصل، أوضح المنتدى سالف الذكر أنه لدى محاولة الهروب، تعرضت سيارة الشابين لوابل من الرصاص، ما تسبب في أضرار مادية جسيمة أصابت زجاج السيارة وإحدى عجلاتها و"كارتير" المحرك، قبل أن تتوقف تمامًا، مما اضطر الشابين إلى الفرار نحو مخيم "العيون" سيرًا على الأقدام.

وأشار المصدر ذاته إلى أنه لدى وصول الشابين إلى المخيم، أبلغا عائلتيهما وأقاربهما بما حدث، ما دفع الجميع إلى التوجه نحو مكان الحادث للاحتجاج والتعبير عن غضبهم من تصرفات الدورية الجزائرية، التي وُصفت بـ"العدوانية" و"غير المبررة"، في منطقة يشهد الجميع بأنها تُستخدم بشكل اعتيادي من قبل الصحراويين للتنقل.

الحادثة، التي كادت تودي بحياة الشابين، أعادت إلى الأذهان فاجعة مخيم الداخلة، التي لا تزال تبعاتها حاضرة في وجدان سكان المخيمات، خصوصًا مع ما وصفه الكثيرون بـ"تجاهل" قيادة جبهة البوليساريو لتلك الواقعة الأليمة وامتناعها عن إصدار أي موقف رسمي يُدين ما وقع أو حتى يُواسي أهالي الضحايا.

وقد وصف عدد من الناشطين هذه التصرفات بأنها تمثل تصعيدًا خطيرًا من قبل الجيش الجزائري، وتكشف عن استهتار واضح بأرواح المدنيين الصحراويين، مطالبين بتحقيق عاجل ومستقل في ملابسات الحادثين، قبل أن يحملوا جبهة البوليساريو مسؤولية حماية سكان المخيمات، بدلًا من "الاختباء خلف صمت مريب"، وفق تعبير المنتدى.

كما شدد المصدر ذاتها على أن الحادثة تعد مؤشرًا جديدًا على تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في مخيمات تندوف، وسط دعوات متزايدة لمساءلة السلطات الجزائرية عن تكرار مثل هذه الانتهاكات، ولإعادة النظر في طريقة تعاملها مع المدنيين الصحراويين، الذين يعيشون أوضاعًا صعبة منذ عقود، ويشعرون اليوم بأنهم تُركوا في مهب الريح، بلا حماية ولا صوت يعبر عن معاناتهم.

 

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات