تثير مشاهد الانتحار في مسلسلات رمضان جدلا واسعا في تونس، وهو ما دفع البعض لاتهام الدراما التلفزيونية بالترويج لهذه الظاهرة الاجتماعية المتفاقمة أصلا في البلاد.
وتضمن مسلسلات “صاحبك راجل” و”فتنة” و”الرافل” مشاهد لشاب وفتاة وطفل يحاولون أو يقومون بالانتحار بسبب مشاكل اجتماعية، وهو ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتقد المحلل النفسي أمجد بن حوالة تكرار مشاهد الانتحار في دراما رمضان، وخاصة في الأعمال التي يتم عرضها في وقت الذروة، ويراها جميع أفراد العائلة، محذرا من ظاهر “تأثير فيرتر” أو الانتحار بالتقليد، والتي تم إثباتها عمليا، وتتجلى في تقليد الناس لمشاهد الانتحار في الأعمار الأدبية والفنية، ويعود المصطلح أساسا إلى رواية “آلام فيرتر” للأديب الألماني يوهان غوته.
وعلق الناشط عبد الرزاق كريمي بالقول: “انتحار ومخدرات وسجن وخيانة وسهرية في ملهى تنتهي بمشاجرة. هذا ملخص المسلسلات التونسية. هل انقطع المؤلفون المثقفون، وليس هناك واحد يكتب سيناريو عائلي نظيف مثل المسلسلات التي تربينا عليها؟”.
وأضاف: “للأسف، الانحراف مهيمن على جميع مسلسلاتنا منذ مدة ودون حسيب أو رقيب”.
فيما اعتبر الفنان الشاذلي العرفاوي أن الجدل المثار حول مشاهد الانتحار في الدراما “مفتعل”، مؤكدا أن “مشهد الانتحار في مسلسل “الفتنة” لم يكن مقحما، بل جاء في سياق الضرورة الدرامية “لخدمة تصاعد الأحداث وتطور الشخصيات”.
وأضاف لإذاعة موزاييك: “ما نشاهده من عنف في غزة أقوى من أي مشهد درامي، كما أن الأفلام الأجنبية والألعاب الإلكترونية تتضمن مشاهد أكثر عنفا، لكنها لا تثير نفس الجدل”.
لكنه أكد – في المقابل – على أهمية “توجيه تحذيرات للمشاهدين وتحديد سن أدنى للمشاهدة، وهذه المسؤولية تقع على عاتق القنوات التلفزيونية والأولياء”.
وقالت الفنانة جميلة الشيحي: “أنا مع وضع تحذير حول وجود مشاهد عنف قبل عرض المسلسل، ولكني ضد كل أشكال الرقابة”، مشككة بمساهمة الدراما في زيادة ظاهرة الانتحار في البلاد.
وتسجل تونس سنويا عشرات حالات الانتحار، وغالبا ما يتم الانتحار حرقا احتجاجا على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات