أدى رئيس أركان الدفاع الإيطالي لوتشيانو بورتولانو الاثنين زيارة إلى ليبيا أجرى خلالها محادثات مع عدد من المسؤولين الليبيين تركزت على سبل تعزيز التعاون بين البلدين، في وقت يتزايد فيه قلق الغرب حيال مساعي روسيا الرامية إلى تقوية نفوذها في البلد، لا سيما حضورها العسكري مدفوعة برغبتها في تعويض الخسارة التي تكبدتها إثر انهيار نظام الأسد في سوريا.
وزار بورتولانو الجنود الإيطاليين في البعثة العسكرية لبلاده بمناسبة عيد الميلاد، معربا عن قلقه إزاء التحديات الأمنية في البحر الأبيض المتوسط، وفق موقع "أخبار شمال أفريقيا".
وتشارك الوحدة الإيطالية في ليبيا في عدد من المهام تشمل التعليم والتدريب والاستشارات والمساعدة والتوجيه بما في ذلك الفرق المتنقلة ووحدات المساعدة والدعم الطبي، وفق وكالة "نوفا" الإيطالية.
واحتضنت أكاديمية الجيش الليبي منذ نحو أسبوعين حفل تسليم دبلومات لنحو 27 ضابطا شاركوا في دورة عسكرية في أسلوب القتال بعد أن تقلوا تكوينا إيطاليا في إطار اتفاقية بين البلدين تهدف إلى دعم البلاد في تعزيز قدرات الجيش.
وتتزامن هذه الزيارة مع تحذيرات من تحول ليبيا إلى ساحة للصراعات الدولية، في وقت تسعى فيه القوى الغربية إلى كبح النفوذ الروسي المتنامي في البلاد من بوابة الاتفاقيات العسكرية والاقتصادية.
وأفادت رئاسة الأركان العامة بأن رئيس أركان الجيش الليبي في حكومة الشرق محمد الحداد التقى بورتولانو وسفير روما لدى طرابلس جيانلوكا البيريني والوفد المرافق لهما، مشيرة إلى أن المباحثات تطرقت "آفاق التعاون المشترك وتعزيز سبل الدعم في مجالات التدريب والاستشارات العسكرية والأمنية بين البلدين".
بدورها أوضحت وكالة "نوفا" الإيطالية أن الجانبين بحثا سبل تعزيز قدرة المؤسسات الليبية من خلال الدعم الصحي والتدريب والتعليم ومساعدة قوات الأمن بهدف بسط الاستقرار.
وترتبط ليبيا بعلاقات وثيقة مع إيطاليا، إذ وقع البلدان خلال الزيارة التي أدتها رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إلى البلاد في مايو/أيار الماضي حزمة من الاتفاقيات من العديد من المجالات من بينها الصحة والتعليم والبحث وكذلك الشباب والرياضة.
وتمثل السوق الليبية أولوية بالنسبة إلى الاستثمارات الإيطالية في قطاعات مختلفة وخاصة النفط، فيما أبدت شركة "سايبم"، التي تعد من أكبر الشركات في العالم في المجال، خلال الآونة الأخيرة استعدادها لتنفيذ مشاريع كبرى في ليبيا تهدف إلى تعزيز إنتاج الغاز لتلبية احتياجات أوروبا المتزايدة للطاقة.
وتسعى روما إلى تعزيز نفوذها في ليبيا من بوابة "خطة ماتي" التي تحمل اسم إنريكو ماتي، مؤسس شركة "إيني" العملاقة الإيطالية للطاقة الذي دعا في الخمسينيات إلى إقامة علاقة تعاون مع الدول الأفريقية، من خلال مساعدتها على تنمية مواردها الطبيعية.
وتعكس زيارة رئيس أركان الدفاع الإيطالي إلى ليبيا اعتزام روما تقوية حضورها في البلاد، مدفوعة بمخاوفها من إنشاء قاعدة بحرية عسكرية روسية في البلد الواقع في شمال أفريقيا، لا سيما بعد أن نقلت موسكو بعد سقوط الأسد معدات دفاع جوي بعد أن سحبتها من قاعدة حيميم الجوية في سوريا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات