لبوليساريو حركة يجب أن نصنّفها إرهابية، لأنّ نشأتها اعتمدت الكفاح المسلّح وبيانها التّأسيسي ليوم 10 ماي 1973 شاهد على ذلك. فالبوليساريو أنشأت برغبة من القذّافي بعد سنتين فقط من انقلابه على الملك السّنوسي. وجبهة البوليساريو كانت تعرف منذ تأسيسها بـ "كومندو السّاحل" على شاكلة التّنظيمات الإرهابية اليوم المعروفة في منطقة السّاحل وتنشط بالصّحراء. وبهذا التّصنيف عرفت البوليساريو، ولكي تحافظ البوليساريو هذا التّصنيف العسكري الشّاذّ في المنطقة تبنّتها الجزائر.
فالجزائر تدّعي على أن ما تعرّض له الصّحراويون مؤامرة بين الإسبّان والمملكة المغربيّة، فخلقت البوليساريو واستعملت السّلاح والبندقية في عدم الاستقرار وفي الإبادة الجماعية لساكنة هاته المناطق. فالبوليساريو منذ نشأتها لم تحد عن الإرهاب في أيّ وقت. ففي زمن موريتانيا التي كانت في حرب، كانت وحدات البوليساريو المسلحة من قبل المخابرات الجزائرية وبدعم من ليبيا تعمل على إبادة الزنوج السّود والتّملك الحيواني، خاصة الإبل والأغنام، شمال موريتانيا وشرقها.
فإرهابية البوليساريو ظهرت منذ الوهلة الأولى وخلقت نوعا من الخلط ما بين ما تدّعيه الجزائر بكونهم لاجئون. فصفة اللاّجئ لا يمكن أن تكون هكذا في مخيّم البوليساريو، فاللاّجئ بعيد عن العسكرة والتّسلّح والخنوع للحركات المسلّحة، وهذا قطعا عكس ما حصل لجبهة البوليساريو فجميع المخيمات اليوم الموجودة في الجزائر منذ نشأتها ومنذ أن أمرت الجزائر بخلق مخيمات لاستضافة النّازحين والمختطفين سنة 1974. ولمعلوماتكم كنت أول إنسان كلف من قبل مصطفى السّيد بخلق ما عرف اليوم بمخيمات الذّل والعار.
إذن، فإرهابية البوليساريو منذ الوهلة الاولى، فلا يمكن أن نتحدث عن مخيمات لجوء وهي محكومة بمرتزقة مسلحين، من معهم يعيش ومن ليس معهم يذبّح ويقتّل ويعدم، كما شهدت سنوات السبعينات والثمانينيات إلى غاية وقف إطلاق النّار الموجب لتدخل الأمم المتحدة.
أنا لا أجد أيّ ضرورة للبحث واكتشاف الوصول إلى نتيجة بأن البوليساريو منظّمة إرهابية لتصنّف إرهابية منذ الوهلة الأولى، أي منذ أن حملت السّلاح وأكرهت المدنيّين على النّزوح نحو الهجرة وأخّذت منهم في تلك المخيمات ذروعا بشرية للتّغطية على أعمالهم الإرهابية التي شهدتها المنطقة والتي مسّت المغرب، وجنوب المغرب بالكامل في سنوات الحرب، بل مسّت موريتانيا، وجنوب شرق موريطانيا، وكلّ موريتانيا، ومسّت حتّى المنطقة التي هي متنازع عليها إلى الساقية الحمراء وادي الذهب.
لا أعتقد على أنّ الإنسان يحتاج إلى مجهر لكي يكتشف أنّ البوليساريو كانت وما تزال إرهابية. فهي منذ البداية في اعتقادي عملت بما فيه الكفاية على فعل ذلك وشاع عنها بما فيه الكفاية ومارست التعذيب والإرهاب على قاطني المخيّمات وغيرهم، وعلى أجسادهم. وكلّ هذا كاف ليتمّ تصنيفها إرهابية.
أعتقد أن العالم أصبح يدرك ذلك جيّدا. واليوم ما يحصل في مخيمات تندوف من احتجاج لا يمكن أن يقرأ غير الاحتجاج على الإرهاب، فيه إرهابية البوليساريو، ومعه الأعمال العسكرية غير المبرّرة والهجوم على الغير والتّعنيف الممارس، إلى جانب تقطيع الأفراد. فلا يمكن أن يلتقيان في تنظيم سياسي يبحث عن شيء معقول فلا البولساريو تركت لما ادعت أنها كانت تريده منذ البداية وخطاب القذافي سنة 1972 من تكاض، الذي كان هو الخطاب المؤسس والمحرض للبوليساريو حتّى تحمل السّلاح بضمان أنّه سيكون أوّل الدّاعمين لها، لأنّ أوّل دفعة سلاح وصلت إلى البوليساريو وصلت عن طريق ما يعرف أنه بكومندو السّاحل والصّحراء الذي أنشأه القذافي لإشاعة الفوضى واللاّستقرار والقتل وما إلى ذلك في منطقة السّاحل والصّحراء. ذلك التّنظيم الإرهابي هو من لعب دور الوسيط في نقل أسلحة ليبيا إلى البوليساريو، ووجود تلك الأسلحة في يد البوليساريو على الحدود الجنوبيّة للجزائر دقّت ناقوس الخطر، فعوض أن تترك الجزائر البوليساريو للقذّافي يفعل بها ما يريد قطعت الطّريق أمام القذّافي وتحوّلت من منظّمة إرهابية أسّسها القذّافي 1973 إلى منظّمة إرهابية عاونتها الجزائر بالإقامة، وأمّنت لها الأرض وأعطتها السّلاح لتستمرّ في إرهاب أكثر ممّا كان يمارس من ذي قبل.
تعليقات الزوار
حول الموضوع
حسبي الله ونعم الوكيل فالعصابة العجزة الحاكمة في الجزائر خربت البلاد والعباد أكثر من 500 مليار دولار راحت في قضية لاتهم الشعب الجزائري في شيء
مجرد تساؤل.
مجرد تساؤل. 1- هل البوليزاريو إرهابية !!!؟؟؟ بهذا المنطق الغير منطقي، تكون أمريكا إرهابية لإنها تعتبرها حركة تحرير، وتكون الأمم المتحدة ومحكمة العدل الأوربية إرهابيتين لأنهما يعتبرانها ممثلا شرعيا ووحيد للشعب الصحراوي. ةتكون إسابانيا إرهابية لأنه احتضنت إبراهيم غالي وعالجته في مستشفياتها. ويكون القضاء لإسباني إرهابيا لأنه برأ إبراهيم غالي من كل التهم التي لفقها له المغرب. وتكون العديد من الدول إرهابية لأنها تحتضن ممثليات لها منها فرنسا وبلجيكا وسويسرة وألمانيا وإيطاليا. وعن تهمة الجبهة بالإرهاب وسرقة المساعدات الدولية رد مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والأمن، جوزيب بوريل المؤرخ في:17/02/2023 بما نصه: “يمول الاتحاد الأوروبي، من خلال المفوضية، المساعدات الإنسانية المقدمة للاجئين الصحراويين حصريًا من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية...تجري عمليات التدقيق حول هذه المساعدات بانتظام، على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث أجرت المفوضية ست عمليات تدقيق تتعلق بالأعمال الإنسانية المنفذة في المخيمات الصحراوية....بالإضافة إلى ذلك، ولزيادة الحد من مخاطر تحويل المساعدات، تنظم المفوضية بانتظام زيارات مراقبة إلى المخيمات وتمول فقط المشاريع التي يوجد لها نظام مراقبة صارم. كما يتطلب من المنظمات الدولية التي تتلقى تمويلًا من الاتحاد الأوروبي تقديم تقرير سردي وتقرير مالي نهائي لإثبات تسليم المساعدات الإنسانية... وفي هذا السياق، لم تجد اللجنة حتى الآن أي دليل على اختلاس المساعدات.... وليس لدينا معلومات عن تعاون محتمل بين البوليساريو والجماعات الإرهابية في المنطقة" انتهى الاقتباس. وأصل السؤال ورد المسؤول الأوروبي موجود على الرابط التالي: " https://www.europarl.europa.eu/doceo/document/E-9-2022-003923-ASW_EN.pdf" 2- من يمول الإرهاب !!!؟؟؟ وما هو مؤكد أنه في تقريرها الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات و الجريمة (UNODC)، في أوت 2020، جاء فيه ما نصه: “تواصل إنتاج وتدفق القنب الهندي والحشيش بصورة منتظمة ومستقرة من المغرب نحوى دول الجوار والساحل، يسهم في تمويل الجماعات المسلحة في المنقطة ويهدد بزعزعة استقرار المنطقة بسبب تشابك المصالح بين عصابات الاتجار بالمخدرات والجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة حيث توفر الجماعات الإرهابية الغطاء الأمني للمهربين مقابل حصة من تهريب المخدرات” انتهى الاقتباس.