عمّت مشاعر ممزوجة بالحزن والفخر في الجزائر، من خلال ما ظهر في مواقف أحزاب وشخصيات سياسية ورواد مواقع التواصل، إثر استشهاد يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مشهد اعتُبر “بطوليا وملحميا” على أرض غزة.
وأحال رحيل السنوار من جديد لدى كثير من المعلقين، على أمثلة الثورة الجزائرية، التي لم تتوقف رغم استشهاد قادتها، وانتهت بالنصر بعد نحو 8 سنوات من القتال.
حركة مجتمع السلم (حمس) كانت في مقدمة الأحزاب التي نعت السنوار، حيث اعتبرت أن “الأمة فقدت قائدا ربانيا ومجاهدا صامدا”. وجاء في بيان الحركة، أن “الأمة الإسلامية خسرت قائدا استثنائيا، لكن في المقابل ربحت معركة عظيمة ستؤدي إلى تحرير الأرض والمقدسات بفضل دماء الشهداء”. كما أكدت على أن مسار المقاومة سيستمر بقوة أكبر بفضل تضحيات أمثال السنوار، مقدمة تعازيها للشعب الفلسطيني ولأسرة الشهيد.
بدورها، اعتبرت حركة النهضة الجزائرية، أن مسيرة يحيى السنوار كانت تجسيدا للمنهج الصحيح في مواجهة الاحتلال. وذكرت في بيانها أن استشهاد السنوار كان تتويجا لسنوات من الجهاد والمقاومة على أرض فلسطين، مضيفة أن ارتقاء القائد على أرض المعركة يعد أكبر دليل على ثبات الشعب الفلسطيني في وجه محاولات التهجير والتصفية. وأكدت الحركة أن دماء السنوار ستكون منارة لجيل جديد من المقاومين، تماما كما كان الحال مع قادة الثورة الجزائرية.
أما عبد الرزاق مقري، رئيس منتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، ورئيس “حمس” السابق، فقد عبّر في منشور عبر فيسبوك عن فخره باستشهاد السنوار، مشيرا إلى أن هذه الخاتمة البطولية هي ما يتمناه كل مؤمن. ووصف مقري استشهاد السنوار بأنه حياة جديدة في مسار التحرير، مشيرا إلى أن دماء السنوار ستُحيي قادة جددا كما حصل مع الثورة الجزائرية التي واصلت تقدمها رغم فقدان أبرز قادتها. وأضاف أن استشهاد السنوار يعد شهادة على عظمة المقاومة الفلسطينية التي لم تكسر عزيمتها رغم كل التحديات.
من جهته، نعى الشيخ محمد مأمون القاسمي الحسني، عميد جامع الجزائر، ورئيس منتدى الأخوة الجزائرية الفلسطينية، الشهيد يحيى السنوار. وأشار القاسمي وهو برتبة وزير في الجزائر، إلى أن استشهاد السنوار كان حدثا تاريخيا يعزز مسار المقاومة. وأكد أن السنوار كان قائدا فذا قدّم حياته في سبيل الله والوطن، وسيظل اسمه خالدا بين الأبطال الذين استلهموا من روحه الأجيال القادمة.
أما مكتب تمثيل حركة حماس في الجزائر الفلسطينية، فقد دعا إلى استلهام العبر من الثورة الجزائرية التي قادتها شخصيات عظيمة استشهد معظمهم قبل نيل الاستقلال، ولم يؤثر ذلك على المسار التحرري. وأوضح المكتب الذي يقوده يوسف حمدان، في منشور على فيسبوك، أن استشهاد السنوار يمثل حلقة في سلسلة طويلة من النضال، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية لن تتوقف بوفاة قائد، بل ستستمر حتى تحرير الأرض من الاحتلال. واستشهد المكتب بمسيرة الثورة الجزائرية التي استشهد نصف مفجريها الستة، دون أن تتوقف، بل بالعكس، زادت قوة وعزيمة حتى تحقيق النصر.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، عبّر الجزائريون عن ارتباطهم العميق مع القضية الفلسطينية، مع ربطها بمسار الثورة الجزائرية، التي لم تهن عزيمتها رغم استشهاد قادتها. وأكدوا في تعليقات كثيرة أن استشهاد قادة المقاومة الفلسطينية، مثل السنوار وقبله أحمد ياسين وإسماعيل هنية والرنتيسي، يُذكر باستشهاد قادة الثورة الجزائرية أمثال ديدوش مراد والعربي بن مهيدي والعقيد عميروش الذين ظنت فرنسا أنهم بنهايتهم ستنطفئ الثورة. لكن الواقع كان غير ذلك، حيث ولد قادة جدد من دماء الشهداء، وواصلوا حمل المشعل حتى الاستقلال. وبهذه الروح، توقعوا أن تواصل المقاومة الفلسطينية مسيرتها، دون أن توقفها خسارة أي قائد، تمامًا كما حدث في الجزائر.
ويحتفظ الجزائريون بمواقف للسنوار تشير إلى تقديره لبلدهم، كان آخرها ما تضمنته رسالته للرئيس عبد المجيد تبون بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للبلاد. وفي 11 أيلول/ سبتمبر الماضي، قالت حركة حماس إن السنوار في بيان هو الثاني له منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي (طوفان الأقصى)، بارك للرئيس تبون في رسالته “تجديد ثقة الشعب الجزائري له لقيادة البلاد، راجيا من الله له التوفيق والإعانة لخدمة الجزائر وشعبها الأصيل”.
وأشارت إلى أن السنوار “يبعث رسالته في ظل الملحمة البطولية التي يسجلها شعبنا الفلسطيني ومقاومته بكل بسالة وصمود في معركة طوفان الأقصى، بالرغم مما يتعرض له من حرب الإبادة الجماعية”. وتابعت أنه “جدد تثمينه للدور الجزائري في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه في المحافل الدولية”. كما أعرب الشهيد في رسالته عن تطلعاته إلى “استمرار وتطوير هذا الدور الداعم والمساند للفلسطينيين في كافة المجالات لتعزيز صموده، وصولا لوقف العدوان ودحر الاحتلال وتحقيق حلم شعبنا بالتحرير والعودة كما تحرر الشعب الجزائري العظيم، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس”.
تعليقات الزوار
يا له من عجب
مشاعر الحزن ...!!!!!...فعلا لأنهم يخرجون للشارع يوميا منذ اليوم الثاني من طوفان الأقصى مناصرة ومساندة للفلسطينيين...لم يتوقفوا ابدا ولو دقيقة واحدة.....! النيف وما ادراك ما النيف ....تظاهرات وشعارات..ومع فلسطين ظالمة او مظلومة...