أكد مصدر ديبلوماسي مسؤول في الخارجية الأمريكية لـ "الصحيفة" أن اللقاء الذي جمع، أمس السبت، بنيويورك، بين وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف، ونائب كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية جون باس كان مناسبة لمطالبة الجزائر بـ"تعديل سلوكها" في المنطقة.
وأكد ذات المصدر، لموقع "الصحيفة" من نيويورك أن اللقاء مع وزير الخارجية الجزائري كان "مناسبة صريحة لوضع العديد من الملفات على طاولة النقاش بواقعية، ومن منطلق تسارع الأحداث الدولية"، لهذا، تحدث نائب كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية بـ"عبارات صريحة" مع وزير الخارجية الجزائري حول وجوب "تعديل سلوك بلاده" في المنطقة. وفق ذات المصدر.
وكان لقاء قد جمع، أمس، السبت، بنيويورك على هامش أشغال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بين وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ونائب كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الخارجية جون باس الذي كان مرفوقا بجوشوا هاريس، نائب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، المكلف بشمال إفريقيا، والذي سبق له أن زار الجزائر في العديد من المناسبات، وطالب من الجزائر وجبهة "البوليساريو" التحلي بما وصفها "الواقعية" في قضية الصحراء.
كما سبق لجوشوا هاريس أن أكد بخصوص قضية الصحراء بعد لقائه وزير الخارجية أحمد عطاف شهر دجنبر من السنة الماضية (2023) أن "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واضح في أن العملية يجب أن تعكس روح الواقعية والتسوية بشأن الظروف على الأرض في الوقت الحالي".
كما شدّد نائب وزير الخارجية الأمريكي في مقابلة صحافية كان قد أجراها في الجزائر، ونُشِرَت تفاصيلها على موقع السفارة الأمريكية، أن وجوده في الجزائر هو مناسبة لشرح موقف بلاده بخصوص الصحراء، حيث "تعتبر (واشنطن) اقتراح المغرب للحكم الذاتي جديًا وذو مصداقية وواقعيًا".
وأشار المبعوث الأمريكي إلى المنطقة، أنه "من الملح للغاية تمكين المبعوث الشخصي دي ميستورا من إحراز تقدم دون مزيد من التأخير". مشيرا إلى "أن التصعيد على الأرض وتكثيف الصراع العسكري أمر مثير للقلق للغاية، وسيبعدنا عن الحل السياسي الذي نحن في أمس الحاجة إليه". مؤكدا أن موقف واشنطن بخصوص ملف الصحراء "واضح ومعروف لدى الحكومة الجزائرية وغيرها".
هذا، ويبدو أن الأحداث المتسارعة سواء في منطقة الساحل الإفريقي، خصوصا في مالي، والتشاد والنيجر وبوركينافاسو، وخلافاتها العميقة مع الجزائر، وكذا، أحداث الشرق الأوسط التي تشهد تغييرات متلاحقة في موازين القوى، هي من دفعت واشنطن لأن تطلب من الجزائر "تعديل سلوكها" خصوصا أن الأخيرة تعد حليفا لدول تكن لها واشنطن العداء مثل إيران.
هذا، في الوقت الذي وجهت مالي انتقادات لاذعة للجزائر متهمة إياها بـ"إيواء إرهابيين" يستهدفونها، دون أن تحترم ما وصفه بـ"حسن الجوار". وانتقد وزير الدولة والمتحدث بإسم الحكومة الانتقالية المالية العقيد عبد الله مايغا التدخل الجزائري في بلاده واصفا إيها بالدولة التي "تأوي الإرهابيين"، وذلك خلال كلمته أمام الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي بثها التلفزيون المالي.
ووصف ممثل مالي في ذات الكلمة المندوب الجزائري في الأمم المتحدة بـ"المخبول" الذي يعتقد خطأً أن مالي ولاية جزائرية، وذلك ردا على تصريحاته التي أدان فيها الجيش المالي الذي قام بهجمات على "المتمردين الأزواد" بطائرات بدون طيار أسفرت عن "مقتل مدنيين" في بلدة تينزاواتين الحدودية. حسب وصف ممثل الجزائر في الأمم المتحدة.
تعليقات الزوار
شتم عطاف لدولة مالي
غرور الكراغلة أبناء الحركي يبدوا أنهم يريدون أن يتعالون مثل جذوع النخل الفارغة...تلك ثقافة من الإرث الإستعماري....هؤلاء الكراغلة الحركي لانجيري كانت فرنسا تتعلى عليهم في الوقت الذين كانوا بياعة عندها...و من ذلك تعلموا الفتنة و الخزي و الجبن و شتم أسيادهم....