حلّ المغرب في المرتبة الثانية بعد مصر في استقطاب السياح، مزيحا جنوب أفريقيا من هذا المركز، بينما لم يأت هذا الإنجاز من فراغ بل نتيجة إستراتيجية نجحت في تعزيز ريادة الوجهة السياحية المغربية، في وقت تتطلع فيه المملكة إلى استقبال نحو 26 مليون سائح بحلول العام 2030 عندما تستضيف المونديال.

وينضاف تفوق المغرب على جنوب أفريقيا في المجال السياحي إلى عديد النجاحات التي حققتها الرباط على حساب بريتوريا ومن بينها فوز المملكة برئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في يناير/كانون الثاني الماضي بفارق عرض عن جنوب أفرقيا رغم الحملة التي قادتها في الكواليس للتشكيك في أحقية الجانب المغربي بالمنصب.

وأشارت شركة "بلوم كنسولتين"، التي تشتغل مع الحكومات حول تأهيل بعض الوجهات، في تصنيفها الجديد المتعلق بالوجهات السياحية إلى أن "المغرب كان من الدول التي حققت أكبر تحسّن" في المجال، وفق موقع "هيسبريس" المغربي.

وأوضحت المؤسسة أن "المغرب يتخطى لأول مرة على الإطلاق جنوب إفريقيا، بحيث تمكن من الوصول إلى المركز الثاني خلف مصر، ملقيا ببريتوريا إلى المركز الثالث".

وتابعت أن هذا الإنجار "يأتي تتويجا لحملة التسويق التي أطلقها المغرب عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتواجد رقميا".

وكشفت أن الرباط صعدت إلى المرتبة الثانية بفضل "مرونتها في مواجهة التحديات والطوارئ، كما جرى في زلزال الحوز"، مشيرة إلى أن "الكارثة الطبيعية جعلت البلاد حاسمة في تشكيل العرض السياحي المستقبلي والمواصلة على المنوال نفسه ستوفر بيانات أكثر دقّة تسعف في التحليل وتساعد في عملية التصنيف مستقبلا".

وأكدت أن الجهود المغربية "عززت من الجاذبية المتزايدة للوجهة السياحية"، ما مكّن المغرب من التواجد على هرم القارة الأفريقية من حيث العرض السياحي خلف الوجهة المصرية.

وتقيم هذه النتائج الدليل على أن المملكة تحصد حملة الترويج للوجهة المغربية التي أطلقتها العام الماضي تحت عنوان "المغرب أرض الأنوار" وتتضمن إقامة شراكات جديدة واستقطاب سواح من مختلف الدول وافتتاح مكاتب جديدة للمكتب الوطني المغربي للسياحة في الخارج ومضاعفة حجم الرحلات المبرمجة.

ويطمح المغرب إلى استقطاب 26 مليون سائح بحلول 2030 الذي يتزامن مع استضافته لنهائيات كأس العالم لكرة القدم المونديال وجذب 17.5 مليون سائح في 2026 مقارنة مع 14.5 مليون في 2023 كما يهدف إلى تحقيق 120 مليار درهم (نحو 12 مليار دولار) وتوفير 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة من القطاع السياحي، وفق وكالات مغربية.