أفصح المتنافسان على منصب الرئاسة في الجزائر المقرر إجراؤها في السابع من شهر سبتمبر القادم، عبدالعالي حساني شريف ويوسف أوشيش عن برنامجهما الانتخابي، فيما يصر الرئيس عبدالمجيد تبون على رصيد كبير من "الانجازات" في عهدته الأولى يعول عليها للدعاية الانتخابية، دون الإعلان عن برنامجه.
ويترقب الشارع الجزائري أن يعلن تبون عن الحزمة الثانية من الالتزامات الرئاسية للفترة 2024-2029، في حين أنه ما انفك تبون عن سرد الأرقام والإحصاءات لتوضيح الأداء الذي تم تحقيقه خلال ولايته، والحديث عن نسبة نمو تزيد عن 4.2 بالمئة، إلا أن المؤشرات تؤكّد تواصل تخبط الاقتصاد الجزائري في الأزمات، رغم الجهود في التحكم في الإيرادات.
ويروج الرئيس الجزائري منذ فترة لما اعتبره "انجازات على كل المستويات"، وقال في لقاء صحفي سابق، أن برنامجه الانتخابي سيرتكز على استكمال ما تم انجازه والعمل على إيصال الجزائر إلى بر الأمان على كافة المستويات.
وتابع أن "ما تم تحقيقه من نتائج وإنجازات جبارة أفخر بها كان بفضل الشعب الجزائري"، مذكرا بأنه كان قد أوضح خلال ترشحه أول مرة للرئاسة بأنه "مرشح الطبقة الشبابية والمجتمع المدني''. مضيفا أن "الأخطر في مسيرات مثل هذه هو التوقف قبل الوصول إلى بر الأمان".
واعتبر أن التطور الذي تشهده الجزائر أمر ملموس لا ينكره إلا جاحد"، مشيرا إلى أن الاقتصاد الجزائري سيعرف نموا باستكمال المشروعات الكبرى في آفاق 2027.
ويرى المتابعون للمشهد السياسي في الجزائر أن حكم تبون خلال عهدته الأولى التي تنتهي في سبتمبر/أيلول القادم، قام على التخلص من عبء الإنفاق العام وتوجيه الإدارة الاقتصادية، لكن سياسته فشلت في التصدي للتحديات وإنعاش الاقتصاد الذي شهد صعوبات كبيرة انعكست أزمات معيشية على المواطنين.
وتعتبر السلطات الجزائرية السياسة الاجتماعية للدولة بمثابة مبدأ مستمد من روح الثورة الجزائرية. وواحدة من الثوابت الأساسية في الحكم منذ الاستقلال. كما يتم التأكيد عليها رغم تعاقب الحكومات واشتداد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.
ويقول متابعون أن تبون يشعر بالارتباك في برنامجه الانتخابي إذ بينما يترقب الشارع إزاحة الستار عن الحزمة الثانية من الالتزامات للفترة 2024-2029 أمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية، تواجه الجزائر جملة من التحديات والملفات المؤثرة على المستوى الإقليمي والدولي أهمها توتر العلاقات بينها وبين فرنسا وبقية دول التكتل.
ورغم أنه يعتبر في طريق مفتوح نحو الفوز بالمنصب الرئاسي للمرة الثانية لغياب منافسة جدية له في السباق الانتخابي إضافة إلى الدعم الذي يتلقاه من الأحزاب والمؤسسة العسكرية، فان الرئيس الجزائري يواجه تحديات اجتماعية على رأسها معالجة قضايا البطالة، والفقر، وتوفير فرص العمل للشباب. إضافة إلى إدارة الموارد المحدودة بفاعلية لتحقيق نتائج ملموسة.
وكانت المفوضية الأوروبية قد حذرت في يونيو السلطات الجزائرية من تداعيات الحصار التجاري الذي تفرضه على المنتجات والاستثمارات الأوروبية، وخاصة الإسبانية منها، بسبب إعلان الأخيرة دعم للقضية الصحراء المغربية.
كما تشهد العلاقات الجزائرية الفرنسية توترا في الفترة الأخيرة رفع من وتيرته الموقف الفرنسي الداعم لمخطّط المغرب بخصوص الحكم الذاتي لمنطقة الصحراء في إطار السيادة المغربية واعتباره "الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي للنزاع القائم منذ فترة طويلة حول المنطقة".
في المقابل تبدو البرامج الانتخابية للمنافسين تركز على الشعارات، إذ حمل برنامج المرشح عن حركة مجتمع السلم المعروفة اختصارا 'حمس' حساني شريف والمرشح أوشيش عن جبهة القوى الاشتراكية، عناوين عريضة لخطط مشاريع سياسية واقتصادية واجتماعية.
وأكّد المرشحان أن برامجهما ستتضمن الكثير من الأمل في تطور الفكر والفعل السياسي والحزبي لدى الطبقة السياسية الوطنية، والتي يغلب عليها الطموح المشروع في تحقيق تطلعات المجتمع الجزائري على المستوى الإفريقي أو على المستوى المتوسطي أو العربي الإسلامي.
تعليقات الزوار
لا تعليقات