أخبار عاجلة

إيمان خليف قصة صمود ملاكم من ولاية تيارت

جاء في تقرير لقناة «بي بي سي» العربية أن البطلة الجزائرية إيمان خليف ولدت في نهاية التسعينيات في ولاية تيارت، شمالي غرب الجزائر، لعائلة بسيطة، وهي الأخت الكبرى لستِ شقيقات وأخ وحيد.
وقد ترعرعت اللاعبة الأوليمبية في قرية نائية، شوارعها واسعة، وفيها الكثير من المساحات التي تسمح للأطفال باللعب خارج المنزل، إلا أن هذا اللعب مقتصر على الأطفال الذكور، فالثقافة الشعبية لا تسمح للفتيات بالخروج من المنزل كثيراً.
واجهت صعوبات عديدة، منها الاستبعاد من بطولة العالم بعد وصولها إلى النهائي لمرتين متتاليتين، وهو ما كان يمكن أن يكون ضربة قاصمة لأي رياضي آخر. لكن خليف، بإيمانها العميق، لم تستسلم، بل واصلت استعداداتها وقاومت الإحباط، مؤكدة فخرها برفع علم بلادها الجزائر ورفضها أن تُقهر.
ومع قدوم اولمبياد باريس تكرر السيناريو في التنمر عليها والتشكيك بطبيعتها الجسدية والفيزيولوجية في حملة «شبه منظمة» شاركت فيها منصات إعلامية غير نزيهة، محاولين سلبها انتصارها المستحق وناكرين عليها اجتهادها وأنوثتها للنيل منها.
لم تخف الفتاة استياءها من هذه الحملات الممنهجة، وعبرت عن فخرها بالانتصارات التي حققتها في اولمبياد باريس 2024. فقد تغلبت الثلاثاء على التحديات التي واجهتها وتأهلت إلى نهائي الملاكمة لوزن الوسط للسيدات بعدما تغلبت على حاملة اللقب، التايلاندية جان جايم سوانبينغ في الدور قبل النهائي لتضمن الفوز بإحدى الميداليتين الذهبية أو الفضية. وقبل ذلك تغلبت على المجرية آنا لوكان هاموري بإجماع القضاة في دور الثمانية في وزن أقل من 66 كيلوغراما.
وقالت خليف، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: قلت لكم إنني جئت لتحقيق الحلم الأولمبي، وتحقق هذا الحلم، ليعلم العالم كله أنني عانيت كثيرا من أجل هذه اللحظة التاريخية، إنه حلم طويل وطويل. وأضافت: أنا فخورة بهذا الإنجاز، وبأنوثتي وبتشريفي للعلم الجزائري. قضيتي قضية شرف، هو فوز كل الجزائريين وكل العرب وكل من ساندني من كل العالم.
نعم يا إيمان، إن قضيتك قضية شرف، لأنها قضية وطن، وقضية اجتهاد، وقضية نساء ينحتن أقداراً في عالم يميني وذكوري لا يعترف بأن إرادة الإنسان فوق كل اعتبار. شكرا إيمان لأنك أخرست المشككين. وسوف نتذكر مع علو اسمك وانتصاراتك المستحقة قصيدة الشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد:
كتبتُ، كتبتُ.. فلم يبق حرفُ. وصفتُ، وصفتُ.. فلم يبق وصفُ أقولُ، إذا، باختصار وأمضي: نساءُ بلادي…نساءٌ.. ونصف.

شبح الحرب يخيم على بلادنا

يعيش العالم العربي في حالة من الترقب والتوتر، حيث تتصاعد المخاوف من اندلاع حرب شاملة في أي لحظة. تتجلى هذه الحالة بوضوح في لبنان، البلد الذي تعصف به الأزمات السياسية والاقتصادية منذ سنوات. ومع تصاعد التهديدات الإقليمية، يجد اللبنانيون أنفسهم مرة أخرى في مواجهة احتمال نشوب صراع عسكري جديد، قد يكون هذه المرة مع إسرائيل.

الحديث عن حرب محتملة لا ينقطع في الشارع اللبناني، حيث تسود حالة من القلق والترقب بين المواطنين. التهديدات التي تطلقها إيران ووكلاؤها في المنطقة، وعلى رأسهم حزب الله، تزيد من حالة التوتر.
الجميع يتساءل: هل ستكون هناك ضربة عسكرية؟ ومتى؟ وهل ستؤدي هذه الضربة إلى حرب شاملة؟ هكذا ازدحم مطار بيروت بالمغتربين الذين قرروا أن يقطعوا إجازتهم في بيروت والعودة إلى بلاد الاغتراب.
المغتربون اللبنانيون الذين عادوا إلى بلدهم لقضاء فصل الصيف مع عائلاتهم، اضطروا لمغادرة البلاد مرة أخرى خوفاً من الحرب. الأجواء المشحونة والتوترات المتزايدة جعلت الكثيرين منهم يشعرون بأن البقاء في لبنان في هذه الفترة قد يكون محفوفاً بالمخاطر. تركوا خلفهم عائلاتهم وأصدقاءهم، وغادروا على أمل العودة في وقت أكثر أماناً.
لقد انتشر أخيراً مقطع مصور لإحدى المسافرات على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تبكي بحرقة قائلة: خفت إبقى تصير الحرب ويسبب هالشي صدمة للأولاد ويصيروا يكرهوا يجوا معي على لبنان.. مسافرة غصب عني وخايفة كتير على لبنان.
وفي المقابل، نجد جزءاً كبيراً من اللبنانيين لا يبدي اهتماماً كبيراً بهذه التهديدات. ربما يعود ذلك إلى الاكتئاب أو خبرتهم الطويلة في مواجهة الحروب والصراعات، حيث عاشوا فصولاً كثيرة من الأزمات. فبالنسبة لهم، الحديث عن حرب جديدة ليس بجديد، بل هو جزء من واقعهم اليومي الذي تعودوا عليه. قد يكون هذا التصرف نوعاً من التأقلم النفسي مع الوضع المتوتر، أو ربما هو تعبير عن الإحباط واليأس من تغيير الحال.
اللبنانيون الذين اختبروا الحروب يعرفون جيداً ما تعنيه الحرب من دمار وخسائر. ومع ذلك، هم يعيشون حياتهم اليومية متشبثين بالأمل في مستقبل أفضل، على الرغم من كل شيء. يتحدثون عن الحروب بمزيج من الحزن، وكأنهم يقولون: «لقد مررنا بما هو أسوأ، وسنمر من هذه الأزمة أيضاً».
في ظل هذه الظروف، يبقى السؤال الأهم: ما هو مستقبل لبنان في هذا السياق المضطرب؟ هل ستتمكن البلاد من تجنب الحرب، أم أن القدر يحضر لها فصلاً جديداً من الصراع؟ فقط الزمن كفيل بالإجابة على هذه التساؤلات، ولكن الأكيد أن اللبنانيين سيبقون صامدين، متشبثين بأملهم في غدٍ أفضل، كما فعلوا دائماً.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

عاصمي

اطو

إيمان خليف عندها طوطو

namra10.com

كل التوفيق لإيمان خليف

كل التوفيق لإيمان خليف