لا تزال الخلافات بين الفرقاء في ليبيا تحول دول التوصل إلى حلول توافقية حول القوانين الانتخابية، فيما تعددت المبادرات والمقترحات مما قد يزيد من تعقيد مهمة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في وقت يثير تحرّك إيطالي في ملتقى لأنصار النظام السابق الجدل.
وكشفت بوابة الوسط الليبية عن عودة الأطراف الخمسة إلى التداول في المشهد الليبي لاستئناف رحلة البحث عن حلول لكسر الجمود السياسي الذي يحكم البلاد في ظل فشل الحراك الأممي المدعوم أميركياً وأوروبياً في تحقيق نتائج ملموسة يمكن البناء عليها لحل الأزمة الليبية.
وتلقت البعثة الأممية مقترحات من أطراف محلية مختلفة تراوحت بين الداعية لتشكيل حكومة انتقالية مصغرة، بناء على خارطة طريق واضحة، وأخرى تصرّ على التوصل إلى اتفاق سياسي جديد، فيما يعرض فريق ثالث تجاوز مشكلة المؤسسات الموازية بالعودة الى اللامركزية.
وكشف رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي محمد تكالة عن مبادرة جديدة لحل الأزمة جرى العمل عليها منذ مدة طويلة من خلال جمع عديد الآراء والمقترحات، مشيرا الى أنه من المقرر أن يتم تفعيل ملف المناصب السيادية خلال لقاء ثلاثي مرتقب.
وأشار كاتب المقال إلى أن تكالة يسعى إلى التعجيل بتحقيق اختراق إيجابي يسبق الانتخابات السنوية لرئاسة المجلس المقررة مطلع أغسطس/آب المقبل، والتي قد تكشف عن موقف واضح من تنحية حكومة عبدالحميد الدبيبة في حال تقلدت شخصية أخرى غير تكالة المنصب، في ظل وجود كتلة تطالب بتغيير الحكومة الحالية واجراء انتخابات تشريعية فقط.
وقال إن عدم تحمس تكالة لتنحية الدبيبة يعكس تقارباً بين الطرفين اللذين جمعهما لقاء مع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في العاصمة طرابلس تناولوا في دعم الجهود الدولية لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية ووحيد المواقف لإنهاء المرحلة الانتقالية، اضافة الى التركيز على الإصلاحات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية لتحسين أوضاع الشعب الليبي.
ومثل لقاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية مع رئيس الجامعة العربية أحمد ابوالغيظ في القاهرة بعد غياب استمر لنحو 3 سنوات والذي سبق اللقاء الثلاثي فرصة لمناقشة الجهود المحلية والدولية لاجراء الانتخابات وتفعيل دور الجامعة في دعم الاستقرار في ليبيا.
وفي الجهة المقابلة، يواصل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح تمسكه بموقفه المشدّد على ضرورة تشكيل حكومة موحدة تشرف على إتمام الاستحقاق الانتخابي، ابلغه لسفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو والقائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ستيفاني خوري في لقاء جمعه بهما.
كما التقت خوري للمرة الثالثة منذ تعيينها قبل أسابيع قليلة قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في بنغازي، وتباحث الطرفان ضرورة الدفع بالعملية السياسية من أجل تهيئة البلاد لإجراء الانتخابات المؤجلة.
وفي شأن متصل من المنتظر أن يُعقد اجتماع لمجلسي النواب والدولة في تونس بعد لقائهما في مصراتة والذي أسفر عن اتفاق حول ثلاث بنود تتعلق بمسار العملية السياسية وتتضمن إجراء الانتخابات على أساس القوانين المتفق عليها والتحضير لملتقى موسع بين مجلسي النواب والدولة، إضافة الى إطلاق عملية سياسية تيسرها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.
كما تتواتر الأنباء حول مكان عقد اجتماع لرؤساء المجالس الثلاث بين القاهرة أو الرباط لحسم الخلافات التي تحول دون اجراء الانتخابات المؤجلة.
وفي إطار تكثف اللقاءات المحلية والإقليمية، من المقرر أن ينظم مركز الحوار الإنساني الذي أشرف على تنظيم عديد اللقاءات بين مختلف الأطراف الليبية، يوم 10 يوليو/تموز الجاري لقاء لم يكشف عن أهدافه ولا عن الشخصيات التي ستحضره تحت شعار ملتقى أنصار النظام السابق.
وأثار اللقاء جدلا بعدما أعلن أنصار سيف الإسلام القذافي مقاطعته وتم نقله من العاصمة الإيطالية روما الى جنيف السويسرية.
وقال مراقبون أن التحرك الأوروبي وتحديدا الإيطالي في هذا التوقيت يشير الى مساعي غربية لاختراق طيف أنصار النظام السابق المتمركزين جنوب وشرق ليبيا المعروفة بالانتشار الروسي الذي تحاول القوى الغربية تحييده.
ويرى متابعون للشأن الليبي أنه وسط كل هذا الزخم من التحركات لا تزال الازمة تراوح مكانها وترسّخت شكوك المواطن الليبي في التوصّل الى مؤشر يقنعه بإمكانية قريبة لتوافق أطراف الأزمة وتقديمها تنازلات للخروج بالبلاد من وضعها الحالي عبر إنجاز الاستحقاق الانتخابي أو غيره.
تعليقات الزوار
لا تعليقات