نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني تحقيقا من سلطنة عمان، أوضح فيه ازدياد الغضب الشعبي ضد السياسة الغربية الداعمة لاستمرار الحرب في غزة، وقال إن سكان السلطنة ينضمون عفويا بشكل كبير لحملة مقاطعة شركات أعلنت دعمها لإسرائيل مثل ستاربكس وماكدونالدز وسط ارتفاع نسبة العداء لدعم الولايات المتحدة للحرب الإسرائيلية على القطاع.
يتوقف التحقيق عن قصة أحد المواطنين العمانيين فيقول إنه ومنذ بدأت الحرب على غزة في تشرين الأول/أكتوبر، لم يشرب محمد حامد قطرة واحدة من مشروبه الغازي المفضل، ماونتن ديو. وقال لموقع ميدل إيست آي: “كنت أشرب مشروب ماونتن ديو كل يوم تقريباً، ولم يكن من الممكن أن يمر يوم بدونه، لكنني توقفت الآن”.
ويضيف التقرير أن محمد وباعتباره عمانيا ملتزما بمقاطعة البضائع الغربية بسبب دعم الولايات المتحدة وحلفائها لإسرائيل في حربها على غزة، فهو الآن يشتري المشروبات التايلاندية أو منتجات شركة كينسا، كما قام بتغيير عادات التسوق الخاصة به، وهو الآن يقاطع محلات السوبر ماركت الغربية في سلطنة عمان تضامنا مع الفلسطينيين. وقال “لم أدخل قط إلى كارفور منذ بدء الحرب” في إشارة إلى سلسلة المتاجر الفرنسية التي تتكون من ثلاثة طوابق في مسقط.
وأدت حملة المقاطعة في عمان منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة إلى انخفاض مبيعات الشركات الأمريكية الكبرى بما في ذلك ماكدونالدز وستاربكس، وظهور علامات تجارية استهلاكية بديلة مصدرها دول غير غربية، وإسلامية. وقال حامد إنه ناشط في مجال المقاطعة، وأظهر للموقع هاتفه الذي يحتوي على منشور أنشأه مؤخرا يضم رسما توضيحيا لآرون بوشنل، الجندي في القوات الجوية الأمريكية الذي توفي بعد أن أشعل النار في نفسه خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة في 25 فبراير – شباط الماضي، احتجاجا على الدعم الأمريكي لعمليات الإبادة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة”. وجاء في نص المنشور في صيغة احتجاجية: “لقد ضحى آرون بوشنل بحياته احتجاجًا على ما يجري في فلسطين وأنت لا يمكنك التخلي عن ستاربكس!؟”.
وأضاف حامد: “لقد تعمقت كثيراً في هذا الوضع المأساوي (في غزة)، وبدأت أشعر بالجنون، لأنني أرى الكثير من مقاطع الفيديو التي توضح الكثير من المعاناة التي تحدث هناك”.
ومثل الكثير من العمانيين، بدأ حامد مقاطعة السلع الغربية في أكتوبر، وما زال يفعل ذلك بعد مرور خمسة أشهر تقريبًا. وهو الآن يتسوق في متاجر فيفا، وهي سلسلة محلات سوبر ماركت متخصصة في تقديم بدائل للعلامات التجارية الغربية، وعرض سوائل الغسيل من الصين وماليزيا، والوجبات الخفيفة والمشروبات من المملكة العربية السعودية.
ويؤكد موظفو المتاجر في محطات البنزين في مسقط أن الكثير من العمانيين يتحققون من أصل المنتج قبل الشراء ولا يشترون المنتجات التي يعتقدون أنها أمريكية. وفي العديد من المتاجر، تم استبدال بيبسي وكوكاكولا بـكينسا، وهو مشروب غازي تنتجه شركة الجميل العالمية لإنتاج الأغذية السعودية.
وبينما كانت ماركة الشوكولاتة الأمريكية هيرشي مخزنة في إحدى محطات شل، كانت هناك إلى جانبها مجموعات شوكولاتة بديلة جديدة بما في ذلك توداي – وهي علامة تجارية أردنية، وتريكس – التي توزعها شركة يوجد مقرها في دبي.
وقال أحد العاملين في شركة شل: “بعض الناس كانوا يشترون المشروبات والوجبات الخفيفة الأمريكية، لكن معظم الناس لا يشترونها الآن بسبب دعم شعوب الخليج لفلسطين”.
وفي أحد متاجر ستاربكس الفارغة في الميرة مول في مسقط، قالت إحدى الموظفات: “امتنع الكثير من الناس عن الاتيان إلى هنا، الوضع ليس كما كان الحال عليه قبل الحرب في غزة. فقبل ذلك، لم يكن هناك مكان للجلوس”، كما قالت وهي تشير بيدها إلى المقاعد الفارغة.
وكان زميلها أكثر تفاؤلا قليلا، حيث قال: “إن الوضع هادئ، ليس كما كان من قبل، ولكن في هذه الأيام يعودون شيئاً فشيئاً. وقد بدأ العمانيون بالعودة الآن”.
وكانت شركة ستاربكس أعلنت أن أرباح وإيرادات الربع الأول في يناير – كانون ثاني الماضي كانت أسوأ من المتوقع. وقال الرئيس التنفيذي لاكسمان ناراسيمهان للمستثمرين: “لقد رأينا تأثيرا سلبيا على أعمالنا في الشرق الأوسط”، مضيفًا أن “الأحداث في الشرق الأوسط كان لها أيضا تأثير في الولايات المتحدة، مدفوعة بالتصورات الخاطئة حول موقفنا”.
وفي عمان، فإن مجرد حقيقة أن العلامة التجارية هي أمريكية فهو سبب كاف للعديد من العمانيين لمقاطعتها بسبب الغضب من الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب غزة.
ويكمل التقرير: في فرع كنتاكي في حوالي الساعة الخامسة مساءً، لم يكن هناك سوى عميل واحد، وهو عامل نفط كان يأخذ استراحة من حقول النفط الصحراوية في عمان.
وقال مصدر حكومي عماني إن حركة المقاطعة بدأت في وقت مبكر من الحرب وكانت عفوية وليست منظمة وأضاف: “كان معظم العمانيين نشطين في حركة المقاطعة. هناك تحول في السوق، في كل منتج استهلاكي في حياتك، وهذا يفيد العلامات التجارية العمانية”.
في جميع أنحاء مسقط، وتحديدا في المحلات التجارية ومحطات الوقود، يقترن الغياب الملحوظ للعلامات التجارية الأمريكية الشهيرة مثل كوكا كولا وبيبسي مع عرض المشروبات والوجبات الخفيفة البديلة غير الغربية، كدليل على التحول الكبير في السوق العماني منذ بداية حرب غزة.
وفي محاولة للنأي بنفسها عن ماكدونالدز في إسرائيل، حيث قامت فروعها هناك بتوزيع الطعام مجانًا على جنود الجيش الإسرائيلي، فقد أعربت ماكدونالدز في سلطنة عمان – التي تديرها شركة مطاعم الداود، عن “تضامنها الثابت مع شعب غزة من خلال التبرع بمبلغ 100 ألف دولار أمريكي لجهود الإغاثة، في أعقاب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
ومع ذلك، ليس هناك ما يشير إلى أن حركة المقاطعة في عمان ستنتهي قبل الحرب في غزة، وحتى ذلك الحين، فإن التحول في سوق الشرق الأوسط قد لا يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب. وقال المصدر الحكومي الذي طلب عدم نشر اسمه “هناك مناخ ضد كل شيء في الغرب. حتى الحرية والديمقراطية ينظر إليها على أنها منافقة. الناس يقولون إنه لا ينبغي لنا أن نثق في هذه الأفكار”. وأضاف أنه على النقيض من ذلك فإن الصين وروسيا والبرازيل تحظى بإعجاب واسع النطاق بسبب مواقفها ضد الغرب وبشأن فلسطين.
تعليقات الزوار
vive le Maroc
bandes d ignorants vous devez boycoter l internet et la technologie creer par les Juifs comme le portable, le Wattsap l avion, la tv playstation le parabole la voiture .......l electricite inventer par Tomas Edison et Tesla qui sontd ailleurs Juifs....