أخبار عاجلة

موريتانيا ترسي شراكة لمكافحة الهجرة مع الاتحاد الأوروبي واسبانيا

 أسفرت زيارة يوم واحد أداها، الخميس، لنواكشوط، كل من أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، وبيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، وأجريا خلالها مباحثات وصفت بـ”المعمقة”، مع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، عن إرساء الحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي لشراكة جديدة مع موريتانيا مركزة على مكافحة الهجرة غير النظامية.
وأكد بيان مشترك صدر أمس الجمعة عن هذه الزيارة “أن القادة الثلاثة أجروا مباحثات معمقة، ركزت من جهة على العلاقات الاستراتيجية التي تربط موريتانيا بالاتحاد الأوروبي، ومن جهة أخرى، على العلاقات الثنائية الودية والوطيدة بين مملكة إسبانيا والجمهورية الإسلامية الموريتانية، حيث شدد القادة الثلاثة على عمق وتنوع هذه العلاقات التي تغطي مجالات مختلفة، سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية بالإضافة إلى تعاون أمني”.
“وإدراكاً منهم لحجم وأهمية هذه العلاقات، يضيف البيان، فقد شدد القادة الثلاثة، بصفة خاصة على المبادئ الأساسية التي ينبغي أن تُوجه تعاونهم، من قبيل التشاور البناء والاحترام المتبادل وروح الثقة والشفافية والسعي الدائم للفعالية واحترام الالتزامات”.
وأوضح البيان أن “رئيس الحكومة الإسبانية ورئيسة المفوضة الأوروبية، التزما بدعم موريتانيا بغية ترسيخ دورها المركزي والإيجابي في شبه المنطقة وقدرتها على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المتعددة بفعالية في إطار من التنمية الشاملة والمستدامة”.
وتحدث البيان عن ديناميكية جديدة للتعاون مؤسسة على “تكثيف المبادلات في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وبخاصة في مجال الطاقات المتجددة، في وقت يتجه فيه العالم نحو اقتصاد خالٍ من الأثر الكربوني بهدف إيجاد حلول بيئية نظيفة”.
ورحب القادة الثلاثة، في هذا الصدد، حسب البيان “بمبادرة “فريق أوروبا” الموقعة في أكتوبر الماضي في بروكسل، والتي يعول عليها في أن تصبح أساساً للتعاون المثمر في مجال الهيدروجين الأخضر بين الاتحاد الأوروبي وموريتانيا”. وتماشياً مع روح هذا التوجه، أكد البيان أن “بعثة من الشركات الأوروبية ستزور موريتانيا في مارس/ آذار المقبل لاستكشاف فرص الاستثمار استكمالاً للطاولة المستديرة حول الهيدروجين الأخضر، التي عقدت في الثامن فبراير 2023 بنواكشوط”.
وتحدث البيان المشترك عن “دراسة يقوم بها الاتحاد الأوروبي حول إمكانية تقديم الدعم المالي لبناء خط كهربائي عالي الجهد بين نواكشوط والنعمة ليشكل رابطاً مهماً في منصة شبكة الكهرباء الإقليمية”.
“ومن الممكن كذلك، حسب البيان، أن تدرس إسبانيا مع مؤسسات متعددة الأطراف إمكانية التمويل المشترك لمشاريع تنموية جديدة في موريتانيا، مع التزامها بتسهيل التمويل للشركات الراغبة في الاستثمار في موريتانيا”.
“ولتعزيز التعاون بين موريتانيا ومملكة إسبانيا وإدراجه في أفق الأمد الطويل، أكد البيان المشترك “أنه تم التوقيع على الاتفاقية الإطارية الجديدة للتعاون الثنائي بين البلدين”. وفيما يتعلق بمجال الأمن، قدم الرئيس الموريتاني وفقاً للبيان المشترك، تحليله للحالة الأمنية الإقليمية وآثارها، ليس على منطقة الساحل وإفريقيا بشكل أعم فحسب، بل على ما هو أبعد من ذلك، مع تأكيده على وجاهة المبادئ والأهداف التي عليها تأسست مجموعة دول الساحل الخمس”. واقتناعاً من الرئيس الموريتاني بأن بناء السلام والاستقرار عمل جماعي في جوهره، فقد شدد على ضرورة مواصلة التعبئة الدولية لصالح الأمن والتنمية في منطقة الساحل، حيث عبرت الأطراف الثلاثة عن نفس القلق إزاء تزايد عدم الاستقرار في المنطقة والذي يعرض للخطر كل جهد إنمائي”. وحسب البيان، فقد أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، “دعم الاتحاد الأوروبي لقوات الدفاع والأمن الموريتانية، عبر تجهيز كتيبة موريتانية جديدة لمكافحة الإرهاب”.
وبخصوص معضلة اللاجئين، رحب القادة الأوروبيون بالجهود التي تبذلها موريتانيا لاستقبال اللاجئين، واعترفوا بالضغط الذي يشكله ذلك على الموارد والسكان المحليين؛ حيث تستضيف موريتانيا حالياً أكثر من 150,000 نازح مع حركة تدفق لا تتوقف.
وأشار رئيس الحكومة الإسبانية ورئيسة المفوضية الأوروبية، حسب البيان، “إلى الحاجة الملحة لدعم من المجتمع الدولي، يناسب حجم التحديات الناشئة عن هذه الوضعية على مستوى رعاية اللاجئين ومساعدة المجتمعات المستضيفة”. وأعلنت الرئيسة فون دير لاين، عن تعزيز الدعم الذي يقدمه الاتحاد الأوروبي للاجئين وللمجتمعات المستضيفة لهم بما يلبي تطلعات الجانب الموريتاني، كما أعلن رئيس الحكومة الإسبانية عن نيته مضاعفة المساعدات الإنسانية للاجئين في عام 2024″.
وأعرب القادة الثلاثة عن قلقهم إزاء زيادة الهجرة غير النظامية إلى أوروبا، وما ينجر عنها من معاناة وانتهاكات وخسائر في الأرواح، وتعهدوا بتعزيز تعاونهم من أجل تفكيك شبكات الاتجار بالبشر ومكافحة الهجرة غير النظامية مع ضمان حماية واحترام الحقوق الأساسية للمهاجرين وملتمسي اللجوء واللاجئين.
وفي هذا السياق، أكد البيان المشترك أن إسبانيا وموريتانيا تعملان بالفعل على برامج الهجرة الدائرية، حيث يتم تطوير برامج رائدة، كما شدد القادة الثلاثة على أهمية مساعدة قوات الأمن الموريتانية في مكافحتها لتهريب المهاجرين.
والتزمت رئيسة المفوضية بتعزيز هذا التعاون في إطار شراكة منظمة في مجال الهجرة بين الاتحاد الأوروبي وموريتانيا، لمساعدة موريتانيا على مواجهة التحديات في مجالات إدارة الهجرة والتهجير القسري وكذلك الأمن والتنمية، حيث يعتزم الاتحاد الأوروبي تعزيز دعمه المالي في هذا المجال، مع الاستفادة من خبرة الوكالة الأوروبية “فرونتكس” في هذا المجال. وخلص البيان إلى ضرورة استمرار العمل بين المصالح الموريتانية المختصة في قضايا الهجرة والمفوضية الأوروبية، والذي بدأ في ديسمبر 2023 وذلك بتعزيز الحوار، لإقامة شراكة بخصوص الهجرة، تأخذ في الاعتبار أهداف كل طرف وما يتعين وضعه من تدابير.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات