أخبار عاجلة

واشنطن تفند الإشاعات الجزائرية وتجدد دعمها الثابت لمغربية الصحراء

فندت الولايات المتحدة إدعاءات وسائل إعلام جزائرية بشأن موقفها من الصحراء المغربية، معربة عن التزامها الثابت بالطرح المغربي والتأكيد على اعتباره حلا "جادا وذا مصداقية وواقعيا".

وتوالت خلال السنوات الأخيرة اعترافات الدول بسيادة المغرب على صحرائه ودعم مقترح الحكم الذاتي، الذي تعرضه المملكة كـ"حلّ وحيد" للملف العالق منذ عقود، وهو ما أثار امتعاض الجزائر التي تدعم جبهة بوليساريو الانفصالية ولا مصلحة لها في إنهاء النزاع المفتعل، وتستعمل وسائل الإعلام لهذا الغرض، لكن تأكيدات الدول الغربية بشأن موقفها الثابت كشف زيف الأخبار التي تروج لها.

وأعربت وزارة الخارجية الأميركية أن الموقف "الواضح والثابت" للولايات المتحدة إزاء قضية الصحراء المغربية لم يتغير، مجددة دعم واشنطن للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره "جادا وذا مصداقية وواقعيا". وأوضحت في بيان نشرته عشية زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شمال إفريقيا جوشوا هاريس، إلى المغرب يومي الأحد والاثنين أن المسؤول الأميركي "سيجدد التأكيد" خلال مباحثاته بالرباط، "على أنه ليس هناك أي تغيير بشأن الموقف الواضح والثابت للولايات المتحدة".

ويأتي تجديد هذا التأكيد على ثبات موقف واشنطن لينفي بشكل قاطع ادعاءات بعض وسائل الإعلام الجزائرية التي ألمحت عقب الزيارة الأخيرة التي قام بها الدبلوماسي الأميركي إلى الجزائر، إلى تغيير مزعوم في موقف الولايات المتحدة بشأن قضية الصحراء.
وأكد بيان الخارجية الأميركية أن "الولايات المتحدة تدعم بشكل تام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، دي ميستورا، في تيسير عملية المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول لدى الأطراف" للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

وأضاف بأن الولايات المتحدة "ترى ضرورة التوصل دون مزيد من التأخير، إلى حل سياسي متفاوض بشأنه"، وأوضح أن "نتيجة المفاوضات التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة -المتفق عليها من قبل الأطراف والتي تعكس التزامها بجهود الأمم المتحدة بروح من الواقعية والتوافق- ستشكل الحل النهائي لهذه القضية".
وستركز زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى الرباط ستركز أيضا على "تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب وعدد من الأولويات في مجال الأمن الإقليمي".

وخلال السنوات الأخيرة، عرفت الشراكة الاستراتيجية بين الرباط وواشنطن تطورا قويا، يشهد على تحالف عريق متين ودائم التجدد. إذ يعرف التعاون والتنسيق بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك تطورا متصاعدا. كما تجسد ريادة المغرب على المستوى الإقليمي، وكثافة العلاقات بين حليفين يتقاسمان رؤية وقيما مشتركة وعلى أعلى مستوى حيث يتم الإعراب عن الارتياح إزاء وضع وآفاق هذه الشراكة متعددة الأشكال.

وفي واشنطن يتم بشكل مستمر تسليط الضوء والترحيب بأجندة الإصلاحات التي يضعها العاهل المغربي الملك محمد السادس لصالح التنمية والسلام والاستقرار الإقليمي وفي إفريقيا.

وخلال زيارة قامت بها إلى المغرب، مطلع يونيو/حزيران الماضي، أشادت السيدة الأولى للولايات المتحدة جيل بايدن، بريادة الملك محمد السادس في مجال تمكين النساء والشباب، مذكرة بأن "الولايات المتحدة ممتنة إزاء شراكتها وصداقتها العريقة مع المغرب". وقالت في بيان صدر عن البيت الأبيض، إن المغرب يعمل، "تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تشجيع الإصلاحات الرامية إلى تمكين النساء والشباب، مما يجسد أولوياتنا المشتركة".

وعلى لسان رئيس دبلوماسيتها، لا تفتأ الولايات المتحدة عن التأكيد على دعمها وتقديرها لمسيرة التنمية السوسيو-اقتصادية بالمغرب ودوره المحوري على المستوى الإقليمي، باعتباره مخاطبا يحظى بالاحترام على المستوى الدولي.

وقال وزير الخارجية انطوني بلينكن عقب مباحثات أجراها في واشنطن مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، "تجمعنا بالمغرب شراكة راسخة، وتاريخية وثابتة"، مبرزا أن المملكة تعد "قوة مهمة من أجل الاستقرار والسلام والتقدم والاعتدال وهو الأمر الذي نقدره عميقا".

وفيما يتعلق بقضية الصحراء والمبادرة المغربية للحكم الذاتي، تجسد إدارة بايدن ثبات الموقف الأميركي التاريخي من هذه القضية. إذ تجدد الولايات المتحدة، باستمرار، تأكيد دعمها للمخطط المغربي للحكم الذاتي باعتباره "جادا وذا مصداقية وواقعيا"، بهدف التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

وتعززت بشكل كبير دينامية التبادل المنتظم للزيارات بين المغرب والولايات المتحدة خلال السنتين الماضيتين، من خلال زيارات العديد من كبار المسؤولين إلى كل من الرباط وواشنطن.

تميزت المشاورات في مجال الأمن والدفاع، على الخصوص، بالزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس لهيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارك ميلي إلى المغرب في فبراير/شباط الماضي. فهذه الزيارة غير المسبوقة، تعكس التميز الذي ارتقت إليه علاقات الصداقة والتعاون العريقة، والتي تعززها شراكة عسكرية استراتيجية بين البلدين تنظمها ترسانة قانونية هامة، لا سيما خارطة الطريق للتعاون في مجال الدفاع 2020-2030، الموقعة في 2020.

كما يعكس تمرين "الأسد الإفريقي 2023" قوة هذه الشراكة الاستراتيجية، القائمة بين المغرب والولايات المتحدة، خدمة للسلام والاستقرار، وذلك في مواجهة التحديات الأمنية المتنامية التي تهدد المنطقة وإفريقيا.

وتتمثل أولوية أخرى للشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين، وذلك في التعاون الاقتصادي والتجاري باعتباره محفزا للازدهار والسلام على المستويين الإقليمي والقاري الإفريقي. إذ استضاف المغرب، على وجه الخصوص، عددا من اللقاءات الهامة المشتركة مع الولايات المتحدة، من بينها قمة الأعمال الأميركية الإفريقية في مراكش، والتي كانت بمثابة تمهيد لعقد قمة قادة حكومات الولايات المتحدة وإفريقيا، التي استضافها الرئيس بايدن في 2022.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات