تظاهر عشرات التونسيين، الأحد، أمام السفارة الأمريكية في العاصمة للمطالبة بطرد السفير جوي ومقاضاة الرئيس جو بايدن أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة دعم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والضغط على مصر لفتح معبر رفح والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وتجمع ممثلو تنسيقية مناصرة القضية الفلسطينية المكونة من أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني أمام السفارة الأمريكية، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية، وسط حضور أمني كثيف.
ورفع المحتجون عدة شعارات على غرار “وقف العدوان واجب” و”حق الشهيد واجب” و”حق الشعوب في مقاومة الاحتلال” و”طرد السفير الأمريكي واجب” و”كلنا فلسطين” وغيرها.
وطالب حزب التيار الشعبي الهيئة الوطنية للمحامين برفع قضية ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن لدى محكمة الجنايات الدولية باعتباره “شريكاً في جرائم الكيان الصهيوني” حسب تصريح الناطق باسم الحزب، محسن النابتي، لإذاعة موزاييك.
وقال النابتي إن “ما يواصل القيام به الكيان الصهيوني الإرهابي في فلسطين لم يشهده تاريخ الإنسانية والحروب، من رمي لجثث الأطفال والمرضى بالطرقات، ولم تشهد الإنسانية هذا الاقتحام الوحشي لغرف العناية المركزة بالمستشفيات والقصف للمدارس وغيرها”.
وأضاف: “ما يحصل اليوم في فلسطين هو امتحان للإنسانية، حيث إن المقاومة والشعب الفلسطيني لا يدافعان عن نفسهما فقط، بل عن قيم الإنسانية جمعاء؛ لأن العدو الصهيوني، بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، دشن مرحلة ما بعد التوحش”.
ودعا النابتي “الشعب التونسي وكل الشعوب والأحرار في العالم والأنظمة العربية إلى التدخل لطرد السفراء الأمريكيين أو استدعائهم كشكل احتجاجي ضد ما يحصل في فلسطين”، داعياً تونس لـ”عقد اجتماع لدول عدم الانحياز التي اتخذت فيها عدة بلدان في آسيا وإفريقيا مواقف مشرفة أكثر من بعض الدول العربية، عبر إدانة وإجراءات تعزل الكيان الصهيوني عن العالم وموقف دول أمريكا اللاتينية وغيرها بطرد سفراء أمريكيين لديهم”.
كما اعتبر أنه “على الدولة التونسية اتخاذ موقف أخلاقي أقصاه طرد السفير الأمريكي وأدناه استدعاؤه لدى وزارة الشؤون الخارجية كإدانة ضد الجرائم الصهيونية ومطالبة مصر بفتح المعابر لتمرير المساعدات”.
وأفاد عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وائل نوار في تصريح لوكالة الأنباء التونسية أن “من أهداف هذا الحراك الاحتجاجي هو وقف القصف والعدوان الصهيوني على قطاع غزة وطرد السفير الأمريكي وفتح المعابر البرية لإدخال المساعدات الإنسانية”.
وأشاد بالموقف التونسي المشرف تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات وحشية منتقداً في المقابل التأخير الحاصل في المصادقة على مشروع تجريم التطبيع في مجلس نواب الشعب.
وأشار إلى أن “قافلة الضمير الإنساني” التي جاءت بمبادرة من نقابة الصحافيين المصريين، هي “دعوة موجّهة لجميع النشطاء من فنانين ونقابيين وممثلي المجتمع المدني وصحافيين ووفود حكومات في العالم، من أجل كسر حصار غزة وإدخال المساعدات الإنسانية القابعة في معبر رفح قبل أن يُأذن لها بالدخول، مضيفاً أنه تكونت في تونس منذ 6 أيام، لجنة لتحديد الوفود المشاركة من تونس”.
وبلغ مجموع الشاحنات المحمّلة بالمواد الإغاثية التي دخلت قطاع غزة عبر معبر رفح بلغ نحو 1096 شاحنة خلال الفترة بين 21 أكتوبر و12 نوفمبر2023، وفق المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابع لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وقال رئيس الرابطة التونسية للتسامح وعضو الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع، صلاح الدين المصري، إن “المطالب التي ينادي بها المحتجون (طرد السفير الأمريكي ووقف العدوان) تعتبر الحد الأدنى من المطالب”، في ظل الوضع الكارثي الذي يعيشه قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ حوالي شهر ونصف، والذي يترافق مع قطع إمدادات الكهرباء والماء والمواد الغذائية، فضلاً عن تعطيل الخدمات الطبية جراء قصف المشافي.
وأدانت جبهة الخلاص الوطني المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بعد قصف مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة، وهو ما تسبب باستشهاد “مئتين من المدنيّين النازحين الأبرياء والعُزل، كما عمدت في ذات اليوم إلى إخراج الجرحى من مُستشفيات مجمع الشفاء وإجبارهم على النزوح قسراً ما نتج عنه وفاة العديد منهم وإنهاك الباقين من الأطفال والنساء والمسنين”.
وقالت، في بيان على موقع فيسبوك، إن “هذه الجرائم البشعة إنما تنم عن الطبيعة البربرية الهمجية للاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى إلى إبادة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية قصد تأبيد مشروعه الاستيطاني البغيض، كما يكشف من جهة أخرى عن فشل استخباراتي بليغ يدفعه إلى فشل أخلاقي شنيع، أثار ضده الرأي العام العالمي وشدد حوله الخناق في المنتظمات الدولية رغم التأييد الذي تمنحه له الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية”.
وأدانت “بأشد العبارات، الجرائم التي تقترفها دولة إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني وتؤكد إيمانها الراسخ في أن المقاومة الوطنية الفلسطينية ستكسب المعركة وتُحرز النصر وستجبر العدوّ الغاصب على الانسحاب من غزة والاعتراف بحقّ الشعب الفلسطيني في تقرير المصير”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات