قتل ما لا يقل عن 13 شخصا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف سيارات إسعاف على مدخل مستشفى الشفاء بغزة، في مجزرة جديدة ترتكبها إسرائيل، متجاهلة دعوات دولية بالالتزام بقواعد الحرب، بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا سبيل إلى هدنة مؤقتة دون إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.
وقالت وزراة الصحة في غزة "13 شهيدا و26 إصابة جراء المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بحق سيارات الإسعاف على بوابة مجمع الشفاء والتي كانت تحمل عددا من الجرحى للعلاج بمصر ".
وكشفت في بيان أن القصف الإسرائيلي "طال محيط 3 مستشفيات في قطاع غزة هي مجمع الشفاء الطبي ومستشفى القدس (بمدينة غزة) والإندونيسي (شمال القطاع)".
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة في تصريح للصحافيين "الاحتلال يرتكب مجزرة جديدة بحق النازحين المدنيين واستشهد 14 من المواطنين، أطفال ونساء" وبحسب شهود عيان، وقع القصف على شارع الرشيد الذي يربط شمال القطاع بجنوبه عبر الساحل.
وأكد الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه استهدف سيارة إسعاف عند مدخل مستشفى الشفاء الأكبر في مدينة غزة، قائلا إنها كانت "تستخدم من جانب خلية إرهابية تابعة لحماس".
وأكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه "يشعر بصدمة عميقة" وأضاف عبر منصة إكس "نقولها مجددا: يجب حماية المرضى ومقدمي الرعاية والمؤسسات وسيارات الإسعاف في جميع الأوقات. دائما".
وأعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز عن "صدمتها" لأن القصف استهدف "مرضى كان من المقرر إجلاؤهم إلى بر الأمان".
ووصفت منظمة التعاون الإسلامي القصف الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة الذي أوقع عشرات القتلى والجرحى، بأنه "جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
وقال نتنياهو عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تل أبيب "نحن مستمرون بكل قوتنا وإسرائيل ترفض الهدنة المؤقتة التي لا تشمل إطلاق سراح رهائننا".
وأوضح بلينكن للصحافيين خلال زيارته لإسرائيل "نعتقد أن كل هذه الجهود سيتم تسهيلها من خلال الهدنة الإنسانية ومن خلال الترتيبات على الأرض التي تزيد من الأمن للمدنيين وتسمح بايصال المساعدات الإنسانية بشكل أكثر فعالية واستدامة".
وبعد الاجتماع ألقى نتنياهو كلمة متلفزة للشعب الاسرائيلي قال فيها "أريد أن أطلعكم على التقدم في الحرب. قواتنا تعمل على كافة الجبهات بكامل قوتها. أقول لكم وأقول لهم: أعداؤنا سيفشلون. سوف يهزمون"، مضيفا "لن نتوقف حتى نحقق النصر ونحقق أهدافنا المحددة، القضاء على حماس وعودة الرهائن لدينا واستعادة الأمن لأبنائنا ومواطنينا".
وفي سياق متصل أكّد مسؤول أممي في غزّة أن علم الأمم المتحدة لم يعد كافيًا لحماية الفلسطينيين الذين لجأوا إلى مدارس أممية في القطاع المحاصر والبالغ عددهم 600 ألف تقريبًا، مشيرًا إلى مقتل 38 شخصًا فيها.
وقال مدير الوكالة في قطاع غزّة توماس وايت "إنهم أشخاص يبحثون عن الحماية التي يؤمنها عَلَم الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي"، مضيفا أمام ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة الأممية المجتمعين للاستماع إلى تقرير حول الوضع الإنساني في قطاع غزّة "الحقيقة أننا لا نستطيع حتى توفير الأمن لهم تحت رايتنا".
وتابع "أُصيبت أكثر من خمسين من منشآتنا بسبب النزاع، بينها خمس استُهدفت بشكل مباشر. وأعتقد أنه في آخر إحصاء، مات 38 شخصًا في ملاجئنا"، معربًا عن خشيته من أن يرتفع هذا العدد "بشكل كبير" لا سيّما في شمال قطاع غزة حيث أصبحت الوكالة الأممية عاجزة عن الاتصال بالعديد من مراكزها.
واشار إلى أن الأمم المتحدة "تبقى الأمل الوحيد لسكّان غزة اليوم"، مضيفًا "لا أريد أن أصل إلى اليوم الذي لن يرفع فيه علم الأمم المتحدة في غزة".
وقال أيضًا "خلال زيارتي لمختلف أنحاء غزّة في الأسابيع الأخيرة، كان المشهد مشهد موت ودمار"، مذكّرًا بمقتل ما لا يقلّ عن 72 من موظفي الأونروا منذ بداية الحرب.
تعليقات الزوار
لا تعليقات