أثارت صور المجاهدة الكبيرة في الثورة الجزائرية جميلة بوحيرد وهي ترقد في المستشفى، تعاطفا واسعا بين الجزائريين الذين يكنون لهذه الشخصية الأيقونية التي صنعت التاريخ احتراما بالغا.
وظهرت بوحيرد البالغة من العمر 88 سنة وهي على سرير المرض، بعد وعكة صحية ألمت بها، لكنها لم تفقد مثلما أظهرته الصور قدرتها على الابتسامة التي تطمئن بها محبيها، كما لو أنها تقاوم المرض بنفس الروح التي واجهت بها الاستعمار.
وسارع وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيڨة لزيارة بوحيرد التي وصفها بأيقونة الثورة التحريرية المظفرة، ورمز النضال والتحدي والصمود، للاطمئنان على صحتها، مؤكدا لها متابعته الشخصية لوضعها الصحي، وداعيا لها بالشفاء.
وارتبط اسم بوحيرد بمعركة الجزائر التي دارت رحاها بين سنتي 1956 و1957 في الجزائر العاصمة وحي القصبة الشهير مركز الفدائيين ومسقط رأسها، وهي المعركة التي كانت إحدى بطلاتها مع رفيقتيها المجاهدتين جميلة بوباشا وجميلة بوعزة، حتى أنهن سمين بـ”جميلات الثورة الجزائرية”.
وصنعت بوحيرد اسما لها من ذهب في الثورة الجزائرية، بعد أن ألقى الاستعمار الفرنسي القبض عليها عام 1957 وقام بتعذيبها ثم الحكم عليها بالإعدام، لتصبح قضيتها عالمية بعد أن تجند الكثير من الأحرار في العالم لنصرتها وإيصال صوتها للأمم المتحدة، ما اضطر فرنسا الاستعمارية للتراجع عن إعدامها الذي كان مقررا في مارس/ آذار 1958.
تحولت قصة بوحيرد بعد ذلك إلى ملحمة نضالية في الدول المناهضة للاستعمار والعالم العربي، حيث روت أفلام سيرتها وتغنى كبار الشعراء العرب ببطولتها. وما زاد في احترام الناس لها زهدها عن المناصب بعد الاستقلال الجزائر، فقد ترأست لمدة صغيرة اتحاد النساء قبل أن تنسحب وتؤثر الدخول في صمت يستمر منذ أكثر من 60 سنة.
وفي السنوات الأخيرة، ظهرت بوحيرد من جديد في مسيرات الحراك الشعبي سنة 2019 الذي أطاح بحكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، كمواطنة عادية. وبقدر الاحترام الكبير الذي يكنه الجزائريون لها، بقدر ما يتأسف البعض لعدم مساهمة بوحيرد في كتابة تاريخ الثورة الجزائرية والإدلاء بشهادتها حول أحداث مهمة عايشتها.
تعليقات الزوار
عاش بن بطوش قاهر لكراغلة
المجاهدة جميلة بوحيرد في مستشفى بدون اسم...وين بطوش في احسن مستشفيات اسبانيا