تظهر في كل سنة بعض الحرف الممارسة عبر الشواطئ منها ما هو خارج عن القانون وذو طابع استغلالي للانقضاض على جيوب المصطافين على غرار السمسرة في الكراسي والطاولات ومنها ما هي حرف للاسترزاق وتحقيق مدخول يومي فمن من لم يقابله باعة البينيي و المحاجب على مستوى شواطئ البحر أطفال وشبان وحتى كهول يمرون بمحاذاة المصطافين ويروجون سلعهم.
نجدهم تحت حرارة لافحة لم يختاروا البحر كغيرهم من الناس للراحة والاستجمام صيفا بل لتحصيل لقمة العيش يبيعون مأكولات خفيفة يحبذها المصطافون لدفع الشعور بالجوع بعد السباحة هم أطفال وشبان وحتى كهول يتنقلون بسلالهم عبر طاولات المصطافين لبيع مأكولاتهم المنزلية ويقتربون ممن يناديهم لبيع سلعهم وتحصيل مداخيل لحفظ كرامتهم وتغطية النفقات المتراكمة لاسيما مع مناسبة الدخول المدرسي التي هي على الابواب.
أجساد هزيلة تحت الشمس
اقتحم الحرفة حتى أطفال من مختلف الاعمار يواجهون الحرارة وكل المخاطر على مستوى الشواطئ لاجل تحقيق مداخيل لمساعدة عائلاتهم في النفقات يبيعون البينيي والمحاجب كمادتين مطلوبتين كثيرا من طرف المصطافين مما وسع رواجها بينهم لغاية الاكل ودفع الشعور بالجوع ولغاية اخرى اهم وهي الشراء من هؤلاء ومساعدتهم ببعض المداخيل لتوسيع استرزاقهم.
تقول السيدة ريمة التي وجدناها عبر شاطئ البحر إنها على الرغم من انها تجلب اكلها من المنزل كلما وفدت إلى البحر مع عائلتها الا انها تقتني من هؤلاء الأطفال الباعة بعض الأكلات بغرض مساعدتهم في توسيع مداخيلهم اكثر فلولا العوز والحاجة لما جابهوا الحرارة الشديدة ومشقة التنقل بين المصطافين لترويج سلعهم فهم فعلا يستعطفون المصطافين فيندفعون إلى اقتناء بعض من سلعهم من باب الشفقة على حالهم ففعلا الظروف صعبة والحرفة أصعب لاسيما بالنسبة لفئة الأطفال الذين يتحملون حرارة لافحة لاجل كسب لقمة العيش.
اقتربنا من بعض الأطفال للوقوف على ظروف ممارستهم الحرفة الموسمية فأجمعوا انها تحصيل حاصل ولابد منها لتحقيق بعض العائدات لعائلاتهم المحتاجة يقول الطفل هيثم البالغ من سنة 11 العمر إنه يمارس الحرفة للسنة الثانية على التوالي عبر الشواطئ من اجل تحقيق مداخيل للاسرة فالأب متوفي وأمه منشغلة بتربيتهم وكذا تحضير المحاجب والبينيي لكي يبيعها في الشواطئ ويحقق بعض المداخيل لتغطية النفقات الاسرية خاصة مع اقتراب موعد الدخول المدرسي.
وعن البيع قال إن سلعته تنفد في لمح البصر فيضطر إلى العودة للبيت لجلب كمية اخرى للمصطافين وعن السعر فقال إنه يبيع حبة واحدة من البينيي بخمسين دينارا أما المحاجب فبأربعين دينارا وهي اسعار في متناول المصطافين وعن المدخول اليومي قال إنه يتضاعف عند كثرة المصطافين حسب احوال البحر فإن كان هادئا يكثر الوافدون ويبيع كمية كبيرة من السلعة لكن اذا كان البحر هائجا يتقلص عددهم ويحقق نصف المداخيل فكل يوم ومدخوله يقول.
هي فعلا من الحرف التي يحكمها البحر فيكون بشرى خير على هؤلاء الباعة في حرفة تقاسمها الأطفال والشبان وحتى الكهول في حالة هدوئه بحيث يكثر المصطافون ويكثر الاقبال على سلعهم ويحصل العكس في حالة هيجان امواجه لكن العد التنازلي لانتهاء موسم الاصطياف بدأ وسيغادر المصطافون البحر ويغادر هؤلاء مهنتهم الشاقة والشيقة التي قرّبتهم من العائلات المصطافة وفتحت لهم بابا للتعارف والصداقة طيلة موسم صيفي بشقائه ومغامراته لتكون الوجهة إلى ممارسة حرف اخرى عبر الاسواق الشعبية والطرقات.
تعليقات الزوار
انها بلاد المسلمين
انها بلاد المسلمين وخير امة اخرجت للناس والامة التي تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر ...... تخيلوا ما ستفعله اجرة نايمار لوحده لهؤلاء الشباب ؟