أفاد البروفيسور عدّة بونجار رئيس الجمعية الجزائرية للتكوين والبحث في مجال الأورام “سافرو” ورئيس مصلحة الأورام الطبية بمستشفى فرانس فانون بالبليدة، أنّ سرطان الجهاز الهضمي يمثل ما مجموعه 25 بالمائة من مجمل السرطانات المنتشرة في العالم، حيث يعرف تناميا مقلقا في عديد دول العالم ومنها الجزائر التي يمثل بها أزيد من 20 بالمائة من مجمل السرطانات المسجلة التي تقدر بنحو 55 ألف حالة جديدة سنويا.
ويحتل سرطان القولون والمستقيم، حسب البروفيسور بونجار، المرتبة الأولى عند الرجال والثانية عند النساء، وهو أول سرطانات الجهاز الهضمي انتشارا في بلادنا بنحو 6500 إصابة جديدة سنويا، يليه سرطان المعدة الذي بات يحتل المرتبة الخامسة وطنيا وكذا سرطان البنكرياس والبلعوم.. وضع وصفه بونجار بالمقلق ويدعو إلى اليقظة والحذر ودق ناقوس الخطر لتوعية المواطنين والسلطات والهيآت المعنية قصد مجابهته والحد منه قدر المستطاع من خلال تفعيل مخططات الوقاية.
ويرى بونجار أنّ العادات الغذائية ونظام عيش الجزائريين يحتاج إلى مراجعة جذرية وجدّية من أجل تقليل معدلات انتشار السرطان، لأنّ هذا النمط غير الصحي يتسبب في عديد الأمراض، بالأخص مختلف أنواع السرطان، فالوقاية باتباع نظام عيش سليم وصحي يساهم في تقليل الإصابات بنسب كبيرة جدا.
ويؤكد المختص أنّ تخلي غالبية الجزائريين عن النمط الغذائي التقليدي السليم والصحي الخالي من الدهنيات والسكريات والملونات الغذائية أدّى إلى ارتفاع معدلات السمنة التي تقف وراء الإصابة بالسرطان، منبّها إلى أنّ ممارسة الحركة والرياضة إلى جانب إتباع نمط غذائي صحي سيساهمان في التخفيض من سرطان الجهاز الهضمي بنسبة 50 بالمائة وإن ظهرت الإصابة فإن تعقيداتها لن تكون خطيرة.
ودعا المتحدث إلى أهمية الكشف المبكر عن المرض، خاصة ما تعلق بسرطان القولون والمستقيم الذي تكون 15 بالمئة من الحالات فيه عائلية و5 بالمائة وراثية وذلك من أجل تكفل أفضل في مرحلة مبكرة تسمح برفع فرص الشفاء وتقليل التعقيدات والآثار الجانبية للأدوية، كما تعود بالنفع على الخزينة العمومية من خلال تخفيف العمليات الجراحية وجعلها أقل كلفة وأقل ضرر على المريض.
وأشار بونجار إلى أنّ كثيرا من الحالات تصل متأخّرة إلى المصالح الإستشفائية، وهو ما يقلل حظوظ المرضى في الشفاء بنسبة تزيد عن 50 بالمائة ورغم ذلك يبقى الأمل متواصلا في ظل التقدم الحاصل في مجال الجراحة والعلاج والتحاليل..
وأضاف بونجار أنّ “تطبيق استراتيجية وطنية للكشف المبكر والوقاية سيؤدي إلى الشفاء من المرض بنسبة تتجاوز 80 بالمائة، غير أنّ العلاج حاليا يتم في وضعية متقدمة جدا للمرض، مما يجعل فرص شفائها تتضاءل بنسبة 50 بالمائة.”
للعلم فإنّ سرطان الجهاز الهضمي هو مصطلح يطلق على التغيرات الخبيثة التي تصيب الأعضاء المكونة للجهاز الهضمي، وتتضمن المريء، المعدة، المرارة، البنكرياس، الأمعاء الدقيقة، الأمعاء الغليظة، المستقيم وفتحة الشرج، وتختلف الأعراض المصاحبة للسرطان باختلاف العضو المتضرر.
تعليقات الزوار
لا تعليقات