دعا حاكم إقليم دارفور وزعيم التمرد السوداني السابق مني أركو مناوي السودانيين في دارفور إلى حمل السلاح من أجل حماية أنفسهم وممتلكاتهم في ظل الفوضى التي تخلفها الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في البلاد، في تطوّر يهدد بإغراق البلد في دوّامة من الاقتتال لا نهاية لها، خاصة بعد أن تعددت خلال الآونة الأخيرة دعوات تسليح القبائل.
وكتب مناوي على حسابه على موقع تويتر "أدعو مواطنينا الكرام جميعا، أهل دارفور شيبا وشبابا، نساء ورجالا، إلى حمل السلاح لحماية ممتلكاتهم".
وأوضح أن "الاعتداءات على المواطنين تضاعفت وكثيرين لا يرغبون في سلامة وحقوق المواطنين ويتعمدون تخريب المؤسسات القومية"، مضيفا "نحن حركات الكفاح سنساندهم في جميع حالات الدفاع".
واندلع القتال في عدة أجزاء بإقليم دارفور، الذي كان يعاني بالفعل من ويلات الصراع والنزوح، مع تسجيل سقوط مئات القتلى في الجنينة بالقرب من الحدود مع تشاد خلال هجمات ألقى سكان بالمسؤولية فيها على ميليشيات "الجنجويد" المنحدرة من قبائل بدوية عربية ولها صلات بقوات الدعم السريع. كما دارت اشتباكات الأيام الأخيرة في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وسجل مستشفى في الفاشر ثلاث وفيات و26 إصابة السبت بينهم أطفال، بحسب هيئة محامي دارفور، وهي منظمة حقوقية. وأضافت المنظمة أن هناك كثيرين في عداد المفقودين.
وكان زعيم حركة تحرير السودان مناوي عُين في مايو/أيار 2021 حاكما لدارفور وهو من بين الموقعين على اتفاق سلام تاريخي عام 2020 مع الحكومة الانتقالية التي تم تشكيلها بعد الإطاحة بنظام عمر البشير عام 2019.
ولا تزال الأسلحة منتشرة في دارفور، فيما يتفشى العنف القبلي بسبب الصراع حول الأراضي والموارد على الرغم من تراجع حدّة النزاع في الإقليم .خلال الأعوام الأخيرة.
وتعددت خلال الآونة الأخيرة دعوات تسليح القبائل السودانية، حيث خرج العديد من أهالي قبيلة البجا في مسيرة هذا الشهر طالبوا خلالها الجيش بزويد المدنيين بالسلاح لدعمه في المعارك الدائرة، ما أثار مخاوف من تحركات مماثلة للقبائل الموالية لقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي يرتبط بعلاقات قوية مع العديد منها ولعب دورا حساما في تهدئة التوترات والنزاعات القبلية.
وحذر المحلل في الشأن السوداني بمعهد ريفت فالي مجدي الجزولي مؤخرا من خطر تسليح السودانيين، مشيرا إلى أن "هذا سيكون ناجما عن استمرار الحرب وقد يصبح سمة من سمات الحياة المحفوفة بالمخاطر".
ومنذ 15 أبريل/نيسان، أسفر النزاع بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، عن مقتل المئات ونزوح أكثر من مليون شخص داخليا وفرار أكثر من 300 ألف شخص إلى الدول المجاورة.
وطالت عمليات النهب والتدمير مصانع ومكاتب ومنازل وبنوكا في الخرطوم. وكثيرا ما تشهد العاصمة السودانية انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، كما تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية وكذلك نفاد الإمدادات الغذائية.
وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور.
ويشهد السودان اليوم السادس من وقف إطلاق نار لأسبوع جرى الاتفاق عليه بوساطة من الولايات المتحدة والسعودية، لكن طرفي النزاع تبادلا الاتهام مرارا بانتهاكه.
ودعت واشنطن والرياض الطرفين المتحاربين إلى مواصلة النقاش لتمديد وقف إطلاق النار من أجل تسهيل "إيصال المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الشعب السوداني"، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات