بعد أسبوعين من حملات انتخابية لعبت فيها شبكات التواصل الاجتماعي الدور الأبرز، وتبارى فيها خمسة وعشرون حزبا سياسيا في ميدان كسب إرادة الناخب، دخلت موريتانيا يوم الجمعة مرحلة صمت ما قبل الاقتراع الذي سيجري يوم غد السبت ما بين الساعة السابعة صباحا والساعة السابعة مساء.
وعدد الناخبين يصل إلى 1.786.448، بينهم 52% من النساء، وهناك 4.728 مكتب تصويت موزعة في عموم مناطق موريتانيا بينها 46 مخصصة لناخبي الجاليات الموريتانية في الخارج.
وستسفر هذه الانتخابات عن جمعية وطنية جديدة من 176 عضوا، وعن 13 مجلسا جهويا، و238 مجلسا بلديا.
وتقدم في هذه الانتخابات الأولى المنظمة في ظل حكم الرئيس الغزواني، 25 حزبا سياسيا مرخصا، بما مجموعه 1378 قائمة تتنافس على مستشاري 238 بلدية، و145 قائمة تتنافس للفوز بمستشاري 13 مجلسا جهويا، فيما تتنافس 559 قائمة على 176 مقعدا في الجمعية الوطنية.
وأكد تقرير تحليلي للجنة الوطنية المستقلة للانتخابات “أن حزبا واحدا من بين الخمسة وعشرين حزبا المرخصة، هو حزب “الإنصاف” الحاكم، قد تمكن بمفرده من ترشيح قوائم في جميع المقاعد البلدية والجهوية والبرلمانية، بينما تمكن 16 حزبا سياسيا من الأحزاب المرخصة الخمسة والعشرين من تقديم ترشحات بنسبة 20% على المستوى الوطني، وتراوحت نسب تغطيات 6 أحزاب لما بين 20 و40%، و3 أحزاب لما بين 40 و70%.
وبلغت نسبة ترشحات الشباب في قوائم البلديات 42.63%، بينها نسبة 41.48% من النساء، فيما وصلت نسبة ترشحات الشباب في القوائم الجهوية إلى 44.45%، بينها 45.25% من النساء.
وحسب التقرير المذكور، فقد وصلت “نسبة ترشحات الشباب في النيابيات إلى 34.29% بينها 29.07% من النساء، وبلغت نسبة ترشحات الشباب في القوائم الوطنية 45.09% منها 50.93% من النساء، ووصلت نشبة الشباب في قائمة النساء 46.76%، بينما وصلت نسبة النساء في قائمة الشباب 41.68%”.
ويتميز نظام الانتخابات البلدية والجهوية والنيابية في هذه الاستحقاقات، بتطبيق التعديلات التي أسفر عنها تشاور سبتمبر 2022 بين الحكومة والأحزاب السياسية، حيث سيجري اعتماد نظام النسبية فـي شـوط واحـد فـي جميـع المجـالس الجهويـة والبلديـة، على أن يكـون رئيس المجلـس الجهـوي أو العمـدة هـو رأس القائمة الحاصـلـة علـى أكبـر عـدد مـن الأصوات المعبر عنها.
كما تم اعتماد نظامي الأغلبية والنسبية على مستوى نواب الجمعية الوطنية وذلك من أجل مشاركة أوسع لمختلف ألوان الطيـف السياسـي، حيث سيتم انتخـاب النـواب فـي الجمعيـة الوطنيـة، والبالغ عددهم 176 نائبا، بالتناصف بين نظام الأغلبية ذي الشوطين (88 نائبا) ونظام النسبية ذي الشوط الواحد (88 نائبا).
وتتميز الاستحقاقات الحالية، كذلك، بانـتخـاب نـواب عن أفراد الجاليات الموريتانية في الخـارج لأول مرة من قبل أعضاء الجاليات أنفسهم، بينما كان النظام المعمول بها سابقا هو انتخابهم من طرف نظرائهم في الجمعية الوطنية.
واستحدثت في التعديلات الأخيرة قائمة وطنيـة خاصة بالشباب بالتناوب بين الجنسين، تتكـون مـن 11 مقعـدا نيابيا، بينها مقعدان على الأقل لذوي الاحتياجات الخاصة.
وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، عن جاهزيتها لتنظيم محكم للاقتراع المقرر يوم غد السبت، مؤكدة “أن جميع لجانها وأطقمها الجهوية والمحلية، على أتم درجات الاستعداد لضمان تنظيم شفاف لهذه الانتخابات”.
وأوضحت اللجنة “أنها أوصلت جميع المعدات اللوجستية للعملية الانتخابية من صناديق اقتراع وقوائم وبطاقات انتخابية لجميع المكاتب، التي ستشرف على العملية.
وستكون هذه الانتخابات أول انتخابات تجري في ظل هدوء سياسي عام بعد أن اختار الرئيس الغزواني منهج التهدئة مع معارضيه عكسا لسلفه ولد عبد العزيز الذي تميزت عشرية حكمه بالتصادم مع المعارضة.
غير أنه مع اقتراب تنظيم الانتخابات الحالية بدأت أحزاب معارضة في التشكيك في شفافية الاقتراع.
وفي هذا الإطار، أعلنت خمسة أحزاب سياسية معارضة رئيسية عن “تشكيل لجنة عمليات انتخابية مشتركة، مكلفة بجمع وتدقيق المعطيات المتعلقة بالعملية الانتخابية”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي مشترك، اليوم الجمعة، بين رؤساء أحزاب تكتل القوى الديمقراطية، واتحاد قوى التقدم، والصواب (بعثيو موريتانيا)، والتحالف الشعبي التقدمي (ناصريو موريتانيا)، والتجمع الوطني للإصلاح والتنمية (إسلاميو موريتانيا)، والتحالف من أجل العدالة والديمقراطية/حركة التجديد (المحسوب على الأقليات الزنجية في موريتانيا).
وأكد محمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم خلال المؤتمر الصحافي المشترك “أن هذه اللجنة ستقوم بجمع كل المعطيات وتزويد الرأي العام والصحافة بها، كما ستقوم برصد الخروقات، وجمع كافة المعطيات المتعلقة بالعملية الانتخابية”.
وأضاف “أن هذه الأحزاب قررت توحيدا تاما لمواقفها بشأن العملية الانتخابية، كما قررت أن يكون تمثيلها في مكاتب التصويت موحدا حتى تتمكن من تغطية مكاتب التصويت في جميع أنحاء موريتانيا”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات