أخبار عاجلة

ماكرون فرنسا يجهل تاريخ رجال الدولة الفرنسيين الذين بنوا علاقات استراتيجية مع الأفارقة

لايمكن أن يحطم الأواني الفاخرة والثمينة التي تؤثت غرفة راقية إلا جَمَلٌ هائج لايعرف قيمة تلك الأواني الفاخرة فيدكها بأخفافه دَكّاً لأن حركاته هي حركات بَهِيمَةٍ مذعورةٍ من بريق تلك الآثات الفاخرة ، كيف ستعرف هذه البهيمة قيمة تلك الأواني الفاخرة وكل حياتها هي العيش في رمال الصحراء الشاسعة التي لا يَحُدُّ من حركة الجمال فيها إلا الحُدَاةُ المهرة في سياقة قوافل الجمال في فيافي الصحراء .

ماكرون فرنسا اليوم كالجَمَلِ في غرفة مؤثتة بأواني فاخرة وثمينة وها هو اليوم يَدُكُّهَا ويتمرغ عليها كالجمل لأنه يجهل جهلا مطبقا أن الذي بنى فرنسا قبله هم ( رجال دولة كبار) بمعنى الكلمة ، هم الذين بنوا فرنسا ومصالح فرنسا الاستراتيجية طبعا على حساب الآخرين وعلى رأسهم كثير من الدول الإفريقية ، فقد انتشرت ظاهرة الجهل بالسياسة بين الشعبين الفرنسي والأمريكي ، فمثلا لولا الجهل بالسياسة الذي انتشر بين الشعب الفرنسي كما الشعب الأمريكي لما نجح لا ماكرون ولا ترامب فيهما ، فالشعبوية حلت محل الوعي السياسي بين الشعبين الفرنسي والأمريكي ، مثلا أصبح الشعب الفرنسي يفكر بأذنيه وما تُرَوِّجُهُ وسائل الإعلام التافهة شكلا ومضمونا ، فهل يُعْقل أن يبني دولة مثل فرنسا التي كانت تحتل قبل ماكرون الرتية الخامسة في الاقتصاد العالمي ، هل يعقل أن يستمر شخصٌ مثل ماكرون في بناء فرنسا ؟ ( وهو الطفل السياسي الذي تولى رئاسة الجمهورية الفرنسية عام 2017 وعمره إذاك 39 سنة ) هذه الرتبة الاقتصادية نزلت في عُهْدَةِ ما كرون الأولى إلى الرتبة السابعة ولا يزال الاقتصاد الفرنسي يواصل انهياره بسبب المستجدات التي طرأت منذ توليه الرئاسة عام 2017 ، خاصة وأنه جاء في فترة العالم كله يعاني من صعوبات طرأت بعد 2017 مثل انتشار وباء كورونا الذي تعتبر فرنسا من أسوإ الدول التي تعاملت مع هذا الوباء باستخفاف حتى ضربت رقما قياسيا في عدد الوفيات بهذا الوباء ، دون أن ننسى الحرب الروسية الأوكرانية التي خنقت فرنسا من حيث استيراد الغاز وكذلك تعاملت فرنسا ماكرون مع هذا الحدث دون إيجاد حلول حقيقية بل التجأ ماكرون إلى سياسة ( التسول ) ، فمرة يتسول الجزائر ومرة يتسول نيجيريا وهكذا حتى تضاعف سعر الغاز في فرنسا سبع مرات حسب المتفائلين...

 ليست فرنسا ماكرون هي التي كان يُسَيِّرُهَا رجال الدولة لأن فرنسا ماكرون يوم رشح نفسه للانتخابات الرئاسية كانت لا يوجد فيها ولو رجل دولة واحد بل كان رجل الدولة الوحيد الذي واجه ماكرون في انتخابات 2017 هي امرأة جديرة بأن تكون ( رجل دولة ) وهي مارين لوبين التي كانت تكبر ماكرون في عام 2017 بعشر سنوات أي كان عمرها إذاك 49 سنة ، لكن الشعب الفرنسي كان في 2017 على استعداد أن يصوت على متشرد فرنسي يعيش على إحدى ضفتي نهر ( السين ) بباريس ولن يصوت على ( المتطرفة ) مارين لوبين التي كانت نسبة المصوتين عليها تعطيها الرتبة الثانية بعد ( الطفل ماكرون ) مما اضطر معه الفرنسيون أن يصوتوا على ( الطفل ماكرون  ) ....

لقد أصبحت فرنسا ماكرون اليوم لا تستطيع منافسة ولو دولة نامية اقتصاديا واجتماعيا في إفريقيا أو آسيا بل أصبحت فرنسا ماكرون غير مرغوب في ربط العلاقة معها ، مثلا : كل وكالات الأنباء العالمية تنقل خبر ( تنامي الشعور المناهض لفرنسا في دول الساحل بإفريقيا ) فقد خرج الجيش الفرنسي من مالي مذلولا ودخل إلى دولة النيجرمرغما والجميع يعرف السبب ( يورانيوم النيجر ) ، أما بوركينا فاسو فقد صرخت علانية بأنها أصبحت لا ترغب في الوجود الفرنسي في بلادها وتطالبها يوميا بإخراج جيشها من بوركينا فاسو...

وقد لاحظ ساسة العالم أن التحولات المتسارعة في الساحل الإفريقي الذي يعيش تحت وطأة التمدد "الجهادي" ضد مصالح الدول الغربية، لا سيما فرنسا، التي ترى مستعمرات سابقة لها تطالب برحيلها على وجه السرعة، وهو تتويج لمسار سياسي وعسكري فرنسي خاطئ في هذه المنطقة في عهد ماكرون ، أضف إليه طرح روسيا نفسها بديلا مقبولا لمحاربة الإرهاب في تلك المنظقة ، وهو ما يتلقفه قادة دول أفريقية، لتثبيت شعبيتهم ..

وعلى العموم فإن فرنسا ماكرون أصبحت تصطاد الأغبياء في إفريقيا مثل كابرانات الجزائر الطامعين في الاستمرار في سرقة أموال الشعب الجزائري تحت حماية فرنسا وفق اتفاقية 19 مارس 1962 ، وعليه تكون فرنسا التي كانت تدعي أنها دائما تقف مع مصالح الشعوب الضعيفة قد انتهت بانقراض وجود رجال الدولة فيها وأصبحت لعبة في يد المتطفلين على السياسة في فرنسا وغيرها ...

فقد انتهت فرنسا مع انقراض رجال الدولة الكبار فيها من شارل دوغول إلى جاك شيراك ونوعا ما ساركوزي ومن كان بينهم أمثال جورج بومبيدو – جيسكار ديستان – فرانسوا ميتيران...  

ولا يمكن أن نغفل بعض رجال الدولة الفرنسية الذين ساهموا بشكل فعَّال في تقدم الدولة الفرنسية بغض النظر عن كونهم لم يبلغوا درجة رئاسة الجمهورية ولكنهم كانوا يخدمون الدولة الفرنسية كرجال دولة لا مفر من التعامل معهم سواءا كانوا من اليمين أو من اليسار أو من المد الساسي الاجتماعي الذي غزا أوروبا في وقت ما ، ولا يمكن للفرنسيين الواعين أن ينسوا أفكار هؤلاء الرجال الذين ذكرناهم الذين بفضلهم ما وصلت فرنسا ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى ما وصلت إليه ، ونذكر من رجال الدولة هؤلاء مثلا " إدغار فور – ميشيل دوبرييه – شابان ديلماس – ريمون بار – بيير موروا – لوران فابيوس – ألان جوبي – دومنيك ستاوس كان –ليونيل جوسبان " وغيرهم كثير بفضلهم وصلت فرنسا إلى ما وصلت إليه بعد الحرب العالمية الثانية من تقدم بين دول أوروبا ... لذلك فالمسمى إيمانويل ماكرون تتقاذفه رياح السياسة الدولية بما فيها دول كانت إلى الماضي القريب تتوسل الاقتراب من فرنسا أما اليوم فتقريبا كل دول إفريقيا أصبحت تفعل المستحيل للتخلص من مخلفات المستعمر القديم ( فرنسا ) ولم يبق من الدول الإفريقية التي تلحس حذاء فرنسا سوى جزائر تبون حاشاكم وتابعه الديكتاتور التونسي قيس سعيد ...   

والمفيد من كل ذلك أننا نستنتج أن ماكرون يجهل متعمدا وعن سبق إصرار تاريخ رجال الدولة الفرنسيين الذين بنوا علاقات استراتيجية مع الأفارقة ويُكَابِرُ بكل عجرفة أن يبقى جاهلا لتاريخهم ولن يعطي لنفسه فترة تفكير حقيقة بكل هدوء ليعرف كيف وصلت فرنسا إلى قوة أوروبية اقتصاديا واجتماعيا وحضاريا بفضل رجال الدولة الذين ذكرنا بعضهم فقط ... السؤال : أليس ماكرون مثله مثل كابرانات فرنسا حكام الجزائر ، : بهائم تسرح في أرض الله وتفعل بأموال الشعب الجزائري كل شيء يضر الشعب الجزائري و ليس لهم أية علاقة بالسياسة ، فحكام الجزائر مثل أوتاد صدئة لكنها تسعى لأن تبقى على ظهر الشعب الجزائري تمتص من دمائه وإذا جفت دماء الشعب ستأكل لحومه وتنتهي بتكسير عظامه وقَـضْـقَـضَتِهَا..... اليوم : مرحبا بماكرون في جزائر تبون ....وغدا لا مرحبا بماكرون في جزائر تبون ... وبعد غد : مرحبا بماكرون في جزائر تبون... وهكذا أصبحت دبلوماسية حمقى حكام الجزائر مع طفل السياسة ماكرون رخيص فرنسا ... إنها مهزلة التاريخ .... والتاريخ لا يرحم ...

سمير كرم خاص للجزائر تايمز

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

سمير

قسما

ماكرون لا يجهل البنود اللامعات الخافقات والجزائريين يجهلون بنود اتفاقية ايفيان في نشيدهم الوطني ويقسمون به

محمد الصنهاجي المغربي

حقائق لا بد من ذكرها

السلام عليكم أخي سمير كرم. كم اشقنا إلى مقالاتك. نقطتان لا أشاطرك فيهما الرأي. ما كان لوران فابيوس وزيرا مفلحا. ولم يحض بأي حقيبة وزارية بعدها. أما ميتران فرغم أنه كان رجل دولة وسياسي محنك إلا أنه كان أول من غير بوصلة فرنسا نحو الشمال. كان يومن بقوة أوروبا وبقائها في اتحادها. فجل عمله كان مع الألماني كوهل KOHL لوضع أوروبا السياسية في قطار وحدوي. وبعد مؤتمر لابول La Baule أدار ظهره لإفريقيا ونقص من عدد طلابها.... والآن تدفع فرنسا تبعات هذه السياسة.

سليمان المغربي

رجل الدولة بخيره وشره أما حثالات الدولة فكلهم شر

إلى الأخ محمد الصنهاجي المغربي.....أظن أن الاستاذ سمير كرم قال : رجال الدولة هم الذين بنوا فرنسا ومصالح فرنسا الاستراتيجية طبعا على حساب الآخرين وعلى رأسهم كثير من الدول الإفريقية ... فحينما قال ( على حساب الآخرين ) فهذا يعني أنهم لم يكونوا ملائكة يعملون لصالح البشرية بل كانوا رجال دولة يخدمون مصالح بلدهم فرنسا ولم يناقش كل رجل دولة فرنسي ما له وما عليه وقد كانت لي أنا أيضا ملاحظة مثلك وهي أنه ذكر دومنيك ستاوس كان من رجال الدولة الفرنسية ونحن نعلم كيف خرج هذا الأخير من السياسة بسلسلة من الفضائح الأخلاقية لكنني فكرت أن الأستاذ سمير كرم لن تفوته فضائح ستاوس كان وهذا موضوع خارج عن الموضوع الأصلي وهو طفولة ماكرون السياسية التي جاءت بعكس ما كان يخدم على أساسه رجال الدولة الذين سبقوا ماكرون وهو ( هروب الدول الإفريقية من فرنسا بل المطالبة جهارا بطردها من إفريقيا ) و أظن والله أعلم أن الاستاذ سمير كرم لو كان الموضوع هو مناقشة السيرة السياسية لكل رجل دولة فرنسي ذكره في هذا الموضوع لكانوا كلهم بدون استثناء ذئاب في صفة حملان ... هذا رأيي أنا واالله أعلم