أخبار عاجلة

على المعارضة الجزائرية في الخارج أن تقلب المعادلة من تعرية السلطة الجزائرية إلى تعرية جهل الشعب الجزائري

مقدمة لابد منها : أيها المعارضون الجزائريون الشرفاء في الخارج والداخل يجب أن تعلموا وأنتم توجهون هذا الشعب الجزائري اليوم نحو فَهْمِ ما يجري من فساد تحت حكم الجنرالات ، هذا الشعب ليس هو شعب بلمهيدي وديدوش مراد وبوضياف وغيرهم من الشهداء ، بل هو ليس حتى شعب الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي إن شعب الألفية الثالثة هذا هو الذي يضرب أمه وأباه من أجل أن يأخذ منهم دراهم الزطلة ، إذن لقد تغيرت الفئة المستهدفة التي توجهون كلامكم إليها فعليكم أن تغيروا مضامين كلامكم حتى يفهمه هؤلاء الجهلة ، لكن الأمر ليس بالسهل ...فما هو الحل ؟ الحل هو إعادة تربية هذا الجيل من جديد وهذه هي فكرة هذا المقال .

فبعد أن رأيت وسمعت ما قال الأستاذ أنور مالك حينما حكى لنا حادثة الاعتداء عليه في بروكسيل كتبتُ هذا المقال استنتجتُ فيه أشياء منها :

أن الشعب الجزائري ليس شعبا في مرحلة التخلف فقط التي تعني الجهل والفقر والمرض بل علينا أن نقتنع بأن الشعبَ الجزائري شعبٌ جاهلٌ جهولٌ قد تَغَـوَّلَ فيه هذا الجهل حتى بدأت تظهر عليه مؤشرات التوحش والبدائية ، والدليل أنه أصبح لا يَفهم ما يُقال له مما يضره أشد الضرر ، أي أصبح جامدا....

 أصبح الشعب الجزائري في حاجة إلى استخراجه من مرحلة التوحش إلى مرحلة ( الأَنْسَنَةِ ).. فكرتُ مليا وأعدتُ التفكير مرارا وتكرارا في مضامين ما نسمعه من إخواننا المعارضين الشرفاء في الخارج وخاصة المشاهير منهم ، تلك المضامين التي لا تخرج عن نشر فضائح الكابرانات اليومية وطغيانهم وقمعهم وتتبع غبائهم وبلادة مواقفهم من القضايا الداخلية والخارجية ، ويؤكدون مرارا وتكرارا بأن حكام الجزائر ليسوا جزائريين فهم مجرد (عرايا أولاد الحرام ) ( وبالمناسبة أول من أطلق عيلهم هذا الوصف هو المناضل هشام عبود ) ... وبعد تفكير طويل وجدتُ أن أساهم بالدفع في تسريع طرد سلطة العسكر في الحزائر ( وبالمناسبة فإنني لا أستعمل مطلقا كلمة " (نظام الجزائر) لأن أي نظام حُكْمٍ هو مجموعة مؤسسات يختارها الشعب وتجتمع كلها في منظومة تحكم البلاد وعليه يسمى ( نظام الحكم ) وهذا ليس موجودا في الجزائر لأن في الجزائر مؤسسة واحدة هي مؤسسة العسكر وهو الحاكم الفعلي لذلك فأنا أستعمل كلمة ( السلطة ) بدل ( النظام )، وبما أن الجزائر فيها مؤسسة واحدة هي مؤسسة العسكر فلا يمكن أن نطلق عليها صفة نظام ، فالسلطة الحاكمة فيها هي مجرد عصابة عسكرية اغتصبت السلطة والأموال في الجزائر ووجهت كل ذلك ضد الشعب الجزائري الجاهل لتبقى حاكمة إلى يوم القيامة "    

أولا : كيف ينظر العالم إلى كابرانات حكام الجزائر الهمج المتوحشين :  

من العلامات الظاهرة للعيان والتي يظهر جليا من خلالها الفرق بين الإنسان البدائي المتوحش والإنسان المتطور المتحضر، نذكر منها أن المتحضر يتطور في اتجاه ترسيخ إنسانية الإنسان بالدفع في اتجاه محاربة مظاهر البدائية والتوحش مثل العُـرْيِ وممارسة الجنس علانية دون أي اعتبار لغيره من المتوحشين مثله المحيطين به وكذلك ممارسة العنف بين المتوحشين بدون سبب ،وحينما اكتشف الانسان الفرق بينه وبين الحيوان اخترع اللباس ولم يعد عاريا ، وانتشرت بينه بعض القيم و الأخلاق مثل التستر أثناء ممارسة الجنس ، كما اكتشف أن العنف من أجل العنف لمجرد إظهار القوة والتبجح بها أمام الآخرين هو سلوك يجمعه مع الحيوانات المتوحشة ، وهكذا بدأت تنتشر الدعوات الدائمة لتقارب الأجناس البشرية بنشر مبادئ السلم والمسالمة ، وقد اختار الانسان المتحضر أساليب إنسانية ليعبر بها عن إنسانيته التي يتميز بها عن الحيوانات والوحوش، من هذه الأساليب هناك ( الجمعيات والمنظمات ) التي تدافع عن (حقوق الانسان) التي تميزه عن الحيوانات والوحوش وتضع له إطارا يعيش فيه وفق طبيعته كإنسان كَرَّمَهُ الله عن بقية المخلوقات ، وعلى رأس هذه الطبائع طبيعة الميل للسلم والمسالمة والنفور من كل ما يشير ولو من بعيد عن كونه مخلوق يسعى إلى إلحاق الضرر بأخيه الإنسان ولو بضرر خفيف إلا في حالة الدفاع عن النفس الضرورية ، هذه الجمعيات تكاثرت حتى أصبح بعضها في يد الوحوش البشرية استغلتها لجمع الأموال منها تحت ذريعة ( الدفاع عن حقوق الإنسان ) ، فاختلط الحابل بالنابل وأصبحت بعض جمعيات حقوق الإنسان أفظع من الوحوش نفسها لأنها استغلت المبادئ الإنسانية الفطرية وتلاعبت بمفاهيمها وسَخَّرَتْها لأغراضها المالية والتربح منها فضاعت حقوق الإنسان بين المفاهيم الإنسانية المُلْتَبِسَة و منها مفهوم الدفاع عن الإنسان نفسه ، فكل جماعة إنسانية استشعرتْ قوة في مجالها الجغرافي ولو استشعارا مزيفا ظنت أن ذلك قد يميزها عن غيرها من البشر ، فتطغى وتتجبر و تستفز أخاها الإنسان وتغتصبه جسديا وتغتصب أمواله وحريته وكرامته تحت ذريعة الدفاع عنه وعن حريته وهي في الحقيقة تسجنه وتكبل يديه ورجليه وتقمعه وتتحكم في معيشته الكريمة ،ويصبح هذا التجمع البشري تجمعا متوحشا لافرق بينه وبين الإنسان البدائي المتوحش إلا في المظهر المزيف ، ومن الكيانات التي أصبحت مشهورة عالميا بوحشيتها وتزوير مبادئ حقوق الإنسان كيان اسمه الجزائر ، وسوف لن ندخل في عرض نماذج سلوك كابرانات فرنسا مع الشعب الجزائري لكي نستدل بها على وحشية المافيا العسكرية الحاكمة في الجزائر لأن إخواننا من المعارضة الجزائرية سواءا في الداخل أو الخارج قد استفاضت في فضح سلوك الوحوش الحاكمين على الشعب الجزائري وعرتْ عورتهم بكونهم أولا ليسوا بشرا ،  وثانيا لا علاقة لهم بالشعب الجزائري ولا بهذا العالم الذي نعيش فيه ... فهكذا ينظر العالم لحكام الجزائر ومعاناة الشعب الجزائري معهم... ثانيا : على المعارضة الجزائرية في الخارج أن تقلب المعادلة من تعرية السلطة الجزائرية إلى تعرية جهل الشعب الجزائري : بلا شك أن المتتبع لاشتغال المعارضة الجزائرية على تعرية فضائح السلطة اللاشرعية التي تحكم الجزائر، وهذه المعارضة تقوم بذلك وفي تصورها أن ذلك يدخل في باب توعية الشعب الجزائري بأن من يحكمه لايستحق الخضوع له بل يجب التمرد والثورة عليه اليوم قبل الغد ، وهذا – طبعا - هو منطق الأشياء ، لكننا يجب أن نستحضر مثلا ما يصل إلى رجال المعارضة الطاهرة في الخارج من أفعال شنيعة في بلادهم الجزائر ضد الشعب الجزائري أو ما تتعرض إليه أموال الشعب الجزائري من السرقة والتفريط والضياع والحرص على أن يبقى الشعب الجزائري جاهلا محروما من مشاريع التنمية البشرية بل محروما من أدنى مواد المعيشة اليومية حتى يبقى هذا الشعب جائعا إلى الأبد وغيرها مما يصل إليها من أخبار الفضائح التي لا يمكن أن تسكت عنها ما تسمى ( بمنظمات حقوق الإنسان ) بين قوسين ، لكن هذه المنظمات المحلية منها أوالدولية لا يمكن أن تفعل شيئا لأنها تقتات من سلطة العسكر الجزائري ، قلنا إن ما يصل إلى رجال المعارضة الطاهرة في الخارج من أخبار معاناة الشعب الجزائري في الجزائر تصل إليهم عبر رجال أو نساء من الشعب الجزائري يعيشون داخل الجزائر إذن فهؤلاء وغيرهم كثيرٌ جدا يعرفون ذلك ولا يبقى من فضل لهذه المعارضة في الخارج سوى نشر هذه الفضائح في فيديوهات ليطلع عليه أكبر قدر من الناس وغالبا ما يكونون من غير الجزائريين أما الجزائري فهو يعيش المعاناة في كل لحظة وحين ، السؤال هو : إلى أي مدى استطاع رجال معارضة الخارج التأثير في عقلية الشعب الجزائري ليقوم بتمرد أو ثورة ضد كابرانات الجزائر حتى يصلح أحوال الشعب السياسية والاجتماعية ؟ كل القرائن بل والدلائل تؤكد أن ما تقوم به هذه المعارضة - جزاهم الله عنا خيرا - سواء منهم الذين في الخارج أو الداخل ، كل ما يقومون به له تأثير طفيف جدا جدا على سمعة حكام الجزائر رغم أنهم كانوا يفعلون ذلك منذ مدة ليست بالقصيرة ... إذن فهذه المعارضة لا ننتظر منها معجزة خارقة اليوم أو غدا ، بل تبقى مجرد ناشر لفضائح العسكر الحاكم في الجزائر الذي يملك أسلحة قتالية يستطيع بها أن بها أن يبيد الشعب بكامله في بضع ساعات.  

لاشك أن الكثير رأى وسمع الأستاذ أنور مالك وهو يحكي عن الاعتداء الجبان والدنيئ الذي تعرض له في بروكسيل من طرف ثلاثة بلجطية جزائريين و الذي لولا الألطاف الإلاهية لكان قد أصيب في بدنه بأضرار كبيرة ، وبالمناسبة نحن نهنؤه على سلامته .... قلتُ وأنا أستمع إليه كانت في ذهني صورة الإنسان المتوحش الذي ذكرتُ أوصافَه في بداية المقال ، فأمثال هؤلاء هم أقرب إلى الحيوانات منهم إلى البشر فما بالك أن نتصور أنهم أقرب إلى الإنسان ، فهؤلاء وحوش تنثر معارضة الجزائر في الخارج عليهم الدُّرَرَ، على منوال ( فلان يضيع كلامه مع هؤلاء فهو كالذي ينثر الدرر على الخنازير ) ، إذن فما هو البديل الذي أرى أن تقوم به هذه المعارضة الجزائرية في الخارج ؟ وحتى يكون مشروع هذا البديل الذي أقترحه على المعارضة الجزائرية في الداخل والخارج ، حتى يكون له صدى يجب أن يقتنع الجميع أن الشعب الجزائري ليس شعبا في مرحلة التخلف التي تعني الجهل والفقر والمرض ، بل علينا أن نقتنع بأن الشعبَ الجزائري شعبٌ جاهلٌ جهولٌ قد تَغَـوَّلَ فيه هذا الجهل حتى بدأت تظهر عليه مؤشرات التوحش والبدائية ، والدليل أنه أصبح لا يَفهم ما يُقال له مما يَضُرُّهُ أشد الضرر ، أي أصبح جامدا ، كنتُ سأقول أصبح كالحجر لكنني تذكرت قول الله تعالى في كتابه العزيز ( ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ( البقرة 74 ) صدق الله العظيم . فإذا أصبحت جماعة من المخلوقات يُفَضِّلُ عليها الله سبحانه وتعالى الحجارة ، إذن فهي مخلوقات متوحشة أصبحت خطرا على نفسها ومحيطها ولا تعرف صديقا ولا عدوا بل صفتها الطاغية على سلوكها هي ( العدوانية ) حتى فيما بينها ... إذن سأعيد الحديث من حيث يجب أن يكون قلتُ سابقا : " فهؤلاء وحوش تنثر معارضة الجزائر في الخارج عليهم الدُّرَرَ ، على منوال ( فلان يضيع كلامه مع هؤلاء لأنه كالذي ينثر الدرر على الخنازير ) ، إذن فما هو البديل الذي أرى أن تقوم به هذه المعارضة الجزائرية في الخارج ؟ 

  • لابد من إعادة تأهيل الشعب الجزائري من البداية ونَقْـلِهِمْ من حالة التوحش والبدائية إلى حالة البشرية لأن سلطة العسكر الجزائري الذي حكمهم 60 سنة قد نجحت بل انتصرت لأنها استطاعت أن تصنع من الجزائريين شعبا من المتوحشين ( طبعا لايمكن التعميم فهناك قِلَّة قليلة جدا جدا أكثرهم يعيشون خارج الجزائر وهؤلاء يعتبرون شذوذا عن القاعدة والشاذ لا يقاس عليه
  •  . 2) حينما تصبح أغلبية الجزائريين بشرا هنا تبدأ مرحلة ( الأَنْسَنَةِ ) أي القيام بحملة شرسة على كل من لاتزال فيه بقية من التوحش حتى تسهل عمليات التوعية الإنسانية للباقين
  • . 3) إعداد برامج بسيطة تركز على التفريق بين الحيوان والإنسان ، تستهدف هذه البرامج شرائح بشرية تَظْهَرُ في سلوكها العام ميولٌ بارزة نحو ( الأَنْسَنَةِ ) ، ويمكن تمرير هذه البرامج في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام والأندية وغيرها من التجمعات البشرية أي في كل مجال يمكن تمرير سلوك تربوي إنساني ، دون أن نغفل أن يكون ذلك بالموازاة مع نشر كراهية السلوك الحيواني لإبراز أفضلية الإنسان على الحيوان وحتى ينفر البشر الذي خضع لمشروع ( الأَنْسَنَةِ ) من كل المؤشرات الحيوانية ويعلم جيدا أنه ليس حيوانا بل هو إنسان كرمه الله على بقية المخلوقات
  • . 4) حملة شرسة ضد الجهل المُتَغَـوِّلِ في الشعب الجزائري ، وبصفتنا مسلمين سوف لن نحتاج لأي مرجعية حضارية ثقافية لأن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة هما مرجعيتنا وهما أفضل مرجعية أثبتا أفضليتهما على كل القوانين الوضعية سواء منها الشرقية أو الغربية ، لذلك ففي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كل ما يحتاجه البشر ليصبحوا إنسانيين بل أكثر إنسانية مما تدعيه منظمات حقوق الإنسان الارتزاقية ، ففي الشريعة الإسلامية عامة ما نحتاجه لديننا ولدنيانا ، لعلاقتنا برب العزة وبتحسين سلوكنا فيما بيننا وهذا هو منتهى التَّحَضُّرِ . والقارئ المحترم ليس في حاجة مني أن أعطيه دروسا في تحضر أوروبا بسبب الفتح الإسلامي للأندلس ونشر الحضارة الإسلامية التي لايزال الكثير من آثارها يعترف به الأوروبيون النزهاء إلى اليوم
  • . 5) ومن مراحل إخراج الجزائريين من توحشهم ( تصحيح تاريخ الجزائر ) بإحراق كل الكتب المدرسية وغير المدرسية التي تمجد وتقدس المقبور هواري بومدين ( أعلم أن بعض المعارضين سوف لن يتقبلوا مس مقدساتهم ومنها بومدين ) ، ويمكن بداية تصحيح تاريخ الجزائر بالتركيز على أن ثورة نوفمبر 1954 قد تم اغتصابها كما تم اغتصاب تحرر الجزائر من الاستعمار الفرنسي بوهم اسمه ( الاستقلال ) وتقديم الدلائل بالواقع المعيش الذي يتجسد في علاقتنا الضبابية بالمستعمر الفرنسي ، فمرة نشتمه ومرة نتبادل معه القبلات الخدية
  • . 6) تحرير وسائل الإعلام الجزائرية لكن أن تكون البداية بطرد ومحاكمة كل من كانت له صلة بإعلام العسكر لأنهم كانوا ينشرون الأكاذيب وهم يعلمون بأنها أكاذيب كما أنهم كانوا يسكتون عن الحق وهم يعلمون أنه حق
  • . 7) نشر ثقافة التواضع لأن الشعب الجزائري جاهل لَجُـوجٌ كثير المجادلة عن جهل ، وكما قال علي كرم الله وجهه وقيل للإمام الشافعي ( ما جادلت جاهلا إلا غلبني ) ... لأن الجهل يورث التكبر والأنانية ، وكما يقال ( اثنان لا يتعلمان المستحيي والمتكبر ) وما يُعْـرَفُ على الشعب الجزائري أنه شعب متكبرٌ بطبعه بسبب ما عاناه من ويلات الاستعمارات المتتالية طيلة أكثر من 200 سنة ... لذلك فنشر ثقافة التواضع يزدهر في كنفها العلم والتعلم ، ومع التواضع تنتشر الثقافة المتحضرة و الحضارية ... إن العبء ثقيل جدا على المعارضة الجزائرية الشريفة في الخارج والداخل إذا حاولت قَـلْبَ معادلة تعرية سلطة العسكر الحاكم في الجزائر إلى تعرية حقائق الشعب الجزائري الجاهل الجهول التي نتردد بل ليست لنا الشجاعة للحديث عنها ومنها الحديث عن تَغَـوُّلُ التوحش والعدوانية والاستيلاء على أملاك الغير دون أي وازع يمنعه عن فعل ذلك مثل ( السرقة ) ، حتى أصبحت معارضة الخارج لا تتردد أحيانا في ذكر سمعة الجزائريين السيئة في الخارج مثل احتلالهم الدرجة الأولى في السرقات وعددهم الكبير في سجون أوروبا .

عود على بدء : إن جزائري اليوم ليس كالصخرة الصماء جمودا بل هو أشد قساوة من الصخرة ، وكل الكلام الذي اجتهدتْ لابتكاره معارضة الخارج في كل أنواع برامجها لتعرية ( أولاد الحرام ) أو ( لعرايا ) العسكر الحاكم في الجزائر ، كل ذلك الكلام وخلال سنين كثيرة قد ذهب أدراج الريح لأن الشعب الجزائري أدنى حضاريا من مرحلة التخلف التي تعني الجهل والفقر والمرض بل هو شعبٌ جاهلٌ جهولٌ قد تَغَـوَّلَ فيه هذا الجهل حتى بدأت تظهر عليه مؤشرات التوحش والبدائية ، والدليل أنه أصبح لا يَفهم ما يُقال له مما يضره أشد الضرر ، أي أصبح جامدا جاحظ العينين لا يفقه ما يقال له بأي لغة لأن العسكر الحاكم قد وفر له بمساعدة الاستعمار كل مقومات التوحش والبدائية بالنفخ في أنانيته العرجاء أي أنانية الذات الخاوية بل الأفرغ من فؤاد أم موسى ، والجاهل يُصَابُ بالسعار حينما يجد نفسه فارغا أمام من يحدثه فيعاديه أي بدل مناقشته حضاريا فهو يصنع منه عدوا ، أي أن الجاهل يدفع العالم إلى مجاله وهو ( العدوانية والعنف الجسدي ) وتلك مؤشرات بداية التوحش والخروج من مجتمع الإنسانية ( المُؤَنْسَنَةِ ) بما تحمل من ركام تاريخ الإنسانية المتحضرة ، والشعب الجزائري لا يحمل إلا ركام التوحش لأنه لا يفهم حل أي وضعية مشكلة عليه إلا بالعنف ، بينما المتحضر يترفع بإنسانيته ( ليست مفردة الإنسانية هنا مرادفة للشفقة والرحمة وهذا خطأ شائع ) المتحضر يترفع عن الصدام بفضل ما يحمل من ركام تاريخ الإنسانية المتحضرة . فالمعارضة الجزائرية في الخارج عليها أن تغير منهج تعرية كابرانات فرنسا إلى تعرية واقع الجهل الذي يتخبط فيه الشعب الجزائري حتى يصبح ميزان المنطق بين المعارضة والشعب مضبوطا ومستقيما بمعنى أنه سيكون كل حديث عن تعرية عسكر الجزائر سيفهمه الجزائري المغبون ويولد في دواخله أولا : ميلا إلى كراهية أعدائه الحقيقيين وهم كابرانات الجزائر ، ثانيا : أن يفكر تفكيرا منطقيا يتماشى مع أهداف نضال معارضة الخارج في كل ما تنشره ، ثالثا : لابد أن تتحرك في الشعب – عندما يفهم ما تقوله المعارضة – أن تتحرك فيه نزعة تغيير الأوضاع لأن الوضع لا يجب أن يستمر هكذا إلى الأبد ونحن قاعدون لا نبدي حراكا ... وهذا هو المنطق أي التوعية الهادفة ، أما إذا استمر النضال الشاق ضد الكابرانات ويكون جزاؤنا هو ما حصل للأستاذ أنور مالك بسبب الجهل والجهالة والاندفاع الحيواني المتوحش المنتشر لدى الشعب الجزائري ، فهذا أمرٌ يستوجب التوقف لإعادة النظر في مضامين كلام المعارضة الجزائرية في الخارج ، وفي نظري يجب قلب المعادلة من تعرية عورة الكابرانات إلى تعرية عورة الشعب الجزائري الجاهل الجهول . وعلى سبيل الختم يمكن القول : يتوهم أي معارض جزائري وطني أنه يمكن أن ينتظر من شعب جزائري هذه حالته ، يستحيل أن ينتظر منه أن يتحرك ويغير الأوضاع لأنه شعب جاهل جهول لجوج لا يفهم ما يقال ولا يريد تغيير عقليته ليفهم ما يقال ، وسيبقى هكذا ولو خطبنا عليه ألف سنة بأنه مظلوم بل هو متأكد بأن معارضة الخارج هي جماعة من الخونة والمرتزقة والإرهابيين وأن عصابة أولاد الحرام التي تحكمه هي التي على حق وغيرها هدفه احتلال كراسي الحكم التي يجلسون عليها وليس غرضهم تحرير شعب ليقرر مصيره بنفسه وهو ما كان ولا يزال محروما منه أكثر من 200 سنة ...  

 

سمير كرم خاص للجزائر تايمز

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

عبدو

الشمال الفرنسي

الفساد ظاهرة اجتماعية عرفتها كل المجتمعات البشرية ولكن في الجزائر أجساد تكوينها البيولوجي مهيأة للانحراف ولها قابلية أكثر للفساد والتوحش الذي ولد صراعا بين انسانيته وحوانيته الغرائزية المندفعة وراء الاشباع فبات انسانا حائرا بقدر ما يتغنى بالمثل الإنسانية مظهريا وبقدر ما يتنكر لها وينكرها سلوكيا ولذلك نجد ان ظاهرة الفساد الوحشية الانحرافية في المجتمع الجزائري اخذت طابع التعود والاعتياد على حساب راس ماله القيمي والروحي والاخلاقي مبدئيا كان ام معنويا لم يعد يقاس بمثله وقيمه ومبادئه ومقوماته الروحية والاخلاقية والتزامه السلوكي بل يقاس بما يمتلك من رصيد وسيارات وعقارات لذلك ومن منطلق ان الطرق المشروعة في الكسب لا تتماشى مع سرعة العصر ذهب الجزائري الى الطرق الغير مشروعة من سرقة واختلاس ورشوة وكذب ونفاق ووساطة ومحسوبية وغش واحتيال واستغلال المناصب كما لا يمكنك اليوم في بلادي الجزائر قضاء حاجة من حاجاتك او الاستفادة من خدمة او حق من الحقوق دون دفع او البحث عن وساطة الخ.

حمادي

فات الاوان

أخي سمير قلت الحق ولكن من ياترى سيسمعك ويتمعن في كلامك لاخذ العبرة.؟ لا أحد لأن الاوان فات.! Il est vraiment trop tard أطياف واسعة وكبيرة من الشعب الجزائري تمت برمجتها لتصبح حياوانات مفترسة تعتقد ان بمقدورها الفتك بكل من لا يسبح بحمد كابراناتها. هي ألان تنادي للحرب وتحرض عليها.قريباستدخل في حرب طاحنة مع جيرانها وخصوصا المغرب.هذه الحرب آتية لامحالة إلا إذا رحمنا الله من ويلاتها. هل يعلم هؤلاء المطبلون للحرب أنهم سيخسرونها.؟حينها ستقسم الجزائر إلى ثلاث دويلات على الاقل.لا حول ولا قوة إلا بالله.

غزاوي

هل توجد معارضة شريفة في الخارج !!!؟؟؟

مجرد تساؤل. هل توجد معارضة شريفة في الخارج !!!؟؟؟ بل أناس باعوا نفسهم للشيطان وللعديان، يصفهم الجزائريون الشرفاء بالخبارجية والزواف وعملاء فرنسا. امتهنوا الحقد تحت غطاء النقد، وامتهنوا الاسترزاق تحت غطاء المعارضة.