أخبار عاجلة

رجل المهام الاستثنائية محمد بتشين في ذمة الله

توفي العميد المتقاعد المجاهد محمد بتشين، اليوم الثلاثاء بالمستشفى العسكري بقسنطينة حسب بيان لوزارة الدفاع الوطني

المرحوم البالغ من العمر 88سنة، ترك بصمته في الحياة السياسية الوطنية، إلى جانب مهامه العسكرية، منذ توليه منصب مدير أمن الجيش في نهاية الثمانينات

وبعد أحداث أكتوبر 1988 وحل الأمن العسكري من قبل الرئيس شادلي بن جديد، كلف محمد بتشين بقيادة الجاهز الأمني الجديد، المتمثل في المديرية العامة للوقاية والأمن.  لكن هذا الجهاز لم يعمر طويلا، لتخلفه مديرية جديدة، هي مديرية الاستعلامات والأمن بقيادة الجنرال محمد مدين، المعروف باسم توفيق

ميدانيا إستمر الصراع بين شبكات محمد بتشين وأعوان الاستخبارات الذين يخضعون لجهاز ال »دياراس » بعد توقيف المسار الانتخابي. وبلغ هدا الصراع أقصى درجات التعفن، في عهد الرئيس ليمين زروال، حيث عين هذا الأخير محمد بتشين في منصب وزير مستشار لدى رئيس الجمهورية

وكان محمد بتشين الأب الروحي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، الذي ولد ليلعب دور حزب الرئيس، في ظل إصرار الأمين العام للأفالان آنذاك، المرحوم عبد الحميد مهري، على إخراج الحزب الواحد السابق من فلك الحزب « الذي يحكم به ولا يحكم » على حد تعبيره. ومن بين ضحايا صراع الزعامة على حزب السلطة الجديد، الأمين العام للمركزية النقابية، عبد الحق بن حمودة الذي تعرض لعملية إغتيال داخل مقر الاتحاد العام العام للعمال الجزائريين. وقبل أن يلفظ بن حمودة أنفاسه الأخيرة، قال عبارته التي بقيت راسخة في الأذهان « كمال خويا خدعونا ». ا

وبعد أشهر قليلة من تأسيس الأرندي تم تنظيم انتخابات تشريعية ثم المحلية، فاز فيهما الحزب الفتي بالأغلبية الساحقة. وهي النتائج التي حققت لأول مرة إجماع الطبقة السياسية الجزائرية وجعلتها تخرج في مسيرات شارك فيها نواب الأفالان والأرسيدي والأفافاس وحزب العمال وحمس والنهضة… للتنديد بالتزوير المفضوح للانتخابات

ولم تمنح تلك النتائج إلا فسحة قصيرة للسلطة، حيث إرتفعت وتيرة الأعمال الإرهابية، وبلغت ذروتها سنة 97 بإرتكاب مجازر ذهب ضحيتها مئات المواطنين في أحياء الرايس وبن طلحة… بالعاصمة وفي غليزان والمدية وغيرها. وتزامنت هذه المجازر مع إتصالات سياسية مع قيادة الفيس في السجن، أنذاك، بقيادة عباسي مدني وعلي بلحاج. لكن تلك الاتصالات إنتهت بالفشل بعد إكتشاف رسالة أرسلها علي بلحاج لشريف قوسمي الذي سقط في إحدى العمليات العسكرية

وسط هذا الانسداد السياسي والتصعيد الأمني، لم يجد اليمين زروال حلا غير الاستقالة، ليختفي محمد بتشين من الساحة السياسية، تاركا وراءه مجمعا إعلاميا إختفى بدوره تدريجيا. في حين مازال الأرندي حزبا دون هوية إيديولوجية منذ إنسحاب بتشين، وزادت غربة الأرندي أكثر مع إيداع أمينه العام الأسبق أحمد أويحيى السجن، بينما خسر خليفة أويحيى على رأس الأرندي الانتخابات الرئاسية التي أتت بعبد المجيد تبون على رأس الدولة الجزائرية، وسط أخبار عن إحتمال تورط عز الدين ميهوبي في عملية تزوير نتائج الانتخابات. مع العلم أن قائد جهاز الأمن الداخلي في تلك الفترة، الجنرال بوعزة واسيني، أودع السجن بسبب هذه القضية

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات