أخبار عاجلة

لتنويع صادرات الطاقة الجزائر تستعد لبدء مشروع جديد لتصدير الكهرباء إلى أوروبا

تستهدف الجزائر تنويع صادرات الطاقة لديها من النفط والغاز، وصولًا إلى الكهرباء. وهو ما سطرته الحكومة ضمن مخطط علمها لتجسيد برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون.

ولتحقيق الانتقال الطاقوي، وتنويع مصادر الدخل، تستعد الجزائر لبدء مشروع جديد لتصدير الكهرباء إلى أوروبا، من خلال ربط دول الاتحاد مع خطوط الكهرباء ذات الجهد العالي.

وفي هذا السياق، فقد أعلن وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، خلال منتدى الطاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، شهر أكتوبر الماضي، أن مشروعًا للربط الكهربائي مع أوروبا سيدخل حيز التنفيذ.

وشدد محمد عرقاب على أن الجزائر تنتج الكهرباء بكميات كبيرة، ما يسمح لها بدخول الأسواق العالمية، خاصة في القارة الأوروبية.

وتأتي هذه التصريحات، بعد إبداء الرئيس عبد المجيد تبون رغبته في تصدير الكهرباء إلى أوروبا عبر خط بحري يربط الجزائر بإيطاليا، وهو ما تم الحديث بخصوصه بين الرئيس والرئيس الإيطالي خلال الزيارة التي قام بها إلى روما.
الجزائر ستمويل أوروبا بالكهرباء

وكان تقرير لمعهد “التبصر الاقتصادي لعالم البحر الأبيض المتوسط” قد أكد دور الجزائر في تأمين احتياجات أوروبا من الطاقة، مشيرًا إلى أنها تتمتع بإمكانات غنية من الطاقة الأحفورية والشمسية، وموقعها الجغرافي بصفته عقدة لشبكة أنابيب الغاز بين مصر ونيجيريا والسنغال وموريتانيا وأوروبا عبر إيطاليا وإسبانيا.

وأكد التقرير أن الجزائر مرشحة أن تصبح “البطارية الكهربائية” لأوروبا، كما يمكنها أن تفتح القارّة الأفريقية بعمق أمام الإنتاج الأوروبي، بفضل مشروع الطريق العابر للصحراء الذي سيربط مواني البحر الأبيض المتوسط بالساحل وأفريقيا العميقة ليخرج في خليج غينيا.

الشراكة الجزائرية الإيطالية

وتدرس شركة الكهرباء والغاز “سونلغاز” اتفاقًا لتصدير الكهرباء إلى إيطاليا، إذ من المتوقع أن يدخل ضمن تفعيل الاتفاقات الثنائية مع إيطاليا لتصدير الطاقة.

ويخطط الجانبان لبناء خط كهربائي بحري بطول 270 كيلومترًا بين عنابة وصقلية؛ ما يسمح بتزويد إيطاليا بنحو 9 آلاف ميغاواط من الكهرباء الجزائرية.

وفي السياق ذاته، قال وزير الطاقة والمناجم محمد ع قاب، إن مشروع تصدير الكهرباء إلى أوروبا يعدّ مهمًا جدًا، ويسهم في تطوير علاقات الطاقة بين الطرفين، لافتًا إلى وجود دراسة بعد تقديم كل العروض اللازمة لتجسيد هذا المشروع في المستقبل.

وأوضح الوزير عرقاب أن إنتاج الطاقة الكهربائية حاليًا في الجزائر يعتمد بشكل كبير جدًا على الغاز الطبيعي، ولكن مخطط الدولة يتجه بحلول عام 2035 إلى إنتاج 50% من الكهرباء من الطاقات المتجددة.

وشدد عرقاب على أن الجزائر بدأت في عام 2022 الحالي العمل على زيادة إسهام المصادر المتجددة في إنتاج الكهرباء، وهناك تعاون مع الاتحاد الأوروبي لتسريع تطوير الطاقات المتجددة في البلاد.

مختبر ومحطة إيطالية للطاقة الشمسية

وشرعت سوناطراك في تجسيد شراكتها مع الجانب الإيطالي، للاستثمار في الطاقة الشمسية, حيث أعلنت سوناطراك؛ الخميس الماضي، عن تدشين مختبر متخصص في الطاقة الشمسية “Solar Lab” بالشراكة مع إيني الايطالية، وكذا وضع حجر الأساس لمحطة جديدة للطاقة الشمسية الكهروضوئية “BRN2“، والتي سيتم إنشاؤها بالقرب من المحطة الأولى للطاقة الكهروضوئية “BRN1” ، التي تم افتتاحها سنة 2018 ببئر ربع شمال، حوض بركين.

يهدف مختبر الطاقة الشمسية” Solar Lab ” إلى دراسة مختلف أنواع الألواح الكهروضوئية في بيئة تتميز بمعدلات إشعاع شمسي جد عالية. كما سيعمل المختبر على جمع البيانات ودراستها من أجل التوصل إلى تكنولوجيات أكثر نجاعة في هذا المجال، وسيكون مختبر الطاقة الشمسية مفتوحا على الجامعات والمؤسسات العمومية لأغراض البحث، حيث يكتسي هذا المخبر قيمة استراتيجية هامة في ترقية وتطوير الطاقات المتجددة في الجزائر.

 فيما يسعى إنجاز المحطة الكهروضوئية “BRN 2” إلى الاستفادة من الطاقة الشمسية الهائلة التي تزخر بها المنطقة، كما ستساهم من خلال ربطها بالمحطة الكهروضوئية الأولى “BRN 1” في تزويد منشآت حقل بئر ربع شمال من خلال توليد 10 ميغاوات إضافية من الطاقة الكهربائية.

بالإضافة إلى هاتين المحطتين الكهروضوئيتين، من المرتقب إنجاز محطة ثالثة على مستوى موقع الإنتاج منزل لجمات شرق (MLE) بحوض بركين التي ستعرف انطلاق الأشغال خلال سنة 2023، بالشراكة مع مجمع إيني.

تعمل سوناطراك من خلال إنشاء هذه المشاريع التطويرية على تعزيز الإنتاج الوطني من الطاقة الشمسية المتجددة وبالتالي تنويع مصادر الطاقة بهدف التقليص من البصمة الكربونية الناتجة عن أنشطتها.

تزامن إطلاق هذه المشاريع مع تنظيم اجتماع مجلس إدارة مجمع إيني الذي عُقد هذه السنة على مستوى بئر ربع شمال، يوم 16 نوفمبر 2022. يجسد تنظيم هذا الاجتماع بهذه المنطقة الأهمية الاستراتيجية التي توليها شراكة سوناطراك-إيني لتطوير الطاقات المتجددة وكذا المستوى المتميز للتعاون بين الجزائر وإيطاليا.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات