تحت عنوان «عصر الاستقطاب الجديد»، وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الموافق 3 مايو من كل عام، نشرت منظمة مراسلون بلا حدود تصنيفها الجديد (العشرين) لحرية الصحافة في دول العالم (180 دولة) وفقاً لمؤشر حرية الصحافة العالمي، حيث لفت لتراجع الحريات في العالم العربي خاصة شمال افريقيا.
وأشارت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها، إلى انتشار دوائر التضليل والأخبار الكاذبة التي تتضخم على وسائل التواصل الاجتماعي ولفتت إلى ازدياد الانقسام داخل المجتمعات الديمقراطية بشكل كبير مع توسع نموذج «فوكس نيوز» في الإعلام.
شهد عام 2022 آثاراً كارثية لفوضى المعلومات التي تركّزت بشكل أساسي على انتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة.
ولم تسلم المجتمعات الديمقراطية من هذا الواقع، خصوصاً مع بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
ولفتت المنظمة إلى غياب التناسق التام بين طبيعة المجتمعات المفتوحة على المعلومات، والأنظمة الدكتاتورية التي تتحكم في وسائل الإعلام ومنصاتها وتشن حروبًا دعائية، وهو ما أدى تلقائياً إلى إضعاف الديمقراطيات.
وسجّل التقرير هذا العام رقماً قياسياً مع تصنيف 12 دولة إضافية في الخانة الحمراء، وهي الدول التي يعيش فيها الصحافيون أوضاعاً «سيئة جدا”، ومن بينها بيلاروسيا (المرتبة 153) وروسيا (المرتبة 155)، ويُصنف الوضع على أنه “سيء جدًا” 28 دولة وهو رقم قياسي في مؤشر هذا العام. وتشمل أسوأ 10 دول في العالم من حيث حرية الصحافة ميانمار (المرتبة 176)، حيث أدى انقلاب فبراير 2021 إلى تراجع حرية الصحافة بمقدار 10 سنوات، بالإضافة إلى الصين وتركمانستان (المرتبة 177) وإيران (المرتبة 178) وإريتريا (المرتبة 179) وكوريا الشمالية (180).
واستندت المنظّمة في تصنيفها إلى 5 عوامل هي السياق السياسي لكل دولة، الإطار القانوني لعمل الصحافيين، السياق الاقتصادي، السياق الاجتماعي والثقافي، والأمان المتاح للصحافيين في عملهم.
وفي الدول العربية، ركزت المنظمة على تراجع الحريات بشكل أساسي في دول شمال أفريقيا، إذ جاء في تحليلها الخاص لأوضاع الحريات في المنطقة «لم يكن وضع الصحافة في منطقة شمال أفريقيا (باستثناء مصر) مقلقاً إلى هذا الحد أبداً”. مشيرة إلى أن الحريات الصحافية تدهورت بشكل مقلق في الجزائر (المرتبة 134) وبات سجن الصحافيين أمراً شائعاً، وكذلك الأمر في المغرب (135) حيث يقبع 3 صحافيين في السجن، في إشارة إلى توفيق بوعشرين، عمر الراضي وسليمان الريسوني.
وأعلنت الشبكة، تراجع تونس لتحتل المركز 94 للسنة الحالية، بعد أن كانت في المرتبة 73 العام الماضي، بمعدل تراجع بلغ 21 نقطة.
وقالت الشبكة في تقريرها، إن “ترهيب الصحافيين أصبح أمرا شائعا في الساحة التونسية، حيث يتعرض الفاعلون الإعلاميون لأعمال العنف على أيدي المتظاهرين”.
كما يشهد الوضع تراجعا في بقية الدول العربية، خصوصاً في لبنان (130) «المهدد بالغرق في دوامة العنف، حيث تتزايد الهجمات عبر الإنترنت والتهديدات بالقتل ضد الصحافيين. وفي مواجهة تقاعس السلطات، اضطر العديد منهم للفرار إلى الخارج»، مشيرة إلى قتل الصحافي والباحث لقمان سليم العام الماضي.
ورأت المنظمة أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الدول العربية ومعها تركيا وإيران) تعتبر من بين الأسوأ، حيث يتراوح تصنيف الدول فيها بين الـ «سيئ جداً» (52.63% من الدول) والـ”سيئ” (36.84%) والـ”إشكالي (10.53%). وفيما يلي ترتيب الدول العربية: 1جزر القمر (83)، 2 تونس ( 94)، 3 موريتانيا (97)، 4 قطر (119) 5 ـ لبنان (130)، 6 الجزائر (134) 7 المغرب (135) ، الإمارات (138)، 9 الصومال (140)، 10 (ليبيا) 11 السودان (151) 12 الكويت (158)، 13 سلطنة عمان (163)، 14 جيبوتي (164)، 15 السعودية (166)، 16 البحرين (167)، 17 مصر (168)، 18 اليمن (169)، 19 فلسطين (170)، 20 سوريا (171)، 21 العراق (172).
وكانت أول عشر دول في المؤشر هي: 1 النرويج، 2 الدنمارك، 3 السويد، 4 إستونيا، 5 فنلندا، 6 أيرلندا، 7 البرتغال، 8 كوستاريكا، 9 ليتوانيا و10 ليشتنشتاين.
الأمم المتحدة تدعو إلى حماية حرية وسلامة الصحافيين في اليمن
إلى ذلك دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى حماية حرية وسلامة الصحافيين في اليمن.
جاء ذلك في بيان صادر عن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، وقال غروندبرغ: “في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نتذكر الدور الحيوي الذي تلعبه وسائل الإعلام المستقلة في تعزيز واستدامة السلام وحقوق الإنسان”.
وأضاف: “يتعرض الصحافيون اليمنيون باستمرار لخطر الترهيب والاحتجاز التعسفي والمضايقة والتهديد بحياتهم وعائلاتهم.. يجب حماية حريتهم وسلامتهم”.
وجدد دعوته جميع الأطراف إلى “حماية حرية الصحافة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين والإعلاميين المحتجزين في أنحاء اليمن (نحو 10 معظمهم بسجون الحوثيين)”.
وشدد غروندبرغ على ضرورة “ضمان بيئة آمنة ومستقلة وممكنة للعاملين في مجال الإعلام”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات