أخبار عاجلة

سيرج كاريل يرفض العودة إلى الجزائر الجديدة

سيرج كاريل.. جندي جزائري سابق في الجيش الفرنسي “حركي”، ترك اسمه العربي واختار هذا الاسم الفرنسي هربا من انتقام جيش التحرير الوطني.

“الحركي” كاريل كشف لـ“مونت كارلو الدولية”، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 60 لتوقيع اتفاقيات إيفيان ووقف إطلاق النار في الجزائر أسباب اختياره الالتحاق بالجيش الفرنسي على الجهاد مع أبناء جلدته.

وقال المتحدث: “أتذكر دائما الشاب من أصول قبائلية جمعنا في متجر والديه وشرح لنا وجوب الالتحاق بالجبهة من أجل محاربة الاستعمار وقال لنا إن الجزائر ملك للجزائريين وليست للفرنسيين”.

وأضاف: “أغلبية أصدقائي التحقوا بثورة التحرير، كانوا طلابا يدرسون بينما أنا لم أدرس كثيرا فقد تركت المدرسة في سن الـ 13 ونصف إذ لم أكن تلميذا نجيبا، في المقابل كنت نجيبا في المدرسة القرآنية”.

وتابع: “قلت لنفسي من المستحيل أن ألتحق بالثورة فأهلي كانوا دائما في خدمة فرنسا، كان والدي جنديا سابقا في الحرب العالمية الأولى بين 1914 و1918 وقُلّد بوسام صليب الحرب والوسام العسكري، أما إخواني فكان أحدهم في البحرية وشارك في حربي الهند الصينية والجزائر والآخر كان في الطيران وعاد إلى الجزائر بعد دورة تدريبية في بلدة كازو بمنطقة جيروند جنوب غرب فرنسا، عائلة كاملة في خدمة فرنسا”.

وواصل كاريل: “فكرت في الموضوع وقلت لنفسي من المستحيل أن ألتحق بالثورة فأهلي كانوا دائما في خدمة فرنسا التي قدمت لنا الكثير من السعادة، فاتخذت قراري والتحقت بالجيش الفرنسي كحركي”.

وأشار إلى أنه تجنَّد كمترجم في الجيش الفرنسي وهو في الـ20 من العمر، وقام بالعديد من المهام وخاصة الاستخباراتية منها.

وتحدث كاريل عن وقوعه بين أيدي جبهة التحرير الوطني، في مارس 1962، تاريخ توقيع اتفاقيات إيفيان.

الحركي السابق، قال وهو يذرف الدموع إنه ليس غاضبا من الجبهة وإنما من فرنسا بعدما نزعت منهم السلاح وسلمتهم مُقيّدي الأيدي والأرجل للجبهة التي كان لديها “عطش الانتقام وخاصة من الحركيين”، يقول كاريل.

وروى كاريل، الصعوبات التي واجهها خلال وصوله إلى فرنسا، أين لم يعد يمتلك الجنسية الفرنسية، وأن جزأ من الفرنسيين ينظرون إليه على أنه أجنبي.

ورغم ذلك، استمر كاريل في الإعلان عن حبه وولائه لفرنسا، حيث مُنح وسام جوقة الشرف برتبة ضابط عرفانا بولائه للجمهورية الفرنسية.

صاحب الـ85 سنة يرى اليوم أنه حان الوقت للتطلع إلى المستقبل داعيا الطرف الجزائري إلى “التغيير قليلا” وتقبّل المصالحة مع الذاكرة.

واعتبر أن ماكرون له نوايا حسنة ويريد أن يُصلح بين الذاكرات، كما يعتقد أنه على الحكومة الجزائرية أن تقبل ذلك إذ لن نستطيع، حسبه، البقاء هكذا دائما، لا فائدة من ذلك على الإطلاق.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات