أخبار عاجلة

السلطات الجزائرية تفرض قيوداً صارمة على بيع الباراسيتامول

أثار انتشار تحدي "الباراسيتامول" بين الشباب والمراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة تيك توك في الجزائر حالة رعب وهلع بين الأهالي والسلطات على حد السواء، حيث تحّوّل من لعبة لاثبات الشجاعة وقوة التحمّل إلى أزمة صحية تسببت في إصابات خطيرة بين عدد من التلاميذ.  

وانتشرت هذه الظاهرة في المدن الكبرى مثل الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة، حيث استغل المشاركين في التحدي سهولة الوصول إلى الدواء دون إدراك منهم أن الجرعات الزائدة قد تؤدي إلى تسمم كبدي حاد أو الوفاة.

وفرضت السلطات الجزائرية قيوداً صارمة على بيع مسكنات الألم والأدوية الخافضة للحرارة، مشددة الرقابة على الصيدليات، فيما أطلقت الوحدات الأمنية حملات لتعقب الحسابات التي روجت للترند واعتقلت عدداً من الأشخاص بتهمة التحريض على إيذاء النفس.

وبدأ هذا التحدي في الانتشار على المنصات الاجتماعية مثل تيك توك وإنستغرام بين طلاب المدارس المتوسطة والثانوية أواخر العام 2024، حيث تداول المراهقون مقاطع فيديو يتحدون فيها بعضهم البعض لتناول عدد كبير من أقراص "الباراسيتامول" الذي يباع في الصيدليات الجزائرية دون وصفة طبية وبسعر زهيد.

وعلى إثر تداول خبر إصابة تلميذ في ولاية المدية جنوب العاصمة الجزائر بأعراض الاستهلاك المفرط لهذا الدواء ونقله على جناح السرعة إلى المستشفى، وجهت وزارة التربية الجزائرية مذكرة "استعجالية" للمسؤولين على المستوى المحلي، حذّرت فيه من انتشار"تحدي البارسيتامول" الذي وصفته بـ"الكارثة الخطيرة" وسط التلاميذ، مشددة على "ضرورة إطلاق حملات تحسيسية تستهدف الابناء والأولياء لتحذيرهم من انتشار هذا التحدي، وتوفير المعلومات الصحية للمخاطر المحتملة من الإفراط في تناول هذا الدواء".

وانتشرت حالة من القلق والخوف بين الجزائريين والنشطاء على المنصات الاجتماعية الذي طالبوا باتخاذ اجراءات حازمة داخل المؤسسات التربوية، داعين الصيادلة الى منع بيع هذه الأدوية دون وصفة طبية.

ودعا الناشط مراد زيوش عبر منشور على صفحته على فيسبوك بضرورة إيقاف هذه الظاهرة المنتشرة على تيك توك قائلا "الباراسيتامول راهو دواء وليس حلوى"

وقال الطبيب الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي سمير لعرابي إن هذا السلوك يعرّض الأشخاص لمضاعفات طبية خطيرة، مما قد يؤدي إلى عواقب صحية لا رجعة فيها، مضيفا "في رأيي من العاجل ايقاف تطبيق تيكتوك في بلادنا".

ودقت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك ناقوس الخطر بشأن انتشار هذه الظاهرة التي وصفتها بـ"الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي الذي تُعدُّ حفظ النفس إحدى مقاصد الشريعة التي آمن بها"، لافتة إلى أنها تخفي ضعف شخصية وقلة نظر من خلال تناول جرعات كبيرة من الدواء لإبراز المقاومة الجسدية ومواجهة الخطر حسب مزاعم طائشين و متهورين غربيين أطلقوا هذا التحدي السخيف.

ودعت في بيان الأولياء للحذر وعدم ترك الدواء في متناول المراهقين، مطالبة الصيادلة بعدم بيعه دون وصفة للأطفال حمايةً لأرواحهم".

ويثير هذا "الترند" الذي انتشر في أميركا ثم أوروبا وباقي دول العالم استياءً عالمياً بسبب خطورته على الصحة بشكل مباشر، حيث تعالت المطالب منذ أشهر في عدد من الدول الأوروبية منها فرنسا وبلجيكيا وبريطانيا وسويسرا بضرورة التدخل لوقفه من خلال إجراءات منها منع تلك الفيديوهات المحرضة له على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة "تيك توك".

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات