أعلنت السلطات الإماراتية أنها تسلّمت من السلطات المختصة في لبنان ما وصفته بالمتهم عبد الرحمن القرضاوي.
وزعمت السلطات أنها تسلّمت القرضاوي “بناء على طلب التوقيف المؤقت الصادر بحقه من الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب – إدارة الملاحقة والبيانات الجنائية، والمقدّم من قبل الجهات المختصة بدولة الإمارات، لارتكابه أعمالا من شأنها إثارة وتكدير الأمن العام”.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات مساء الخميس أن أمر التسليم جاء بناء على تقديم طلب من السلطة المركزية في دولة الإمارات المتمثلة بوزارة العدل إلى السلطة المركزية في لبنان وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل والقوانين والتشريعات الوطنية لكلا البلدين.
وأكدت “دولة الإمارات على وقوفها بحزم ضد كل من يستهدف أمنها واستقرارها، وأنها لن تتوانى عن ملاحقة المطلوبين واتخاذ الإجراءات القضائية في حقهم”.
وكانت الحكومة اللبنانية أعلنت الثلاثاء أنها قرّرت ترحيل القرضاوي إلى الإمارات.
وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش الأربعاء من ترحيل الحكومة اللبنانية القرضاوي إلى الإمارات، “حيث يواجه بشكل شبه مؤكد محاكمة جائرة وخطرا حقيقيا بالتعرض لانتهاكات أخرى بما في ذلك التعذيب”، حسب قولها.
وكان القرضاوي أوقف في لبنان في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي لدى وصوله من سوريا عبر معبر المصنع الحدودي بناء على مذكرة توقيف مصرية، حسبما أفاد مصدر قضائي لبناني في وقت سابق.
وحُكم على القرضاوي غيابيا بالسجن خمس سنوات في مصر بتهمة “التحريض على الإرهاب وقلب نظام الحكم”، حسب المصدر نفسه.
وكانت كلّ من مصر والإمارات قدّمتا ملفي استرداد القرضاوي إلى الحكومة اللبنانية مطلع يناير/ كانون الثاني الجاري.
ويطلب الملف الإماراتي استرداد القرضاوي ومحاكمته بناء على فيديو سجله خلال زيارته المسجد الأموي في دمشق، وتضمّن ما اعتبرته أبوظبي “تحريضا على دولة الإمارات وزعزعة الاستقرار فيها”، وفق المصدر نفسه.
وكان عبد الرحمن ناشطا معارضا لحكومة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك الذي أطاحته انتفاضة شعبية عام 2011.
وأصبح القرضاوي معارضا للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أطاح أثناء قيادته الجيش عام 2013 بالرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين.
وكان عبد الرحمن القرضاوي قد نشر مقطع فيديو صوّره في المسجد الأموي في دمشق، يحتفي فيه بسقوط الرئيس السابق بشار الأسد، ويعرب عن أمله في “النصر” في البلدان العربية الأخرى التي شهدت انتفاضات ومنها مصر.
كما حذّر السوريين من “التحديات الشريرة التي يخطط لها العالم أجمع وعلى رأس المخططين والمتآمرين أنظمة الخزي العربي في الإمارات والسعودية ومصر”.
وانتشر الفيديو على نطاق واسع بما في ذلك في وسائل الإعلام المصرية التي وصفته بأنه “مهين”. وطالب بعض الإعلاميين المقربين من حكومة السيسي بتسليم القرضاوي للسلطات المصرية.
والقرضاوي (54 عاما) مصري تركي، شاعر وناشط سياسي معروف بدفاعه عن الحرية والديمقراطية، وهو ناقد صريح للاستبداد، وهو نجل الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي، وكان من مؤسسي “حركة كفاية”، التي لعبت دورا في الإطاحة بالرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، كما كان من الداعمين لشخصيات مثل محمد البرادعي والمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، في أعقاب ثورة يناير/ كانون الثاني 2011.
واكتسب شعره شهرة كبيرة خلال حكم مبارك، ما أدى إلى اضطهاده واتهامه ظلماً.
وكانت شقيقة القرضاوي، علا، قد اعتقلت في وقت سابق، وأمضت أربع سنوات في مصر قبل أن يطلق سراحها بمساعدة حاسمة من الكونغرس الأمريكي وزوجها حسام خلف لا يزال قيد الاعتقال في مصر بعد أكثر من سبع سنوات من اعتقاله التعسفي.
ويعيش القرضاوي في تركيا منذ عام 2015، ويواصل نشاطه من أجل العدالة وحقوق الإنسان. وقد طلبت الحكومة التركية رسميًا من السلطات اللبنانية عدم تسليم القرضاوي وتسليمه حصريًا إلى تركيا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات