تواصلت في موريتانيا فعاليات مناصرة المقاومة الفلسطينية واللبنانية في مواجهتهما البطولية لآلة الحرب والدمار الصهيونية، وفي الدفاع عن أرض فلسطين وعن أرض لبنان؛ كما تواصلت برامج الإغاثة المتنوعة الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني الصابر.
وركزت المسيرة الشعبية الاحتجاجية التي نظمت في نواكشوط بعد صلاة الجمعة على مكتب الأمم المتحدة في موريتانيا، حيث انطلق مئات المحتجين من المساجد وبخاصة من المسجد الجامع صوب مقر الأمم المتحدة في نواكشوط، مستنكرين بشعاراتهم ولافتاتهم “الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق إخواننا في غزة ولبنان واستنكارا لمجازر جباليا، ومواصلة لمناصرة أهلنا وإخوتنا”.
واستنكر المشاركون في المسيرة مواقف بعض الأنظمة العربية المطبعة مع إسرائيل، معتبرين ذلك “خيانة للقضية الفلسطينية وتفريطاً في الحقوق التاريخية”. وشدد منعشو المسيرة وخطباؤها على أن “التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لا يخدم سوى مصلحة العدو، بل إنه يشكل طعنة في ظهر القضية الفلسطينية التي يجب أن تبقى على رأس أولويات الأمة”.
وأضاف المنعشون أن “الأنظمة المطبعة تتجاهل المعاناة المستمرة للفلسطينيين، وتعطي الاحتلال فرصة لتكريس سيطرته على الأراضي الفلسطينية”.
وأكد الخطباء أن “الضمير العربي والإسلامي لا يقبل هذا التنازل، وأن الشعوب العربية ستظل تقف ضد أي شكل من أشكال التطبيع الذي لا يعبر عن إرادتها”؛ معتبرين أن “التطبيع لن يجلب السلام ولا الاستقرار للمنطقة، بل سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات والإحباط”.
وطالب المتحدثون خلال المسيرة “الحكومات العربية بمراجعة مواقفها من إسرائيل، ودعوا إلى توحيد الصف العربي لدعم حقوق الفلسطينيين والوقوف بوجه سياسات الاحتلال والتمييز العنصري”.
وأثار تعامل الأمم المتحدة مع الحرب في غزة انتقادات واسعة، خلال مسيرة الجمعة، حيث وُصف تعاملها مع الأوضاع المتأزمة بـ”البارد” و”غير الحازم”، خاصة في ضوء إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي لمكتب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في غزة، ما أدى إلى زيادة تفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية هناك.
واعتبر الخطباء “أن صمت الأمم المتحدة وترددها في اتخاذ خطوات فعّالة حيال ما يحدث في غزة يعد تقاعساً عن واجباتها الإنسانية، ويعكس ضعف تأثيرها الفعلي في حماية المدنيين، حيث تركت الشعب الفلسطيني عرضة لآلة الحرب والحصار من دون إجراءات ملموسة على الأرض”.
وفي تعليق على إغلاق مكتب الأونروا، أشار الخطباء “إلى أن هذه الخطوة تقطع شريان الحياة عن آلاف اللاجئين الذين يعتمدون على خدمات الوكالة في مجالات الإغاثة والتعليم والصحة”، مضيفين “أن غياب الحزم الدولي في وجه سياسات إسرائيل في غزة يقوض دور الأمم المتحدة ومكانتها كهيئة دولية مكلفة بالحفاظ على الأمن والسلام العالميين”، كما “أن هذا الموقف الضعيف قد يشجع على مزيد من الانتهاكات، حيث لا يواجه الاحتلال أي ضغوط فعلية من جانب المجتمع الدولي”.
وجدد الخطباء تمسكهم بالعهد في مواصلة دعمهم للشعب الفلسطيني، مؤكدين أن “الطريق نحو التحرير لن يتحقق إلا بوحدة الصف وبالتضامن؛ وأن الموريتانيين سيظلون على العهد مدافعين عن حقوق الفلسطينيين ومناهضين لأي شكل من أشكال التطبيع”.
وعلى مستوى الإغاثة، أطلق الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني أمس برنامج جمع آلاف البطانيات في موقف يعكس روح التضامن والأخوة التي يتحلى بها الشعب الموريتاني تجاه الشعب الفلسطيني المحاصر.
وأكد الرباط أن حملة البطانيات تأتي لتخفيف معاناة النازحين الذين يعيشون في ظروف معيشية صعبة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تزداد حاجتهم للتدفئة والحماية من البرد.
وأوضح “أن التبرع بالبطانيات يساهم في رفع معنويات العائلات النازحة، ويشعرهم بأن هناك من يقف بجانبهم ويهتم بمعاناتهم، ما يعزز لديهم الأمل ويشجعهم على الصمود في وجه الاحتلال”.
كما وأوضح “أنه مع حلول الشتاء، يواجه النازحون في غزة برداً قارساً يضاعف من معاناتهم اليومية، حيث تفتقر الكثير من العائلات إلى وسائل التدفئة والأغطية الضرورية لمواجهة الانخفاض الحاد في درجات الحرارة، ما يجعلهم عرضة للأمراض والمخاطر الصحية”.
ولتوفير البطانيات للعائلات النازحة في غزة، قدر الرباط الوطني سعر البطانية الواحدة بـ 30 دولاراً؛ وعلى أساس ذلك ستحتاج عائلة مكونة من 3 أفراد لما بين 2 إلى 3 بطانيات بكلفة 60 إلى 90 دولاراً؛ والعائلة المكونة من 5 أفراد 4 إلى 5 بطانيات بكلفة 120 إلى 150 دولاراً.
وفي مبادرة إنسانية جديدة، قام المنتدى الإسلامي الموريتاني بتنفيذ برنامج مبادرتي “مدد” و”سند”، الخاصة بتمويل وتوزيع 8000 رغيف خبز للأسر المتضررة في شمال قطاع غزة.
وتأتي هذه المبادرة كجزء من جهود المنتدى المستمرة لدعم الشعب الفلسطيني وتلبية احتياجاته الأساسية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها.
ويستقبل المنتدى الإسلامي الموريتاني التبرعات لتنفيذ مشاريع إغاثية متنوعة في قطاع غزة، ويضمن توثيقها بأسماء المتبرعين حسب رغبتهم، سواء كانت المبادرات فردية أو جماعية، نسائية أو شبابية، أهلية أو غيرها.
وقد شهد المنتدى إقبالاً ملحوظاً على التبرعات، حيث تم تنفيذ العديد من المشاريع بأسماء مموليها، تأكيداً على شفافية العمل وضمان وصول الدعم للمحتاجين.
وأكد “أن هذه المبادرات تهدف إلى تقديم يد العون للفلسطينيين، خاصة في الأوقات التي تشتد فيها الأزمة الإنسانية في غزة”، مشيراً إلى أن “المنتدى يسعى إلى تحقيق أثر مباشر ومستدام على حياة الأسر المستفيدة، ويعمل على تنسيق جهوده لتوسيع نطاق هذه المشاريع في الأيام المقبلة”.
وتأتي هذه الجهود، وفقاً لرؤية المنتدى الإسلامي الموريتاني، لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني، ودعم صموده في وجه التحديات، داعياً “كافة الفئات المجتمعية الموريتانية للمساهمة بما تستطيع في المبادرات الإغاثية لتحقيق المزيد من النتائج الإيجابية”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات