كلما اعترى الملل والكلل مؤيدي القضية الفلسطينية ومقاومتها هنا أو هناك، اشتعل تأييدها واتقدت مناصرتها في موريتانيا المُجْمِعة على ذلك بجميع أطيافها وأعراقها، حيث لم تتوقف قط أنشطة المؤازرة التي تتجلى في الدعم السياسي والتعبوي وفي عمليات الإغاثة.
وكانت مسيرة الجمعة التي انطلقت من الجامع الكبير إلى بوابة السفارة الأمريكية بمشاركة جموع غفيرة، مضافة لمهرجان السبت ولوقفات الاحتجاج التي لم تنقطع، أروع مثال على الوقفة الموريتانية الإيمانية المتجددة مع المقاومة الفلسطينية.
وتتعدد منذ اندلاع طوفان الأقصى، الجبهات التي يناصر من خلالها الشعب الموريتاني بكافة أطيافه الاجتماعية والسياسية، المقاومة الفلسطينية في مواجهتها للحرب التي تشنها إسرائيل مدعومة بالدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
فبالإضافة لانتظام مسيرات الجمعة، ولوقفات الاحتجاج المتواصلة، ليل نهار، أمام السفارة الأمريكية، تتابع بعثات متخصصة جمع التبرعات مقرونة بحملات التحسيس والتعبئة، والحث على الدعاء وعلى مقاطعة مصنوعات الدول الداعمة للعدو.
وأكد شيخاني بيب، الأمين العام للرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني، في كلمة أمام آلاف من مناصري المقاومة المتجمعين في مهرجان خطابي مساء أمس، بقلب العاصمة نواكشوط، “أن الشعب الموريتاني عاقد العزم على ألا يحل أحزمة مناصرته وتأييده للمقاومة الفلسطينية، حتى يتحقق النصر القادم لا محالة”.
وقال “إن الهيئات الحزبية والأهلية في موريتانيا تزداد يوماً بعد يوم تصميماً على المناصرة وعلى كشف الدول الغربية والعربية التي دعمت الاحتلال الصهيوني في هذه الحرب غير المسبوقة والتي سيكون لها ما بعدها”.
وأضاف: “كلما اشتد الألم اقترب الأمل، وكلما عسر الأمر أعقبه يسر النصر”.
وقال: “لست محتاجاً للعودة لمجريات حرب الإبادة فأنتم تتابعون الإعلام وترون ما يقع من تقتيل، وما يقع من تنكيل، وما يقع من تهجير، وما يقع من تحطيم للشجر والحجر، وحرق للأرض والمزارع، كل هذا ترونه فلم يعد يعني خافياً على أحد”.
وأضاف: “أشكر المتبرعين في هذا البلد، فقد بذلوا جهوداً كبيرة آتت أكلها، وأكدوا أن هذا الشعب رغم خصاصته، ورغم أن عدده ليس كبيراً وأن أمواله ليست كبيرة وإنما هو من الشعوب الفقيرة، باذل للجهد للدفاع عن الأمة بمقدساتها وأرضها؛ أشكر هذا الشعب على هذه الجهود؛ أشكر أيضاً سلطات هذا البلد بمواقفها الدولية والوطنية وتصريحاتها وحتى أيضاً قبولها بتنظيم هذه الأنشطة، وتلك، يقول ولد بيبه، رسالة تعبر عن دعم وتقدير المجتمع الموريتاني ولجهوده في دعم القضية الفلسطينية، خاصة في ظل الأحداث المؤلمة التي تشهدها غزة”.
وأكد رئيس الرباط تفاني الشعب الموريتاني في دعم الشعب الفلسطيني، مبرزاً “أهمية مساندة أهل غزة في صمودهم ضد الحصار والعدوان”.
وقال: “سنواصل تنظيم مهرجانات لدعم القضية الفلسطينية، تجمع بين إلقاء الخطب وتوضيح الوضع ونشر الرواية الفلسطينية، بالإضافة إلى جمع التبرعات لمساعدة الفلسطينيين على البقاء في أرضهم”.
ودعا رئيس الرباط المشاركين في المهرجان “إلى التبرع لتوفير أربعة آلاف غطاء للمساعدة في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة مع دخول فصل الشتاء وتعرض الأطفال للنوم في العراء تحت الأمطار”، مؤكداً “أن هذا الجهد يعتبر “جهد المقل”، ولكنه ضروري لدعم صمود الفلسطينيين”.
وأشاد رئيس الرباط “بالصبر الفلسطيني الذي يشبه صبر الجبال”، أن التجربة الفلسطينية تعيد للأذهان دروس السيرة النبوية ومواقفها البطولية”؛ مضيفاً “أن ما يقوم به الفلسطينيون اليوم يمثل تجسيداً عملياً للسيرة النبوية”.
وأكد رئيس الرابط “أن النصر القريب، وأن الصبر مفتاح النصر، وأن للأمة الإسلامية موعداً مع النصر في القدس عما قريب”.
وعلى جبهة التبرعات والإغاثة، أعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني “استلامه لمبلغ عشرين مليون أوقية قديمة (51.000 دولار)، هدية من مجموعة كنته الموريتانية للأهل في غزة، وهو مبلغ يمثل دفعة من تبرعات أخرى”.
وأكد المنتدى “أن المبلغ المذكور استلمه الدكتور محمد صبحي أبو صقر ممثل حركة المقاومة الإسلامية في نواكشوط الذي شكر المجموعة على ما قدمته، وثمن لها هذه المبادرة الكريمة”.
وفي هذه الأثناء، تواصل في موريتانيا، مزاد علني أطلقته المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني على وشاح من وصفته المبادرة ب “القائد والمجاهد أسامة حمدان”، مؤكدة أن “عطاءات المزاد الذي ما زال مفتوحاً، وصلت حتى ظهر يوم السبت إلى 650000 أوقية قديمة (1700 دولار). وأضافت المبادرة: “لا زالت هناك فرصة للزيادة؛ فالهدف أكثر والطموح أكبر، ولا زال في الوقت متسع أقل من 24 ساعة تفصلنا عن انتهاء المزاد”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات