تحت عنوان “في الجزائر.. بداية حملة رئاسية ذات سرعتين”، نشرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية تقرار جاء فيه أنه مع انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية الجزائرية، وفي مواجهة الوسائل الكبيرة التي في حوزة الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون، وهو المرشح الأوفر للفوز، فيما يواجه منافساه، عبد العالي حساني شريف ويوسف أوشيش تحديا يبدو التغلب عليه صعباً.
ويضيف التقرير أنه: حول المرشح الرئاسي عبد المجيد تبون (78 عاماً)، اصطف جيشٌ من المؤيدين في صفوف ضيقة، بدءاً من رؤساء وناشطي أحزاب النظام، الذي يجري إعادة بنائه تحت راية الاستقرار والاستمرار. وتقوم أجهزة الدولة أيضاً بالتعبئة، بشكل متكتم فعّال، لصالحه، الأمر الذي يضفي على العملية الانتخابية جواً من الماضي.
واعتبرت “جون أفريك” أنه منذ اليوم الأول للحملة تم تحديد النغمة.. فبينما تحدث رئيس الدولة على شاشة التلفزيون للدفاع عن إنجازاته والتأكيد على مواصلة سياسته الاجتماعية، كان مدير حملته، وهو أيضاً وزير الداخلية (الذي حصل على إجازة خاصة)، إبراهيم مراد، مسؤولاً عن تنسيق رحلات أنصاره، بما في ذلك قادة الجماعات السياسية وقادة منظمات المجتمع المدني.
بفضل هذه الشبكة القوية من الدعم، تمكّنَ عبد المجيد تبون، في غضون ساعات قليلة، من تنظيم حملة في خمس ولايات، من خلال عبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني في تندوف، ولكن أيضًا من خلال المسؤولين التنفيذيين لـ “جبهة التحرير الوطني” في مستغانم وعين تموشنت، وجبهة المستقبل في تمنراست، و”التجمع الوطني الديمقراطي” في الجزائر العاصمة.
في المقابل- تتابع “جون أفريك”- يبدو السباق على الانتخابات الرئاسية شاقاً ومنعزلاً بالنسبة ليوسف أوشيش وعبد العالي حساني.. فقد بدأ هذان المرشحان حملاتهما الانتخابية بجولات محلية في الجزائر العاصمة لصالح “جبهة القوى الاشتراكية”، وفي البليدة والجزائر العاصمة لصالح حركة “مجتمع السلم”، بعيدًا عن موارد حملة عبد المجيد تبون المهمة، ولا سيما وسائل الإعلام.
وسيتعين على يوسف أوشيش قياس مدى موثوقية ترشيحه في منطقة القبائل، المعقل الانتخابي التقليدي لحزبه، حيث سيواجه الإرهاق السياسي الذي أصاب هذه المنطقة، التي غالباً ما كانت في الخطوط الأمامية خلال الأزمات السياسية المتعاقبة.
أما عبد العالي حساني، البالغ من العمر 58 عاماً، والمتحدر من المسيلة بشرق البلاد، فهو يحاول حشد المحافظين المحبطين، أولئك الذين يأملون في رؤية ولادة جديدة لجزائر تسترشد بالقيم الدينية والأخلاقية. بدأ رئيس ومرشح حركة “مجتمع السلم”، المقرب من جماعة “الإخوان المسلمين”، والذي يعرف نفسه بأنه “معتدل”، حملته الانتخابية بزيارة رمزية إلى منزل محفوظ نحناح (توفي عام 2003)، وهو مؤسس هذا الحزب الإسلامي الصغير. ولذلك- تضيف “جون أفريك”- فإن عبد العالي حساني يتقدم أيضاً معتمداً على جهاز حزبه. ومن دون دعم هائل، يبدو التحدي مستحيلاً.
أما في ما يتعلق بالرقابة على الحملة الرسمية، فإن الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات، التي تكرر مراراً التزامها بـ “انتخابات شفافة”، فتتحدث عن “الحياد” و”الاختيار الحر”. ويتم تنظيم الظهور التلفزيوني للمرشحين ووضع قواعد اللعبة في إطارها. وتحظر منعاً باتاً لأيّ شكل من أشكال التمويل غير الشفاف، واستخدام المؤسسات العامة أو المساحات الإدارية لتنظيم فعاليات الحملة الانتخابية. لكن المتابع للمشهد السياسي الجزائري لا يمكنه إلا أن يرى الدعم الذي يحظى به الرئيس عبد المجيد تبون من النظام القائم والمؤسسات، بدءاً من اصطفاف الجماعات السياسية القريبة من السلطة، مثل “جبهة التحرير الوطني” وحزب “التجمع الوطني الديمقراطي” وراء ترشيحه، تقول “جون أفريك”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات