أعلن الأمين العام لرئاسة الجمهورية في موريتانيا مولاي ولد محمد لغظف، تشكيلة الحكومة الجديدة التي ضمت 29 وزيرا، وتضمنت توسيع مهام قطاعات ودمج أخرى، واستحداث قطاعات جديدة، وستعمل على تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وتعهداته بمحاربة سوء الإدارة والفساد، وكان لافتا وجود عدة أسماء تلقّت تعليما جامعيا وعسكريا بالمغرب.
وقال لقظف، خلال مؤتمر صحفي في نواكشوط، إن "تشكيلة الحكومة تعكس الأولوية التي يمنحها الرئيس للشباب والتكوين المهني والتعليم والتنمية المحلية"، وأضاف أنه وعلى إثر انتخاب رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية جديدة، وما تلا ذلك من تقديم الحكومة استقالتها عملا بمقتضيات الدستور، عين الرئيس المختار ولد اجاي وزيرا أول، وكلفه بتشكيل حكومة متكاملة ومتجانسة، يمتاز أعضاؤها بالكفاءة والتجربة والخبرة تضطلع بمهمة تنفيذ كافة بنود برنامجه الانتخابي الذي زكته أغلبية الشعب الموريتاني.
وتابع لقظف إن "تشكيلة الحكومة الجديدة تعكس حرصًا بينا على سلاسة ونجاعة العمل الحكومي بما تضمنته من توسيع مهام قطاعات، ودمج أخرى، واستحداث قطاعات جديدة، وفق ما يتطلبه التنفيذ المحكم والفعال لبرنامج الرئيس".
وعيّن الرئيس الموريتاني مساء الجمعة، المختار ولد أجاي رئيساً للوزراء وكلّفه بتشكيل الحكومة وذلك غداة تنصيبه لولاية ثانية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو /حزيران الماضي. وسبق أن شغل ولد أجاي منصب مدير ديوان الغزواني.
وولد اجاي، هو مهندس واقتصادي تخرّج من المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالمغرب سنة 1997، وضمت حكومته أسماء وزراء تلقوا تعليمهم في المغرب أيضا، ففي حقيبة الدفاع، التي تعتبر من المراكز الوزارية السيادية تم الإبقاء على حننه سيدي وزيرا للدفاع وشؤون المتقاعدين وأبناء الشهداء، وهو خريج الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس سنة 1978، التي تعتبر من المدارس العسكرية العريقة بالقارة الإفريقية.
وتم تعيين سيدي يحي شيخنا لمرابط وزيرا للشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، وقد راكم مسارا أكاديميا علميا بارزا، وهو حاصل على شهادة الدراسات العليا المعمقة (DESA) في البيئة البحرية وتثمين الموارد بكلية العلوم التابعة لجامعة شعيب الدكالي بالجديدة، سنة 2001، وقبل ذلك حصل على شهادة الماستر في العلوم في جامعة مولاي إسماعيل بمكناس سنة 1998.
كما أن وزير الزراعة والسيادة الغذائية المعيّن، امم بيباته، مهندس زراعي درس في الفترة بين 1982 و1983 سنة تحضيرية للدراسات العليا في الزراعة في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالمملكة المغربية؛ وفي الفترة بين 1983 و1987 درس الهندسة الزراعية بالمدرسة الوطنية للزراعة بمكناس، تخصص التقنيات والتنمية الزراعية.
وتضمّ تشكيلة الحكومة الموريتانية خمس وزيرات، لقطاعات المياه والصرف الصحي، الطفولة والأسرة، البيئة والتنمية المستدامة، التربية وإصلاح نظام التعليم، ووزيرة للتجارة والسياحة.
وأدّى ولد الغزواني الخميس، اليمين الدستورية رئيساً لموريتانيا لولاية ثانية مدّتها خمس سنوات. بحضور وفود أجنبية، وتعهّد خلاله بـ"محاربة بلا هوادة لسوء الإدارة والفساد".
وفاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الـ30 من يونيو من الدورة الأولى بنسبة 56.12 في المائة من الأصوات، متقدماً على خصمه التاريخي بيرام الداه اعبيد (22.10 في المائة)، والمرشح الإسلامي حمادي ولد سيدي المختار (12.78 في المائة).
ووصف المرشح الذي حل ثانياً في الانتخابات الرئاسية الأخيرة الداه اعبيد، تعيين المختار ولد أجاي وزيراً أول بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح".
وقال الداه اعبيد في منشور عبر فيسبوك، إن "تعيين المختار ولد أجاي - ورغم اختلافنا مع النظام - هو خطوة في الاتجاه الصحيح، وكسر لهينمة الجناح الظلامي وأباطرة المال على النظام"، مضيفاً "من موقع المعارضة الحقيقية، نتمنى أن ينجح في محاربة الفساد، والحوار والتقارب مع المعارضة، وفتح الحياة السياسية"، مشدداً على ضرورة الترخيص للأحزاب السياسية، "وأولها حزب الرك، والأحزاب الأخرى المشمولة في تحالف بيرام رئيس 2024".
واعتبر الكثيرون أن ولد أجاي بخبرته وتجربته هو وحده القادر على تحقيق ما يصبو له دعاة التغيير من أنصار الرئيس ولد الغزواني، لكونه يختلف عن رؤساء الحكومات الستة عشر الذين سبقوه في هذا الموقع، وذلك لتمتعه بثقة الرئيس بشكل مطلق، ولكون من سبقوه كانوا بلا صلاحيات وبلا سلطات بل مجرد شاغلين للكرسي.
وأكد الإعلامي محمد عبد الله لحبيب، رئيس سلطة الإشهار في تعليق على تعيين ولد أجاي "أن قرار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني باختيار المختار ولد أجاي رئيس وزراء يعطي رسالة صارمة بأن ساعة العمل قد حانت، وأن غد موريتانيا سيكون خيراً من أمسها".
وأضاف "لقد ترك ولد أجاي بصمة إنجاز في كل مكان مر به وقد اختبره الرئيس عن قرب وعن بعد، كما اختبره في الإدارة وفي السياسة وفي الاستشارة".
وتابع "ولد أجاي رجل خبر ملفات العمل الحكومي من أكثر من موقع، وواجه مطبات السياسة في كل صورها، وها هو اليوم يحظى بثقة رئيس الجمهورية لتنسيق العمل الحكومي في مرحلة جديدة، وحساسة من تاريخ البلد، وفي مرحلة بالغة الحساسية بالنسبة لإرث الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في الحكم".
تعليقات الزوار
لا تعليقات