أخبار عاجلة

تبون يسحب استمارات الترشح ويهرول الى تيزي وزو في زيارة باهتة شعبيا

بعد ساعات من سحبه استمارات الترشح، حلّ الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بولاية تيزي وزو الواقعة شرق الجزائر العاصمة، لتدشين مشاريع تنموية متنوعة. وتأخذ هذه الزيارة طابعا رمزيا خاصا، كونها تشمل منطقة (القبائل) ظلّت معقلا لمقاطعة الانتخابات خاصة في السنوات الأخيرة، وهو الواقع الذي تسعى السلطة لعكسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

الرئيس تبون في زيارته الأولى لولاية تيزي وزو، حظي باستقبال شعبي وفق ما أظهره التلفزيون الحكومي، وقام بتدشين عدة مشاريع في الولاية، منها ملعب ضخم سمي باسم السياسي البارز في الحركة الوطنية وفي سنوات الاستقلال حسين آيت أحمد، الذي أسس أقدم حزب معارض في البلاد. كما أشرف على تدشين محطة لتحلية مياه البحر ومدينة سكنية ومرافق عدة. وظهر الرئيس برفقة وجوه معروفة في المنطقة، مثل وزير الشباب والرياضة السابق الهادي ولد علي ورياضيين معروفين كانوا في استقباله مثل لاعب المنتخب الوطني السابق حكيم مدان.

وتأتي هذه الزيارة بعد الكشف رسميا عن سحب ممثل للرئيس تبون، لاستمارات الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة شهر أيلول/سبتمر المقبل.


وظهر اسم الرئيس في قائمة الراغبين في الترشح على موقع السلطة المستقلة للانتخابات، في وقت لم يعلن هو بعد عن الخبر بشكل علني. ولدى تبون ما يكفي من التوقيعات التي تسمح له بالترشح، حيث يسانده تكتل واسع من كبرى الأحزاب الممثلة في البرلمان.

وفي الواقع، تمثل زيارة تبون لولاية تيزي وزو في هذا التوقيت الحساس اختبارا لشعبيته وقياس مدى تغير الأوضاع اليوم مقارنة ببداية عهدته. وكان تبون في بداية وصوله للحكم سنة 2019، قد صرّح أنه متشوق لزيارة ولاية تيزي وزو، في إشارة منه إلى ارتباطه بهذه الولاية التي صنعت الحدث بمقاطعتها الشاملة للانتخابات في تلك الفترة. واليوم، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، تأتي زيارته للمدينة لتقدم رسالة وفق مسانديه أن الأزمة السياسية التي طبعت تلك الفترة قد تم تجاوزها. وتسعى صور الترحاب الشعبي التي حرص التلفزيون على بثها، إلى رسم انطباع عام بأن الرئيس تبون يجد الترحاب في كل ولايات الوطن، بمن فيها تلك التي تميزت على مدار سنوات الاستقلال وليس فقط في سنوات حكمه، بمعارضة نظام الحكم القائم.


وظلت مسألة مقاطعة الانتخابات في منطقة القبائل الناطقة بالأمازيغية، مصدر قلق بالنسبة للسلطات منذ عودة المسار الانتخابي في كانون الأول/ديسمبر 2019، بعد أن أحدث الحراك الشعبي رجّة في نظام الحكم أدت لتأجيل الانتخابات عن موعدها. وسعت الحكومة على مدار السنوات الماضية، لإيجاد حل لهذه القضية، ومضت في مسار تدريجي يحاول شيئا فشيئا استعادة على الأقل النسبة القليلة التي كانت تصوت قبل الحراك الشعبي وإزالة صورة المقاطعة الشاملة التي ارتسمت في الأذهان بمناسبة الانتخابات الرئاسية ثم استفتاء تعديل الدستور ثم الانتخابات التشريعية.

 

وشكلت الانتخابات المحلية سنة 2021، بداية الانفراج بإعلان أكبر الأحزاب المتغلغلة في المنطقة، جبهة القوى الاشتراكية إعلان مشاركته، وهو ما كسر نسبيا حدة المقاطعة. ثم جاءت الانتخابات المحلية النسبية سنة 2022 في بعض المناطق التي تعذر فيها إجراء الانتخابات، لتؤكد هذا المنحى. واليوم، مع قرار حزب جبهة القوى الاشتراكية دخول الانتخابات الرئاسية بمرشحه يوسف أوشيش، ووجود مساندين من شخصيات محسوبة على المنطقة للرئيس عبد المجيد تبون، يمكن أن يختلف المشهد تماما عن 2019، ليس من حيث تحقيق نسب مشاركة عالية ولكن على الأقل تمرير الانتخابات في أجواء عادية.

 

وعمدت السلطة لمحاصرة التنظيم الانفصالي “حركة تقرير مصير منطقة القبائل” المعروفة اختصاراك بـ”ماك”، بكل الوسائل الأمنية والقضائية. وفي الواقع، بدأ هذا التنظيم بالانحسار لتصدي أبناء المنطقة وعدد من الأحزاب السياسية لخطابه، وتأكيدهم على مسألة الوحدة الوطنية ورفض كامل الطروحات الانفصالية وربطها بأجندات أجنبية.

وزاد انحسار هذا التنظيم بفعل المواقف التي اتخذها زعيمه المغني فرحات مهني بعد العدوان الإسرائيلي على فلسطين خريف العام الماضي، حيث جاهر بمساندته للصهاينة وهو ما جرّ عليه هجوما واسعا من أبناء منطقة القبائل الذين تبرؤوا منه وطالبوه بعدم الحديث باسم المنطقة.

وظهر مهني، بعد أحداث السابع أكتوبر، في مسيرة داعمة لإسرائيل بباريس حيث يقيم، وهو يمسك علم حركته الانفصالية ويحمل بيده الأخرى علم إسرائيل. وصرح على هامش المسيرة أنه أتى إلى هنا “من أجل دعم إسرائيل ضد الظلم الذي تتعرض له”، محرضا الأمم المتحدة على الجزائر التي قال إنها تمول هي وإيران هذه العمليات ضد إسرائيل.

وفي تغريدة له على موقع إكس، تباكى هذا المغني السابق المصنف في الجزائر على قوائم الإرهاب، على “الصور المروعة القادمة من إسرائيل”، بعد هجوم “إرهابيي حماس”، على حد وصفه. وقال إن “إيران والجزائر يجب إدانتهما لأنهما تمولان جرائم حرب”، وفق زعمه، قبل أن يختم بأن “منطقة القبائل تؤكد دعمها لإسرائيل”.

وقوبل حديث فرحات مهني باستنكار شديد من أبناء منطقة القبائل. وكتب المؤرخ محند أرزقي فراد مدينا: “أنتمي إلى منطقة القبائل التي نشأ فيها أجدادي منذ قرون عديدة، وولدت فيها وترعرعت في أحضانها، وسقى والدي وأخي تربتها بدمائهما الزكية كغيرهم من شهداء الجزائر.. أقول هذا لأعلم الجمهور الواسع أن المغامر فرحات مهني لا يمثلني”.

ولا يخفي فرحات مهني الذي صدرت في حقه عدة أحكام غيابية بالمؤبد في الجزائر، علاقته مع إسرائيل التي قام بزيارتها وأعلن دعمها في عدة مرات سابقة. وبات هذا الشخص في الفترة الأخيرة، يلعب على وتر المواقف الجزائرية الدولية لمحاولة تأليب الغرب ضد الجزائر، مثلما فعله منذ أشهر بادعاء تقديم الجزائر الدعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، خاصة بعد الزيارة التي قادت الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لموسكو.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

ايت احمد

الشيتة الذهبية

شيات من النوع الرفيع تستحق البروصة الذهبية يا لحاس الرونجاس تريد شيطنة حركة الماك ورءيسها فمنطقة القباءل منطقة خالية من الشاكوبي الشياتة وبوصبع بلو وووو الحرية لجمهورية القباءل المحتلة