أخبار عاجلة

جمعية أساقفة الكاثوليك بالجزائر تحول مأساة رهبان تيبحرين إلى مسرحية

جسد اثنا عشرة ممثلا مسرحيا تحت إشراف المخرج عزالدين العرفاوي قصة مقتل رهبان تيبحرين التي أثارت الكثير من الجدل والتوترات بين الجزائر وباريس، في عمل بعنوان "صديق اللحظة الأخيرة" تم عرضه بكاتدرائية السيدة الأفريقية المنتصبة على علو شاهق مقابل البحر بحي زغارة بالعاصمة الجزائرية.

وتنقل المسرحية بعض وقائع حادثة مقتل سبعة رهبان في تيبحرين بالمدية، حيث أظهرت رفض الرهبان مغادرة مكان إقامتهم بشدة، رغم نصائح والي المدية، آنذاك، بالعودة إلى فرنسا أو تحويل مقر إقامتهم إلى وسط المدينة، لتفادي الخطر القائم في محيط الكنيسة الواقعة وسط الغابة وأيضا احتمالات استهدافهم من قبل الجماعات المسلحة المتوغلة في المنطقة أو السقوط ضحايا عمليات التمشيط التي ينفذها الجيش الوطني.

وكان رهبان تيبحرين (80 كلم جنوب العاصمة الجزائر) السبعة خطفوا في مارس/آذار 1996 من دير سيدة الأطلس في جبال المدية جنوب العاصمة خلال الحرب الأهلية الجزائرية، وأعلن ما يعرف بـ"الجماعة الإسلامية المسلحة" عن وفاتهم في 23 مايو/أيار مقرة بمسؤوليتها عن العملية، ولا تزال ظروف اختطافهم ووفاتهم مثيرة للجدل.

وفي 2010، كان مصيرهم المأساوي موضوع فيلم للمخرج الفرنسي كزافييه بوفوا بعنوان "آلهة ورجال" والذي ساهم في تسليط الضوء على الحياة اليومية للرهبان من حيث بساطة حياتهم وتعاملهم مع الجزائريين. وقد فاز الفيلم بالجائزة الكبرى في مهرجان كان.

واختارت جمعية أساقفة الكاثوليك بالجزائر تحويل القصة التي لا تزال لغاية الآن محل افتراضات وتحقيقات إلى عمل مسرحي حرص على حضوره رعايا أجانب وجزائريين على حد السواء.

ووسط ديكور مسرحي يعكس بساطة نمط عيش هؤلاء الرهبان واحتكاكهم المباشر مع القرويين وحتى مع العناصر الإرهابية، جسد اثني عشرة ممثلا قصة هؤلاء الرهبان التي راح ضحيتها وفق تقديرات رسمية 200 ألف ضحية.

وتناول العرض المسرحي اقتحام الجماعات الإرهابية للدير وتواصلهم بشكل مباشر مع الرهبان، وطلبهم منهم الصعود إلى الجبال لمعالجة جرحاهم الذين أصيبوا خلال المواجهات مع عناصر الجيش الوطني، غير أن رجال الدين رفضوا ذلك الطلب بـ"شكل حازم"، غير ممانعين من فعل ذلك في حالة أوتي بهؤلاء المصابين إلى الدير لمعالجتهم "في إطار إنساني بحت"، وذلك نقلا عما نشره موقع "الخبر" الجزائري.

واكتفى العرض بتجسيد الجوانب الاجتماعية والإنسانية القائمة مع أهالي المنطقة والمتمثلة في علاقات متينة نُسجت بينهم على مدار سنوات وتتخللها خدمات طبية وعلاجية ومبادلات غذائية وثقافية بعيدة على المجال الديني.

ولم تتطرق المسرحية إلى الجوانب الجدلية والسياسية في الحادثة، التي لا تزال محل تبادل قضائي وسياسي بين باريس والجزائر، لتحديد المسؤوليات في مقتل الرهبان، وآخرها مطالبة أهالي رهبان تيبحرين، قاضي التحقيق بمحكمة باريس، سنة 2019، استدعاء أطراف جزائرية لسماعهم في قضية مقتلهم.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

آل يوسف الإدريسي

المسام لا يقتل رجال الدين

هرلاء الرهبان لم تقتلهم الجماعة الإسلامية لأنه لا عداوة معهم ولاكن الفاعل الحقيقي هم الكابرانات لتأليب الرأي العالمي على الانتفاضة الإسلامية في الجزائر فالكابرتنات همهم الوحيد هو إرضاء أمهم فرنسا والحفاظ على مصالحها في القطر الجزائري