وُلد محند برّاش المعروف باسم محند تافركا في 27 جوان 1950 (73 عامًا) في إيغيل ناصر ببلدية أقبو (بجاية). في بداية حياته المهنية، عمل محند في البحرية الوطنية لمدة عشر سنوات قبل أن ينضم إلى سوناطراك ويعمل في جنوب الجزائر. يصفه أقاربه بأنه رجل ودود يستمتع بالنقاش، خاصةً لما يتعلق الأمر بالتاريخ واللغات والثقافات. محند رجلٌ وطني محبٌ لوطنه ولمنطقة القبائل وثقافتها. كان عضوًا في جمعية تافتيلت (النور) الثقافية.

في هذه الفترة كتب محند مسرحية وعرضها ثم تم أداؤها من قبل شباب القرية. في التسعينيات، هاجر محند تافركا إلى فرنسا. أسس هناك جمعية تافركا (أفريقيا بالأمازيغية) في أفريل 1998 في مونتروي. يشير اسم “تافركا” إلى القارة الأفريقية وأيضا الى الأرض الخصبة المحروثة (تيفركيوين). توفر الجمعية دورات في اللغة الأمازيغية ولغات أخرى وتنظم محاضرات حول مجموعة متنوعة من الموضوعات. كما تنظم دورات في الرقص القبائلي والشرقي والإعلام الآلي. خلال 26 عامًا من وجودها، نظمت تافركا أكثر من 200 مؤتمر، وأصبح مقرها نقطة محورية للقاءات الثقافية والإنسانية، حيث تجمع بين الناس من جميع الجنسيات. بالإضافة إلى عمله في الجمعيات، كان محند تافركا يقدم برامج في قناة بربرتيفي لمدة تسع سنوات. وقد مكّن التزامه بالبث الإذاعي الجمهور من اكتشاف الشعراء والكتاب الأمازيغ.

دائما في إطار العمل التلفزيوني سافر محند في جميع أنحاء منطقة القبائل، حيث قام بإعداد تقارير عن قرى المنطقة وسكانها. وطوال هذين العقدين من الالتزام، كان محند متطوعاً على الدوام، وهو لا يتقاضى راتباً مقابل نشاطه الجمعوي ولا الإعلامي، ويعتبر أن التزامه نابع من حبه للثقافة الأمازيغية وقيمة التضامن. كان محند تافركا يسافر بانتظام إلى الجزائر لِلقاء عائلته وأرض مولده. في 27 أبريل 2023، أُلقي القبض عليه في ميناء الجزائر العاصمة بينما كان يستقل القارب إلى مرسيليا ثم اقتادته الشرطة المسؤولة عن مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود إلى مركز شرطة السحاولة (الجزائر العاصمة).

تم إطلاق سراحه، ولكن تم منعه من مغادرة البلاد بشكل تعسفي. في 15 نوفمبر الثاني 2023، أمر قاضي التحقيق في محكمة سيدي محمد بحبسه احتياطيًا رغم بلوغه 73 عامًا وحالته الصحية الهشة للغاية كونه يعاني من عدة أمراض مزمنة. ومن المقرر محاكمته في 21 ماي 2024 في محكمة جنايات الدار البيضاء (الجزائر العاصمة). وهو موجود رهن الحبس الاحتياطي في سجن القليعة (تيبازة).

حملة وطنية من اجل اطلاق سراح 228 معتقلي الرأي #اطلقوهم