نفى سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف أن تكون الولايات المتحدة قد أرسلت أي معلومات محددة للسفارة قبل الهجوم الذي وقع الجمعة في قاعة للحفلات الموسيقية قرب موسكو وأدى إلى سقوط عدد كبير من القتلى.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن أنتونوف قوله “لم يتم تقديم أي معلومات محددة لنا”. وأضاف أنه لم يحدث أي اتصال بعد الهجوم.
وكانت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قد ذكرت في وقت سابق أن الحكومة الأميركية نقلت في وقت مبكر هذا الشهر معلومات إلى روسيا عن هجوم مزمع في موسكو وأصدرت أيضا نصائح عامة للأميركيين في روسيا في السابع من مارس/ آذار.
ونشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي عادةً ما يستخدمها تنظيم الدولة الإسلاميّة شريط فيديو صوّره على ما يبدو مُنفّذو الهجوم داخل قاعة للحفلات الموسيقيّة قرب العاصمة الروسيّة موسكو، وفق ما أفاد موقع “سايت” المتخصّص في رصد المواقع الجهاديّة.
ويُظهر الفيديو البالغة مدّته دقيقة و31 ثانية عددا من الأفراد الذين بدت وجوههم غير واضحة وأصواتهم مُشوّشة، وهم يمسكون بنادق هجوميّة وسكاكين، داخل ما بدا أنّه بهو قاعة الحفلات الموسيقيّة “كروكوس سيتي هول” في كراسنوغورسك في شمال غرب العاصمة الروسيّة.
وبينما كان المهاجمون يُطلقون رشقات ناريّة عدّة، شوهِد عدد من الجثث أرضا، وأمكن رؤية حريق يندلع في الخلفيّة. وظهر شريط الفيديو هذا على حساب في تلغرام قال موقع “سايت” إنّه يعود لوكالة “أعماق” التابعة لتنظيم الدولة الإسلاميّة.
وأسفر الهجوم الذي أعلن التنظيم مسؤوليّته عنه مساء الجمعة، عن مقتل 133 شخصا على الأقلّ. وهذا هو الهجوم الأكثر دمويّة الذي يتبنّاه التنظيم على الأراضي الأوروبّية.
لكن موسكو تشير إلى أيادي غربية في الهجوم، حيث صرح أنتونوف إن الهجمات الإرهابية والحرب الهجينة من جانب الغرب لن تجبر روسيا على تغيير مسارها وسياستها الخارجية.
وأضاف “أريد أن أقول إنه لن تحدث تغييرات في السياسة الخارجية، وفي مسار الرئيس (فلاديمير بوتين)، خاصة بعد الانتخابات – لن يحدث أي شيء”. متابعا “مثل هذه الهجمات الجبانة لن تغير خطنا ومسارنا وسنواصل عملنا، الغرب هو الذي اختار خط الحرب الهجين مع روسيا”.
وقال أنتونوف “إذا اختاروا خطهم الذي يهدف إلى تقويض روسيا، وتوجيه هجمات ضد روسيا، بمساعدة أوكرانيا في هذه الحالة، الآن، فهذا هو خيارهم”.
ورفضت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس مزاعم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بأن أوكرانيا متورطة في الهجوم الدموي الذي وقع الجمعة في موسكو.
وسألت راشيل سكوت، مراسلة شبكة “إيه.بي.سي.نيوز” الأميركية في الكونجرس الأمريكي، هاريس ، في مقابلة السبت، عما إذا كانت الولايات المتحدة لديها أدلة تدعم اتهامات بوتين، وقالت نائبة الرئيس “لا” وتابعت “إن ما حدث هو عمل إرهابي ومن الواضح أن عدد الأشخاص، الذين قتلوا ، هو مأساة ويجب علينا جميعا أن نرسل تعازينا لهؤلاء الأسر”.
وتابعت هاريس “لا، لا يوجد أي دليل على الإطلاق، وفي الواقع فإن ما نعرفه هو أن داعش-خراسان، هو في الواقع، المسؤول بكل المقاييس عما حدث”.
وظهر تنظيم الدولة الإسلامية - ولاية خراسان في شرق أفغانستان أواخر 2014 وسرعان ما ذاع صيته بسبب وحشيته الشديدة، واستمد اسم خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.
وشهد عدد أعضاء التنظيم، وهو أحد أكثر التنظيمات الإقليمية التابعة للدولة الإسلامية نشاطا، انخفاضا منذ تسجيله أعلى مستوياته في 2018 تقريبا. وألحقت حركة طالبان والقوات الأميركية خسائر فادحة بالتنظيم.
وقالت الولايات المتحدة إن قدرتها على زيادة النشاط الاستخباراتي ضد الجماعات المتطرفة في أفغانستان مثل الدولة الإسلامية-ولاية خراسان تراجعت منذ انسحاب القوات الأميركية من البلاد في 2021.
ولدى الدولة الإسلامية - ولاية خراسان تاريخ من الهجمات، منها هجمات استهدفت مساجد داخل أفغانستان وخارجها. وفي وقت سابق من العام الجاري، اعترضت الولايات المتحدة اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل قرابة 100 شخص.
وفي سبتمبر/أيلول 2022، أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير انتحاري تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية في كابول. وكان التنظيم مسؤولا عن هجوم على مطار كابول الدولي في 2021 أدى إلى مقتل 13 جنديا أميركيا وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأميركية الفوضوية من أفغانستان.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال أكبر جنرال أميركي في الشرق الأوسط إن الدولة الإسلامية-ولاية خراسان يمكن أن تهاجم مصالح أميركية وغربية خارج أفغانستان "خلال أقل من ستة أشهر ودون سابق إنذار".
ورغم أن الهجوم الذي نفذته الدولة الإسلامية-ولاية خراسان في روسيا أمس يمثل تصعيدا كبيرا، فإن خبراء قالوا إن التنظيم عارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السنوات القليلة الماضية.
وقال كولين كلارك من مركز سوفان وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن "ركز تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين وتضمنت دعايته مرارا انتقادا لبوتين".
وأفاد مايكل كوجلمان من مركز ويلسون الذي مقره واشنطن إن تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان "يرى أن روسيا متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار" مضيفا أن التنظيم يضم أيضا بين أعضائه عددا من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى الذين لديهم معالمهم الخاصة حيال موسكو.
في المقابل ذكرت وكالة إنترفاكس نقلا عن جهاز الأمن الاتحادي الروسي أن أربعة من المشتبه في ضلوعهم في هجوم قرب موسكو كانوا يتجهون نحو الحدود مع أوكرانيا عندما تم اعتقالهم في وقت مبكر اليوم السبت. وأضافت أنهم كانوا على اتصال مع أشخاص على الجانب الأوكراني.
وقال جهاز الأمن الاتحادي إن الهجوم تم التخطيط له بعناية بينما نفى ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي الجمعة أي صلة لكييف بالهجوم.
تعليقات الزوار
لا تعليقات