تشهد العاصمة الليبية ومحيطها حالة استنفار أمني على وقع احتقان شعبي فجرته تسريبات إسرائيلية حول لقاء الإسرائيلي ايلي كوهين في روما ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش التي أُعفيت من منصبها واعتبرها كثيرون كبش فداء قدمه رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة لتطويق الأزمة واحتواء موجة الغضب.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا كثيفا لقوات الأمن التابعة لحكومة الوحدة في العاصمة طرابلس وحول مداخلها لمنع التظاهرات الرافضة لأي تطبيع مع إسرائيل.
ويتوجس الدبيبة من اتساع نطاق تلك التظاهرات ويعمل جاهدا على كبحها أمنيا أو من خلال نشطات سياسية وشعبية اعتبرها منتقدوه، محاولة للفت الانتباه عن مسؤوليته المباشرة عن ترتيب لقاء المنقوش-كوهين في روما، بينما يسعى لكسب دعم أميركي وخارجي يسنده في الانتخابات القادمة التي يجري الترتيب لها.
وترجح مصادر أن يستمر الدبيبة في المناورة للخروج من هذا المأزق الذي أثر على رصيده الشعبي في غرب ليبيا فيما يسعى لخوض الانتخابات الرئاسية التي سبق وترشح لها في الانتخابات السابقة التي تعثر إجراؤها.
والتطبيع أو الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي مسألة شديدة الحساسية في ليبيا وهو ما يعني أن انكشاف مسؤولية الدبيبة في ترتيب لقاء وزيرة خارجيته (المقالة) ونظيرها الإسرائيلي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حظوظه في الانتخابات القادمة وعلى موقعها الحالي كرئيس حكومة ينازع الشرعية مع أخرى منحها البرلمان الليبي في شرق البلاد الثقة.
وبحسب مقاطع الفيديو والصور التي انتشرت على حسابات نشطاء ليبيين في مواقع التواصل الاجتماعي ووفقا أيضا لتقارير إعلامية، كانت العاصمة ومحيطها في حالة استنفار أمني شديد حيث شوهدت تحركات لسيارات رباعية الدفع مسلحة. وقالت قوات بفرض طوق أمني داخل وحول العاصمة.
وتشير تصريحات وزير الداخلية في الحكومة المنتهية ولايتها عماد الطرابلسي أمس الخميس إلى حالة قلق وتوجس اذ أكد أن التظاهر من أجل إسقاط حكومة الوحدة الوطنية وحرق المؤسسات العامة والخاصة أمر مرفوض، مشددا على أن وزارته تسمح فقط بالتظاهر لمن يتقدم بطلب رسمي ويحصل على ترخيص، مضيفا "ترفض تحطيم السيارات والعبث بالممتلكات العامة والخاصة."
تعليقات الزوار
لا تعليقات