أخبار عاجلة

تطبيع العلاقات الايرانية الخليجية يرفع الحرج عن الجزائر ويعزز التقارب بين البلدين

تسعى كل من إيران والجزائر للمضي قدما في مسار الشراكة مدفوعين بتقارب وجهات النظر في عدد من الملفات الحارقة في المنطقة حيث مثلت زيارة رئيس الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري (المجلس الشعبي الوطني) إبراهيم بوغالي لطهران ولقائه برئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف الاثنين مثالا على توجهات البلدين لتعزيز التقارب السياسي وترجمته إلى علاقات اقتصادية قوية وربما تعاون عسكري شامل. 
وتأتي أهمية زيارة غالي كونها سبقتها دعوة من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لزيارة طهران في سياق عام تهدف من ورائه طهران لتعزيز تواجدها في المنطقة العربية عقب تطبيع علاقاتها مع دول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية وتوجه لاستئناف علاقات مقطوعة منذ 4 عقود مع مصر.
وقال البرلمان الجزائري في بيان نشر على صفحته الرسمية على "فيسبوك" أن بوغالي أجرى مباحثات ثنائية "معمقة" تناولت البعد الاقتصادي مع قاليباف، الذي خصه باستقبال، في اليوم الثاني من زيارته إلى طهران، والتي تدوم 5 أيام.


ورغم أن المسؤول الجزائري شدد على البعد الاقتصادي للزيارة مؤكدا الأهمية التي تكتسبها علاقات التعاون البرلماني، موضحا دورها الهام في خدمة "التوجهات الاقتصادية للبلدين" لكن البعد السياسي كان حاضرا في الزيارة خاصة في اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان.
وأشار يوغالي إلى اهتمام بلاده، بتنويع الشراكات وخلق مناخ محفز للأعمال، لا سيما بعد دخول قانون الجديد للاستثمار حيز العمل، الرامي لبناء اقتصاد قوي ومستدام ومستقل عن عوائد المحروقات.
وتتقارب وجهات النظر بين إيران والجزائر في عدد من الساحات حيث دعم الجانبان عودة سوريا إلى محيطها العربي ونددا بالتدخل الغربي فيها كما أيدا بشكل مطلق المواقف الفلسطينية كما أنهما يتمتعان بعلاقات متميزة مع الحليف الروسي ويدعمان توجهات تطالب باستقلال القرار العربي والإسلامي عن النفوذ الغربي والأميركي.
ورغم ان العلاقات الثنائية بين ايران والجزائر لم تتأثر كثيرا بالتوتر في العلاقات الإيرانية الخليجية والعربية لكن مع عودة الدفء للعلاقات بين إيران ومحيطها العربي في الأشهر الأخيرة زال الحرج الذي كانت تواجهه السلطات الجزائرية بسكوتها عن التجاوزات الايرانية في عدد من الساحات مثل اليمن وسوريا ولبنان.
والعلاقة بين طهران والجزائر مرت بكثير من المراحل الصعبة خاصة القطيعة بين البلدين في تسعينات القرن الماضي، لما قررت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بسبب ما وصفته حينها "بالدور الإيراني في تأجيج العمل الإرهابي داخل البلاد".
وأصر الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة في عهده على راب الصدع مع طهران بسبب التوافق في عدد من الملفات الإقليمية ليتعزز هذا التقارب في عهد الرئيس الحالي تبون.
وفي وقت لاحق الاثنين، استقبل وزير الخارجية الإيراني في مقر الوزارة بالعاصمة طهران، رئيس البرلمان الجزائري للبحث في مسائل سياسية واقتصادية ربما تكون جهود انضمام البلدين الى بريكس من ضمنها.
وأفاد بيان للبرلمان الجزائري بأن "المحادثات بين الطرفين تم التطرق خلالها إلى العلاقات بين البلدين خاصة ما شهدته مؤخرا، من حركية دبلوماسية كانت آخرها زيارة وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف إلى إيران".
وأشار عبد اللهيان، خلال اللقاء، إلى أن المباحثات التي أجراها مع نظيره الجزائري خلال الزيارة التي تمت الشهر الماضي، شملت التأكيد على ضرورة ترقية العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
من جانبه، أشار بوغالي إلى التحول الذي تشهده بلاده والتوجهات الجديدة للاقتصاد والاستثمار في القطاعات التي يمكن التعاون فيها لتكون بمستوى العلاقات بين البلدين
وتناولت الزيارة ملف منظمة التعاون الإسلامي حيث لفت البيان إلى تأكيد رئيس للبرلمان الجزائري على ضرورة تفعيل الحضور الدولي لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (مقره طهران).
وشدد على أن تفعيل حضور الاتحاد من شأنه "إيصال صوت الدول الأعضاء، والدفاع بشكل ملموس وحاسم عن قضايا الأمة والتصدي لأي محاولات استفزاز تطال مقدساتها".

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات