أخبار عاجلة

المجال العسكري اهم مرتكزات التعاون الجزائري الصيني

شكل التاريخ المميز للتعاون بين الجزائر والصين، أرضية خصبة للانطلاق نحو تأسيس علاقات مميزة بينهما امتدت لتشمل مجالات أوسع من بينها الجانب العسكري الذي يعد احد اهم المرتكزات للتوافق الواضح بين البلدين وتحقيق المصالح المشتركة وصل إلى حد التوقيع على اتفاقية التعاون الاستراتيجي الشامل، خاصة في إطار الدور العالمي الجديد الذي تلعبه الصين كقوة دولية صاعدة .

 شهدت العلاقة بين الصين والجزائر نقلة نوعية ، وتسجل اليوم من خلال زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الى بكين  ، محطة جديدة في مسار التعاون المشترك ،  حيث أصبح واضح بشكل جلي التقارب في عدة مجالات من بينها العسكرية ، علما ان الجيش الصيني يعد من اكبر جيوش العالم تعدادا وتسليحا وعتادا ، وهو ما يعطي الجزائر قوة وأهمية نظرا لمكانة شريكها الصيني ، وبالنظر إلى قوة جيشها وموقعها الجيو- استراتيجي ودورها الريادي عربيا وإفريقيا، علما ان تاريخ التعاون العسكري الجزائري الصيني يعود الى عقود من الزمن .

الكفاح المسلح ضد الاستعمار.. احد جذور التعاون الجزائري الصيني 

شكل الكفاح المسلح ضد الاستعمار، احد منطلقات التعاون الجزائري الصيني ، فالعلاقات بين الجزائر والصين تعود جذورها الي منتصف القرن العشرين باعتبار أن الدولتين كانتا مستعمرتين سابقتين، حيث عملت الصين بعد استقلاها سنة 1948 على مساندة الحركات التحررية ضد القوى الاستعمارية والإمبريالية،  ومن هذا المنطلق ساندت الصين الشعبية الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، وبعد استقلال الجزائر سنة 1962 التزمت الدولتان بمجموعة من المبادئ من بينها الاحترام والمصلحة المتبادلة وعملتا على تعزيز علاقاتها الثنائية من خلال التعاون المستمر والوثيق، وقد عمل البلدان معا بشأن المسائل ذات الاهتمام المشترك وحافظا على الاتصال والتنسيق بشأن المسائل الإقليمية والدولية. 

الصين ..جيش قوي ومركز متقدم في خارطة السلاح العالمية

يعتبر الجيش الصيني من أكبر المؤسسات العسكرية على المستوى الإقليمي والعالمي، ويعود ذلك لما تتميز به الصين من تفوق في التعداد والتسلح، والتقنية والكفاءة التكنولوجية 6 العاليتين، وبسبب القوة النووية حيث تتوفر على ثالث أكبر مركب نووي في العالم.

لذا يمكن القول ان التطورات الأخيرة للتجارة العسكرية الصينية-الجزائرية تعكس تغيرات على مستوى طرفي معادلة المزود-المشتري، حيث يعتبر صعود الصين باعتبارها ثالث أكبر مصدر للسلاح في العالم إحدى أبرز ملامح خريطة السلاح العالمية الجديدة، فالصين تمثل 6،2 %من صادرات السلاح العالمية ما بين سنتي 2012 و2016 مباشرة بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا أكبر مصدري السلاح في العالم .

 على الرغم من ذلك ففي السنوات الأخيرة شرعت الصين في توفير وإتاحة معدات أكثر تقدما محققة تقدما في الأسواق المهيمن عليها من طرف الولايات المتحدة وروسيا، وأيضا فرنسا، ألمانيا والمملكة المتحدة، بالمقابل تحولت الجزائر الى  أول مشتري للسلاح الصيني في إفريقيا، بالرغم من تواجد روسيا في صدارة مموني  الجزائر بالسلاح الثقيل.

أسلحة صينية ومعدات عالية التقنية في الجزائر

في مجال العلاقات العسكرية تمكنت الصين من دخول السوق الجزائرية بالعديد من أنواع الأسلحة ففي شهر ماي 2017 عرض الجيش الجزائري صورا لمدافع هاوتزر ذاتية الدفع صينية الصنع من طراز 45155 LZ ، كما تعاقدت الجزائر مع الصين من أجل تزويدها ب 50 صاروخا مضادا للسفن من طراز802 – CC ،وأيضا صواريخ أرض جو من طراز 90 FM ،وفي سنة 2017 تسلمت البحرية الجزائرية ثالث وأخر طراد من طراز C28A والتي تم التعاقد عليها منذ2012سنة

وكان قد كشف موقع “مينا ديفنس” في وقت سابق أن الجزائر هي المتحصلة على  صفقة الطائرة الصينية بدون طيار “CH-5” القتالية عالية السرعة، التي أعلنت عنها بكين في 21 ديسمبر 2021.

 تتمتع  هذه الطائرة بأداء منقطع النظير ، وتتميز مُسيرات “CH-5” بقوة تحملها التي تبلغ 20 ساعة وبإمكانها أن تطير بسرعة 600 كلم بالساعة على ارتفاع 15 كلم، ما تجعل هذه الطائرة بدون طيار تطير أعلى وأسرع بكثير من معظم منافسيها. هذا التعاون الجزائري الصيني في المجال العسكري يبرهن على ان الجزائر تبحث  في المقام الأول عن معدات عالية التقنية لجعل من جيشها الأحدث في إفريقيا.

يذكر انه في إطار إجراءات التعاون الثنائي تم سنة 2008 التوقيع في الجزائر العاصمة على اتفاقية حكومية دولية للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين المجال العلمي والتكنولوجي.

و حصلت الجزائر  على “نظام حرب إلكترونية متكامل”،  من الصين وهو نظام جد متطور وحديث، ظهر في نهاية العام الماضي في الترسانة الجزائرية, و أحدث هذا النظام الجديد، ثورة في الحرب الإلكترونية داخل الجيش الوطني الشعبي، لأن هذا النظام مطور من طرف الشركة الصينية ELINC و CEIC، وهو غير معروف ولا تتوفر عليه معلومات كثيرة.

ظهرت اليوم الثلاثاء، خلال تنفيذ التمرين التكتيكي بالذخيرة الحية “الفصل 2023″، بالناحية العسكرية الثالثة، منظومة الحرب إلإلكترونية الصينية الخارقة “CHL-906” التي احدثت ثورة في قدرات الحرب الإلكترونية للجيش الوطنب الشعي.

وظهر نظام الحرب الإلكترونية المتكامل, خلال تفتيش الفريق أول السعيد شنقريحة لمربعات القوات, في ميدان الرمي و المناورات حمقير, بالناحية العسكرية الثالثة. وهو قوة فارقة و متميزة للجيش الجزائري, وحيث كانت الجزائر قد تزودت بها لتطوير قدرات الجيش في إطار مسار تطوير الجيش.

نظام المتكامل للشركة الصينية ELINC و CEIC ومن مهامه كشف رادارات العدو لمسافة 600 كم، وتحديد الموقع وتحديد وتصنيف انبعاثات العدو الالكترونية على هذه المسافات حماية الرادارات والأنظمة المضادة للطائرات من الصواريخ المضادة للإشعاع من خلال “تغطية” ترددات الرادار، مع منع الاتصالات لمسافة 300 كم ومنع العدو (الجوي ، البحري ، البري) من استخدام أنظمة تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية GNSS (GPS ، Baidu ، Galileo ، Glonass) لمسافة 300 كم.

“ألكوم سات “..احد ثمار التعاون الثنائي في المجال الفضائي

تعد الصين شريكة مهمة للدول العربية في مجال التعاون الفضائي على المدى الطويل، حيث أحرز الجانبان إنجازات أولية في مجالات تطوير وتصنيع وإطلاق الأقمار الصناعية ومشاركة البيانات وتطبيقاتها فضلا عن التبادل الفني وتدريب المختصين في علوم وتكنولوجيا الأقمار الصناعية، كما تم تدريب أكثر من 800 شخص من ما يزيد عن 40 دولة منها الجزائر وإرسال مجموعة من الخبراء الصينيين لإجراء جولات عديدة من التدريبات على تقنيات نظام “بيدو” للمالحة عبر الأقمار الصناعية وتطبيقاتها.

وفي هذا السياق تم يوم 11 من ديسمبر عام 2017 ،  إطلاق القمر الصناعي الجزائري “ألكوم سات-1 ووالذي يستخدم هذا القمر الصناعي بشكل رئيسي أغراض البث التلفزيوني الجزائري واتصالات الطوارئ والتعليم عن بعد ، بالنظر إلى نوعية الخدمات الاستثنائية التي يوفرها في مجالات تنموية عديدة تشمل مختلف القطاعات، مثل خدمات المدينة الذكية والحد من الكوارث وتقديم وسائل  الاغاثة والزراعة والغابات وصيد الاسماك والأرصاد الجوية.

 يشار الى ان اطلاق القمر الصناعي تم على متن صاروخ حامل من مركز شيتشانغ في جنوب غربي الصين، ويعد أول قمر صناعي جزائري الصنع مخصص للاتصالات وأول مشروع تعاون بين الصين والجزائر في مجال الفضاء.

ويعد اطلاق القمر الصناعي مكسبا استراتيجي لتعزيز السيادة الوطنية في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، ووسيلة ناجعة وفعالة للتنمية الاقتصادية المستدامة ..

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات