تسعى الجزائر وروسيا لتعزيز تعاونهما في مختلف المجالات ليشمل المجال النووي فيما تتابع القوى الغربية بقلق تسارع الشراكة الروسية الجزائرية في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة لعزل موسكو دوليا.
وناقش وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب مع المدير العام للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالشركة الحكومية الروسية للطاقة النووية" روساتوم " ألكسندر فورونكوف خطوات وسبل تعزيز التعاون بين الطرفين في مجال الطاقة النووية وذلك وفق بيان نشرته وزارة الطاقة الجزائري.
ووفق البيان الذي نشرته وكالة الانباء الجزائرية "مثل هذا اللقاء فرصة للجانبين لبحث سبل تعزيز إجراءات التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وخاصة في مجال استخدام التكنولوجيا النووية في الطب وتطوير الطاقة الكهرو نووية، وكذا في مجال تعزيز القدرات في مجال التكوين والسلامة والأمن النوويين".
وبات يتشكل في المنطقة والعالم تحالف جديد يضم روسيا والجزائر إضافة للصين وإيران يعمل على مواجهة النفوذ الغربي ويسعى الى عالم متعدد الأقطاب بعيدا عن الهيمنة الغربية وهو من ابرز تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير/شباط 2021.
وبحسب تقرير معهد استوكهولم للأبحاث حول السلام "سيبري"، الصادر في مارس/آذار 2023، تعد الجزائر ثالث مستورد عالمي للسلاح الروسي بعد الهند والصين، فيما تعتبر موسكو أول ممول للجيش الجزائري بالأسلحة والأنظمة الحربية بنسبة تفوق 50 في المئة.
وكان الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون التقى الشهر الماضي نظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو قائلا إن "ضغوط الدول الأجنبية لن تؤثر على علاقة الصداقة بين الجزائر وروسيا".
واثني تبون على دور موسكو في تسليح بلاده في ظروف اقليمية وصفها بالصعبة جدا في إشارة إلى جهود الغرب في تسليح جارته المغرب وسعي الرباط الى تطوير دفاعاتها في مواجهة التهديدات الجزائرية على خلاف النزاع في الصحراء المغربية.
بدوره وصف بوتين العلاقات بين البلدين بـ"ذات إستراتيجية خاصة" مشيرا الى حجم التعاون العسكري والاقتصادي التاريخي والاستراتيجي بين البلدين في ظل تغيرات جيوسياسية هامة في العالم.
ورغم ان الجزائر تسعى لان تتفادى أن يسبب التقارب المتسارع مع روسيا في توتير العلاقات مع الغرب، في وقت تعوّل فيه على إبرام صفقات هامة لتزويد أوروبا بإمدادات الطاقة كبديل للغاز الروسي لكن السلطات الجزائرية تعول كثيرا على تطوير شراكتها مع القيادة الروسية.
وسيثير تعزيز التعاون النووي مع روسيا قلق المغرب التي تعتبر سياسات الجزائر في دعم جبهة البوليساريو مزعزعة لاستقرارها واستقرار المنطقة ولوحدتها الترابية.
كما سيثير هذا التعاون قلق إسرائيل التي تعتبر النظام الجزائري نظاما معاديا لها وتشعر بقلق من تقاربه مع فصائل فلسطينية ومع النظام الإيراني.
ودعت إسرائيل مرارا لاستهداف المواقع النووية الإيرانية معتبرة ان إنتاج طهران للسلاح النووي يعتبرا تهديدا لوجودها.
وكانت تل أبيب قصفت في ثمانينات القرن الماضي مفاعل تموز العراقي ابان حكم الرئيس صدام حسين.
التعاون النووي بين موسكو والجزائر يثير قلق المغرب واسرائيل

تعليقات الزوار
لا تعليقات