أخبار عاجلة

تبون يوقع شراكة استراتيجية تدخل الجزائر تحت عباءة الحماية الروسية

وقّعت الجزائر وروسيا يوم الخميس إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمّقة بعد المحادثات كما أبرما ثماني اتفاقيات تعاون شملت مجالات متعددة.. فبقصر الكرملين في موسكو وفي حضور وفدي البلدين جرت مراسم التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين الجزائر وفيدرالية روسيا من طرف رئيس الجمهورية ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
إلى ذلك جرى التوقيع على اتفاقيات التعاون الثمانية التي مسّت الطب النووي الزراعة البيئة الري والموارد المائية العدل النباتات والثروة الغابية إضافة إلى الثقافة والفنون علماً أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف عن رغبة لتطوير التعاون الثنائي في مجال صناعة السيارات.

رئيس الجمهورية: كل المجالات مفتوحة للتعاون
في المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي صرّح رئيس الجمهورية: محادثاتنا الثنائية كانت مثمرة وبناءة وسجلنا توافقاً في الرؤى والمواقف .
وأضاف: محادثاتنا الثنائية كانت مثمرة وبناءة وسجلنا تطابقاً في الرؤى والمواقف رئيس الجمهورية واتفقنا على المضي بعلاقاتنا الثنائية نحو الأمام لتكثيف وتوسيع التعاون بيننا .
وأشار رئيس الجمهورية: كل المجالات مفتوحة للتعاون بيننا وأدعو المستثمرين في روسيا للاستثمار في الجزائر معرباً عن امتنانه لتخصيص ساحة تحمل اسم الأمير عبد القادر في موسكو كما شكر الرئيس بوتين على رحابة صدره وقبوله توسط الجزائر بين الدولة الصديقة روسيا وأوكرانيا فيما يخص النزاع القائم حالياً بينهما وأكّد لنظيره الروسي أنّ هذه الثقة ستكون في محلها .
ترحيب روسي بالوساطة الجزائرية
رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعي نظيره الجزائري لدعم جهود الوساطة من أجل النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا.
وبعد أن ذكّر بأنّ الجزائر هي عضو في فريق الاتصال بالجامعة العربية حول أوكرانيا أوضح بوتين: لقد شرحت للرئيس تبون الرؤية الروسية والأسباب الأولية لهذا النزاع والملابسات المتعلقة به .
وفي السياق ذاته أفاد الرئيس الروسي أنه سيستقبل يوم السبت رؤساء الوفود من القارة الافريقية لمناقشة المبادرة التي تقدمت بها الجزائر حول تسوية النزاع الروسي الأوكراني.

تبون يشكر بوتين على قبول وساطة الجزائر
أعرب رئيس الجمهورية عن شكره لنظيره الروسي فلاديمير بوتين لقبوله وساطة الجزائر في النزاع القائم بين روسيا الصديقة وأوكرانيا مؤكدا أن هذه الثقة ستكون في محلها .
وأعرب رئيس الجمهورية عن شكره للرئيس بوتين على رحابة صدره وقبوله توسط الجزائر بين الدولة الصديقة روسيا وأوكرانيا فيما يخص النزاع القائم حاليا بينهما .
وبهذا الخصوص أكد الرئيس تبون لنظيره الروسي أن هذه الثقة ستكون في محلها .

بوتين: الجزائر تحتل الريادة بين شركاء روسيا في إفريقيا
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس بموسكو أن الجزائر تحتل الريادة بين شركاء روسيا في القارة الافريقية مبرزا ان زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى روسيا ناجحة على كافة الاصعدة وهو ما سيساهم في تطوير التعاون الثنائي.
وقال الرئيس بوتين في تصريح عقب مراسم التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين: أود ان اشير إلى أن هذه الزيارة ناجحة من كافة الاصعدة ولا شك ان ذلك يساهم في التطوير المتعدد الاوجه للتعاون الروسي الجزائري بما يخدم مصلحة الشعبين والبلدين .
وأوضح الرئيس الروسي في ذات السياق أن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس تبون جرت في جو عملي وناجح والدليل على ذلك -كما قال- الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والهادفة إلى المزيد من تعزيز التعاون في مختلف الاصعدة مبرزا أهمية اعلان الشراكة الإستراتيجية المعمقة والذي يعد وثيقة ثنائية مهمة تحدد الاولويات الواضحة للتعاون البعيد المدى .
و أكد أن العلاقات الجزائرية - الروسية تعتمد على الاحترام المتبادل للمصالح وتمتاز بتبادل المنافع وتشهد تقدما وتطورا في جو من الصداقة والاحترام المتبادل مشيرا إلى الاحتفال السنة الماضية بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

من جهة أخرى وبعد أن أعرب عن خالص الشكر لنظيره الروسي على كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال التي جعلتنا نشعر أننا في بلدنا أوضح رئيس الجمهورية أن زيارته لفيدرالية روسيا تندرج في إطار الجهود التي يبذلها بلدانا لتوطيد علاقتهما الثنائية وتعزيز ديناميكية التعاون بيننا .
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن توقيع الجزائر وروسيا على العديد من اتفاقيات ومذكرات التفاهم يعكس بوضوح طموحنا إلى توسيع نطاق التعاون معربا مرة أخرى عن ارتياحه لمستوى العلاقات بين البلدين و الديناميكية التي تطبعها خلال السنوات الأخيرة والتي سنعمل على الارتقاء بها من خلال تشجيع التبادلات الاقتصادية والتجارية وتنشيط الشراكات من أجل الاستفادة من أوجه التكامل الاقتصادي المتاحة في البلدين ومن تجرية فيديرالية روسيا في كل الميادين المفتوحة أمام التعاون الثنائي .

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

mika

mass

المغرب-روسيا: شراكة استراتيجية معمقة بين بلد صاعد وقوة عالمية الأحد, 17 يوليو, 2016 إلى 13:48 موسكو – شكلت زيارة جلالة الملك محمد السادس لروسيا في مارس الماضي بلا منازع، حدثا تاريخيا على جميع الأصعدة، مما أدى للارتقاء بالعلاقات بين المملكة وفدرالية روسيا إلى مستوى شراكة استراتيجية معمقة بفضل التوقيع على 14 اتفاقية تشمل جميع المجالات. ومنذ اعتلاء جلالة الملك عرش المملكة في يوليوز 1999، شهدت العلاقات بين البلدين دينامية جديدة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والتجاري والثقافي. وأعطى البلدان، اللذان تربطهما شراكة استراتيجية مبرمة منذ سنة 2002 بمناسبة أول زيارة رسمية لجلالة الملك لروسيا، دفعة جديدة للعلاقات الثنائية عبر الارتقاء بها إلى مستوى تطلعات الشعبين مع التوقيع في الكرملين، تحت رئاسة جلالة الملك والرئيس فلاديمير بوتين، على 14 اتفاقية للشراكة المتعددة الأشكال تهم بالخصوص مجالات الصيد البحري، والبحث العلمي والتقني، والفضاء وتكنولوجيات الاتصالات، فضلا عن السياحة والقضاء والأمن ومحاربة الإرهاب. وسبق التوقيع على البيان حول الشراكة الاستراتيجية المعمقة زيارة للمغرب قام بها الرئيس بوتين في شتنبر 2006 والتي أعطت دفعة للشراكة الثنائية. وتميزت زيارة الرئيس الروسي للمملكة حينها بالتوقيع على عدة اتفاقيات تعاون بين البلدين في عدة مجالات منها على الخصوص القضاء والصيد البحري، والسياحة، والثقافة، والاتصال، والفلاحة، والرياضة والصحة والأبناك. وهمت هذه الشراكة المربحة للطرفين أيضا جانب الحوار بين الثقافات والحضارات وتعزيز المشاورات السياسية بين البلدين على مختلف المستويات. وبفضل الشراكة الاستراتيجية المعمقة، تنسق الرباط وموسكو، اللتان يجمعهما تاريخ عريق، مواقفهما حول قضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف (ترسيخ دور الأمم المتحدة في السلم والأمن العالميين، وعدم الانتشار النووي، ومحاربة الإرهاب، والتسوية السلمية للنزاعات وغيرها). وعلى الصعيد الاقتصادي، أعطت الاتفاقيات المبرمة بين البلدين دفعة قوية للمبادلات التجارية التي سجلت ازدهارا حقيقيا بحجم يصل إلى 2,5 مليار دولار سنويا، مما يجعل المغرب ثاني شريك تجاري لروسيا في إفريقيا والعالم العربي. وبلغت قيمة التجارة الثنائية 18,06 مليار درهم في 2014 (منها 16,33 مليار درهم من الواردات و1,74 مليار درهم فقط من الصادرات)، حسب مكتب الصرف. وتمثل منتوجات الصناعة الغذائية 97 في المئة من الحجم الإجمالي للصادرات المغربية نحو السوق الروسية، في حين يستورد المغرب النفط الخام من روسيا بنسبة 78 في المئة. وإجمالا، فقد بلغت قيمة المبادلات التجارية في مجال منتوجات الصناعة الغذائية 2,6 مليار درهم في 2014. وتعزز حضور المنتوجات المغربية في السوق الروسية في السنوات الأخيرة بفضل المشاركة المتميزة للمغرب سنة 2015 في آخر دورة للمعرض الدولي للمنتوجات الغذائية “وورلد فود موسكو” الذي خول للمقاولات المغربية تقوية حضورها في أكبر سوق بأوروبا الشرقية في مجال المنتوجات الفلاحية والبحرية، إلى جانب عقد شراكات مع الفاعلين الروس. وشكلت الدورة الثانية لعملية الترويج للمنتوجات المغربية في روسيا والمهرجان الكبير للمغرب في روسيا المنظم في نونبر الماضي بموسكو، بمبادرة من المركز المغربي لإنعاش الصادرات “المغرب تصدير”، حدثا بارزا آخر استهدف الترويج للمبادلات بين البلدين. ومكنت عملية “أعمال لفائدة المستهلك” (بي تو سي) من إدراج المنتوجات المغربية في قطاعي النسيج والصناعة الغذائية في التصنيف المرجعي وتمكين المستهلك الروسي مباشرة من اكتشاف المنتوجات المغربية المعروضة والمطروحة للبيع. وفي الأفق ذاته الرامي لتوطيد روابط الشراكة والمبادلات التجارية الثنائية، يسجل أيضا نجاح العديد من الزيارات التي قامت بها لروسيا مجموعات من الصناعيين والمصدرين المغاربة لاستكشاف فرص الاستثمار والشراكة مع الفاعلين الروس. وتعد روسيا من بين الشركاء المفضلين للمغرب. وتدل الزيارات المتعددة رفيعة المستوى للقطاعين العمومي والخاص، وتنظيم المنتدى الاقتصادي الأول المغربي-الروسي في 2015 والمهرجان الكبير للمغرب في روسيا على رغبة المغرب في المزيد من تقوية مكتسباته والحفاظ على حصصه في السوق وتعزيز تموقعه عبر تنويع عرضه القابل للتصدير. ويعكس هذا الاهتمام المتزايد بالسوق الروسية أيضا فتح خط بحري، قبل أربع سنوات، يربط أكادير بسان بيترسبورغ (شمال غرب روسيا)، ميناء الربط الاستراتيجي بين أوروبا وإفريقيا. وفي المجال السياحي، يتطلع المغرب، كوجهة ذات جودة للسياحة، إلى جلب 200 ألف سائح روسي سنويا. ووفق مرصد السياحة، فإن 96 في المئة من السياح الروس لديهم انطباع إيجابي عن إقامتهم في المغرب. وتأتي جودة وتنوع عرض الترفيه والتنشيط وراحة الإيواء وتشوير المواقع في مقدمة العوامل التي تبعث على الرضى لدى هؤلاء السياح. ولا تطمح الرغبة المعلنة على مدى سنوات من البلدين للمزيد من تعزيز علاقاتهما الثنائية فقط، لتكريس مكانة المغرب كشريك من الدرجة الأولى لروسيا في إفريقيا والعالم العربي، وإنما أيضا لتعزيز مشاوراتهما السياسية على المستوى الدولي، بما يتلاءم مع الروابط التاريخية التي تجمع البلدين. وبالفعل، فمنذ عهد السلطان محمد الثالث (1757-1790) وحتى عهد جلالة الملك محمد السادس، طبعت العلاقات المغربية الروسية باستمرار روح التفاهم والاحترام المتبادل، خدمة لمصالح الشعبين الصديقين.