أخبار عاجلة

رسالة من صديق مغربي حول المحلات والدكاكين التجارية في حي واحد بمدينة الدارالبيضاء المغربية

كان تبون في إحدى مقابلاته التلفزية قد قال حينما سُـئِـَل عن انتشار طوابير المعيشة في الجزائر قال بأنه سيعمل على توفير في كل حي على صيدلية ومحل خاص بالحليب ومحل تجارة المواد الغذائية الزيت والسميد والطحين والسكر الخ الخ ... قال في حي واحد ، ونحن نسأله : كم في الحي من أزقة وكم في المدن من أحياء ؟

لي صديق مغربي نتبادل الأفكار دائما بحوار هادئ ، وعندما سمعنا معا ما قاله تبون حول تهيئ كل حي بما يحتاجه من لوازم المعيشة تَحَدَّثَ معي هذا الصديق المغربي الحميم طويلا في هذا الموضوع ، وحينما طال بنا الحديث سألته هل يستطيع أن يكتب لي رسالة بكل التفاصيل التي ذكرها لي عن الدكاكين والمحلات التجارية في الحي الذي يسكنه ، فوافق وجاءتني منه رسالة أذهلتني قررت مشاركة قرائي الكرام في مضمونها ، وقد استأذنتُ صديقي أن أراجع أسلوب بعض الجمل وبعض الكلمات فيها فوافق بصدر رحب لكنه طلب مني أن يقرأها قبل النشر فتوافقنا معا ...

 لقد اخترت لكم - قرائي الأعزاء - هذه الرسالة عن نمط العيش العام في أحد أحياء المدن المغربية وهي مدينة الدار البيضاء لأنها موجزة وباردة أي بدون حماس أو انفعال ولا إطناب في العواطف وتذهب إلى الهدف مباشرة ...

يقول صاحب الرسالة : أسكن في مدينة الدار البيضاء في حي متوسط ليس من أحياء الأغنياء ولا من أحياء الفقراء جدا ومثل هذه الأحياء هي الأغلبية الساحقة في مدينة الدار البيضاء أما أحياء الفقراء فهي قليلة مثلها مثل أحياء الأغنياء ، الحي الذي أقطنه كثيف السكان ، تتفرع من هذا الحي أزقة كثيرة لا يمكن حصر عددها ( نقول في المغرب للزقاق " الزنقة " وهو عبارة عن طريق طويل نسبيا أو منعرج بغير انقطاع غالبا ما يؤدي إلى شارع كبير ، تحف بهذا الزقاق المساكن من الجانبين وأغلبية هذه المساكن تحتها أي في الطابق الأرضي يوجد بها محلات للاستغلال التجاري في غالب الأحيان ) وفي كل زقاق من هذا الحي الواحد عدد كبير من الدكاكين ، ( للتدقيق أقول في كل زقاق وليس في كل حي ) : والدكان هو الحانوت أو المتجر ، أقول في كل زقاق عدد كثير من المحلات التجارية وأبدأ بذكر حوالي ثمانية أو عشرة وكالات للأبناك تحيط بمسكني لمختلف أسماء الأبناك وبعض هذه الأبناك لها وكالتان ( 2 ) في نفس الحي ، ويوجد قرب مسكني وكالاتان للبريد ...

 وسأعرج لذكر بقية أنواع الدكاكين والمحلات التجارية الكبرى مثل دكاكين نجارة الخشب ونجارة الألمنيوم والحدادة والمخبزات التي تبيع إلى جانب الخبز العادي وهو الذي ينتج منه صاحب المخبزة أكبر كمية أكثر من غيره لأن الإقبال عليه كبير وثمنه موحد في كل مخبزات المغرب ، بالإضافة إلى الخبز العادي هذا هناك أنواع مختلفة من الخبز مثلا : خبز القمح الصلب والقمح الطري وخبز السميد ، منه الدائري ومنه الطويل ومنه خبز قصير الطول يسمى خبز ( الصاندويش ) ، وبالإضافة إلى الخبز بمختلف أنواعه العادي وغيره نجد في هذه المخبزة أنواعا كثيرة جدا من الحلويات ، منها حلويات الفطور مثل ( الهلاليات ) يقال لها ( كرواسان ) وهذه ( الكرواسان ) فيها أنواع مثل المحشوة باللوز أو الشكلاطة أو المربى وغيرذلك ، كما نجد فيها ( حلويات الكريمة ) هكذا وجدت اسمها في كوكل الصور ) وهي كثيرة الأنواع منها بالشكلاطة ومنها بالفريز ومنها بالفانيلا وغيرها مما لا أستطيع حصر عددها ...

وتجد في الزقاق الواحد وليس الحي الواحد ما بين 2 و6 مخبزات وكلها ممتلئة عن آخرها بأنواع الخبز والحلويات التي لا يتسع المجال لذكرها ، وتفتح هذه المخبزات من الصباح الباكر إلى ما بعد صلاة العشاء بكثير، ومنذ وَعَيْتُ وأنا أشاهد تزايد هذه المخبزات ، ومن الدكاكين أيضا هناك دكاكين الجزارة وهي كثيرة جدا في هذا الحي كما في كل أحياء مدينة الدار البيضاء ففي كل زقاق ما بين 3 إلى 8 جزار لا تختفي منها اللحوم أبدا على مدار السنة صيفا وشتاءا أغلبها متخصص في لحم الغنم والبقر وأكبادها، و تجد فيها ما يسمى ( بالكفتة ) وهو اللحم المفروم بواسطة آلة لفرم اللحوم ، ونجد عددا قليلا جدا متخصص في بيع ما بقي من أحشاء الأغنام والأبقار مثل ما يسمى في المغرب ( بالدوارة ) ( الكرشة و الرئة والكبد والقلب والطحال ، كما نجد عنده رؤوس الأغنام مشوية الصوف لكنها غير مُبَخَّرَةٍ أي تحتاج إلى التبخير ، كما أن هناك من يبيع لحوم رأس العجول بالتقسيط ) والجدير بالذكر أن هذا النوع الأخير من اللحوم الإقبال عليه قليل ، كل ما ذكرت يوجد في زقاق واحد ومثلها وأكثر منها في الأزقة الأخرى من الحي ...

ومن الدكاكين دكاكين خاصة ببيع الدجاج ، وكما يريد الزبون فإن أراد دجاجة كاملة يتم وزنها وذبحها أمامه وإزالة ريشها بواسطة آلة لسلخ الدجاج من ريشه والزبون يرى دجاجته بعينيه وهي تتنظف وتُغْسَل مرارا وتكرارا بمياه الصنبور مباشرة وليس في إناء كبير ، وأغلبية الزبائن يحملون معهم الدجاج كاملا غير مقطع إلى أجزاء وهناك فئة من الناس وخاصة النساء اللائي يخترن تقطيع الدجاج حسب رغبتهم وكيفما أرادوا ذلك ويقوم بعملية التقطيع صاحب دكان بيع الدجاج غير المذبوح ، انتشرت دكاكين بيع الدجاج الأبيض أو كما يقال في المغرب ( الدجاج الرومي مقابل دجاج البادية الذي يسمى الدجاج البلدي ) قيل لي لقد انتشرت دكاكين الدجاج الأبيض منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي وكان الإقبال عليها في البداية ضعيفا جدا ، أما اليوم فقد أصبح الدجاج الأبيض ينافس اللحوم الحمراء لأن ثمنه مناسب جدا مقارنة مع اللحوم الحمراء ، وبذك الدجاج لا أنسى ذكر لحوم الديك الرومي يسري عليها ما يسري على الدجاج ولحوم الديك الرومي أرخص ثمنا من الدجاج ، ولا يمكن أن أنسى دكاكين بيع أنواع السمك الطري المغطى بالثلج وأنواع السمك كثيرة جدا ...

وتنتشر في أزقة هذا الحي دكاكين البقالة كما نسميها في المغرب ( الحانوت ) وربما تشكل دكاكين البقالة هذه ما بين 40 إلى 50 % من جميع أنواع دكاكين أزقة هذا الحي ، و تجد في الزقاق الواحد عددا لا يحصى من دكاكين البقالة ، ودكان البقالة هو الذي يبيع جميع مواد التموين اليومي من السميد بأنواعه والدقيق بكل أنواعه وجميع أنواع المعجنات والزيوت بأنواعها وأحجامها من نصف لتر إلى 5 لترات من الزيت وهي كثيرة جدا ، وأعني بأنواع الزيوت أسماء الشركات ، أما زيت الزيتون فيسمى في المغرب ( زيت العود ) كذلك هو موجود بكل أنواعه طيلة السنة ، وتجد في دكان البقالة أيضا ب السكر بأنواعه والقهوة بأنواع شركاتها التي لا تحصى ، وتجد والرز والعدس والحمص الجاف والفول الجاف والبازلاء الجافة التي تسمى في المغرب (الجلبانة) أو الجلبان الجاف والفاصوليا ( اللوبية ) الجافة التي تسمى في المغرب اللوبيا البيضاء ، كما تجد عند البقال أنواع المعلبات كمعلبات الطماطم والسردين والطون وأنواع أخرى من السمك المعلب ، كما تجد عنده أنواعا عديدة من ( البيسكوي = biscuit) والسكاكر وحلويات الأطفال البسيطة ، كما تجد عنده عدة أنواع من قنينات الغاز السائل للطبخ من وزن 12 كلغ و03 كلغ وهي كثيرة العدد ويفوق أنواع شركات تعبئة الغاز في المغرب 30 شركة موزعة على تراب المملكة ، كما تجد عنده جميع أنواع العجائن ، كما تجد عند البقال جميع مواد التصبين والنظافة عامة مثل الصابون بكل أنواعه وكذلك صابون آلات التصبين ( الغبرة أو السائل ) وهي كثيرة الأنواع كما تجد عنده ما يسمى ( papier hygiénique ) وهو كثير الأنواع والأحجام ، وتجد عنده ِ ( حليب الغبرة ) الذي ينفر منه المغاربة ولا يستهلكونه بتاتا لأنهم اعتادوا تناول الحليب اليومي الطازج الذي تنتجه بعض الشركات وعدد لا يحصى من التعاونيات المنتشرة في المغرب من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب وهي تعاونيات خاصة بتربية الأبقار الحلوب تستفيد من مساعدات الدولة المالية والتقنية خاصة آلات عصرية لحلب الأبقار ، وبخصوص الحليب والياوورت هناك ملاحظة لا بد منها وهي أنك تجد صاحب الدكان قد وضع في باب دكانه ثلاجتين أو ثلاثة على الأقل حسب شركات الحليب والتعاونيات التي اختار التعامل معها لكن كل شركة للحليب ومشتقاته تمنع على صاحب الدكان أن يضع نوعا آخر من الحليب والياوورت وغيرهما في ثلاجتها التي أعطتها مجانا لصاحب الدكان ، ونفس الشيء بالنسبة للمشروبات الغازية ممنوع على صاحب الدكان أن يضع نوعا من المشروبات الغازية في غير الثلاجة التي تحمل اسم الشركة باللغتين العربية والفرنسية ، وتجد هذه الثلاجات مملوءة بالحليب الطازج الذي يسميه البعض الحليب اليومي وهو حليب الشركات والتعاونيات التي تربي الأبقار الحلوب والتي توزع حليبها الطازج الحقيقي يوميا على الدكاكين منذ الصباح الباكر ، ولا يمكن أن أغفل ذكر دكاكين تسمى في المغرب ( المَحْلَبَاتْ جَمْعُ مَحْلَبَةٍ ) وهي خاصة بالحليب والجبن والزبدة ( البلدية ) أي الزبدة المستخلصة من الحليب الرائب وبعضهم يسميه اللبن الرائب وَزَبَدُهُ لذيذ لأنه يميل إلى الحموضة وهو ليس كالزبد الذي تنتجه شركات الحليب أو التعاونيات الكبرى ، وتتميز هذه ( المحلبات ) بِتَـفَـنُّـنِهَا في العصائر بالحليب أو بدون حليب ، وعصير المحلبة يتهافت عليه الشباب قبل غيرهم ، وأنوع هذه العصائر كثيرة أشهرها ( الباناشي ) ) panachée ) وهو خليط الفواكه المطحونة في جهاز عصير الفواكه ، والزبون يختار أي نوع من الخليط المفضل عنده لأنك تجد عند صاحب ( المحلبة ) كل أنواع الفواكه مثل البرتقال ولافوكا و التفاح والفريز واللوز والجوز والموز والكيوي والزبيب والتمور وجميع أنواع المكسرات وغيرها والتي لايمكن حصر عددها ، وظهرت في المغرب موضة جديدة في خليط العصائر تسمى ( زعزع ) [ يمكن للقارئ أن يبحث عن زعزع في اليوتوب ليرى بعينيه أنواع زعزع فيكفي أن تكتب أنواع عصير زعزع المغربي ] وكل محلبة متخصصة في نوع من ( زعزع ) لكنها تتفق كلها في مكونات هذا العصير لأنها كلها من الفواكه والمكسرات إلا أن بعضهم يضيف إليها التمر أو العسل وآخر يضيف نوعا من الكريمات أو الياوورت وهكذا وكلها حلال في حلال ، وبجانب المحلبات ظهرت دكاكين تخصصت في نوع من الخبز يصنع من السميد يسمى ( الحَـرْشَة ) تدهن بالعسل مع الجبن الطري المثلث الشكل مع كؤوس الشاي بالنعناع يتناولها الزبون في عين المكان ، وتنتج دكاكين ( الحرشة ) هذه الفطائر التي تسمى في المغرب ( المسمن ) بالإضافة إلى الإسفنج المغربي الذي وجدت أن اسمه في الجزائر ( الخفاف الجزائري) ، ولا يجب أن أنسى دكاكين الخضر الموزعة في الزقاق الواحد وتبيع الخضر والفواكه ولا يمكنني حصر كل أنواع الخضر التي تتوفر فيها : فيوجد فيها رسميا وعلى طول السنة الطماطم والبصل والبطاطس والجزر واللفت والقرع الصغير (les courgettes ) والقرع الأحمر الكبير الحجم يستعمل في الكسكس المغربي عادة ، والقرنبيط (les choux fleure ) والملفوف (les choux ) ، والسلاوي وهو نوع من القرع الأخضر والباذنجان وبعضهم يسميه البادنجال باللام ، وتظهر بعض الخضر في موسمها الخاص بها مثل البازلاء أو الجلبانة بالمغربية والفاصوليا تسمى في المغرب باللوبيا الخضراء تمييزا لها عن اللوبيا البيضاء الجافة المصنفة مع القطاني ، ومن الخضر الموسمية السفرجل والقلقاس كما يسميه المصريون ويسمى بالعامية المغربية ( البطاطا القصبية ) ، لكن بعد ظهور فلاحة البيوت المغطاة بالبلاستيك والمزروعة بأنابيب التنقيط المائي لم تعد هناك خضر موسمية فتكاد تكون كل الخضر موجودة في دكاكين الخضر على مدار السنة ....

ويوجد في أزقة الحي دكاكين كبيرة تسمى ( المطاحن ) التي تطحن حبوب القمح الصلب والقمح الطري والشعير والذُّرَة لأن بعض الناس يفضلون شراء الحبوب من مكان بيع الحبوب والقطاني بالجملة ، و بعد غسل هذه الحبوب وتنقيتها من الشوائب والحصى الصغير وبعد أن تجف تحت أشعة الشمس يحملونها في أكياس إلى المطحنة المذكورة ، وهذه المطاحن منتشرة بكثرة في حي واحد لأن هناك من الناس من لا يزال يفضل تناول الخبز المعجون في البيت وهم بالعدد الكثير وهذا يطرح علينا سؤال أين يتم طهي هذا الخبز المعجون في المنزل ؟

 الجواب : هناك في كل حي مجموعة من الأفرنة ( البلدية ) أي فرن يقصده الساكنة التي تعجن الخبز في المنزل وتجعله على شكل ( خبزة دائرية ) تسمى ( الخبزة ) ولا يكاد يخلو حي من عدد وفير في أزقته من هذه الأفرنة البلدية التقليدية ، وقد تجد في الزقاق الواحد عدة أفرنة ( بَلْدِيَّة) رغم أن بعض المصانع صنعت أفرانا منزلية لطهي الخبز والحلويات بنفس طريقة الفرن التقليدي وتعمل بالغاز لكن الساكنة تفضل التقليدي على العصري لأن التقليدي يعمل به رجال متخصصون في رعاية الخبز والحلويات داخل الفرن حتى يستوي تماما ..(

ملاحظة : بَلْدِي هي نسبة إلى البلد أي ليست أجنبية وليس نسبة للجماعة الحضرية أو المجلس المحلي ) ..

ويمكن أن أنتقل إلى مجالات أخرى مثل الطب فقد انتشرت ظاهرة كثرة الأطباء في مثل الحي الذي أسكنه وخاصة الطب العام وأطباء الأسنان فهم بالكثرة التي تدعو للاستغراب ففي كل زقاق من أزقة الحي عدد كثير من عيادات الطب العام وطب الأسنان و قد كانت في الماضي عيادات الأطباء الاختصاصيين في أجهزة بعينها مثل جهاز التنفس أو الجهاز الهضمي أو أمراض القلب توجد في قلب مدينة الدالر البيضاء أما اليوم فقد بدأت تظهر في الأحياء عيادات متخصصة في أمراض العيون وأمراض القلب وضغط الدم والجهاز الهضمي و جهاز التنفس ، وأظن أن سبب انتشار هذه العيادات الخاصة في حينا ربما يعود لارتفاع تكاليف شراء أو كراء العيادة في وسط المدينة لذلك اتجه الشباب المتخرجون حديثا إلى اقتناء أو كراء عيادات في مثل هذه الأحياء الشعبية ، وبذكر الأطباء لا يمكن أن نغفل ذكر الصيدليات التي تغزو هذه الأحياء بكثرة بل قد تنتشر في الزقاق الواحد ، خاصة وأن كثيرا من الناس عندما يشعرون بألم ما فهم يتوجهون إلى الصيدلي ليعطيهم الدواء المناسب دون حاجة إلى وصفة الطبيب ، والصيدليات في الحي الذي أقطنه يحيطون بمنزلي في كل اتجاه نظرا لكثرة المتخرجين من كليات الطب المغربية ، هذا دون أن أنسى دكاكين التصبين أي تصبين الملابس وكيها وبالعامية المغربية ( بعد تصبين الملابس لابد من تصليحها أو تحديدها ) وتسمى ( المصبنات ) ، كما لا يمكن أن أنسى انتشار دكاكين نسميها ( الدروكري drogueries ) وهي محلات خاصة بالأدوات الحديدية مثل الأقفال وكل لوازم الحمامات وكذلك أنواع الصباغة والحنفيات (robinets les ) والأنابيب الحديدية والبلاستيكية والمصابيح ومختلف الأسلاك الكهربائية وكل ما يتعلق بالملحقات اللازمة للمنازل ، ويوجد كذلك في الزقاق الذي أسكنه عدد من محلات صناعة الجبص ونقشه ، كما يوجد حوالي مسكني عدد من الحلاقين ( أي حرفة حِلاقة الشعر ) والتزيين للرجال والنساء ...

ولايمكن أن أختم رسالتي هذه دون ذكر محلات المحامين التي لم تعد فقط بجوانب المحاكم بل أصبحت منتشرة في الأحياء لأن المحامين يعثرون على المتقاضين في ممرات المحاكم ، ولا يمكن إغفال ذكر الموثقين (notaires les ( فهم كذلك أصبحوا موزعين في الحي الواحد وبعدد لافت للأنظار ، وكذلك العدول أي المكلفين بتحرير رسوم الزواج والطلاق والإرث وتلقي الشهادات وتحرير الوكالات العدلية الشرعية وأعني أن يكلف شخص آخر لينوب عنه شخصيا إما في بعض القضايا وهذه تسمى وكالة ( محددة ) أي محصورة في النيابة عن الشخص في قضية معينة فقط لا غير ، وهناك ( الوكالة العامة ) أي أن ينوب شخص عن آخر في كل القضايا بدون استثناء من أكبر قضية هي بيع وشراء العقارات إلى أصغر عملية كاستلام الرسائل المضونة باسمه ..

كل ما ذكرت من مهن أو حرف أو مختلف أنواع المحلات التجارية أو الطبية وشبه الطبية مثل العلاج الطبيعي kinésithérapie ) ( ، و محلات صناعة الأفرشة وبيع الآلات الالكترونية كلها تحيط بمسكني ولا تبعد عن منزلي إلا ببضعة عشرات الأمتار ومنها ما هو تحت المنزل مباشرة أو قريبة جدا جدا منه ...

وكدت أنسى دكاكين بعض الحِرَف مثل الخياطة التقليدية والعصرية للنساء والرجال وهي كثيرة وكذلك محلات بيع الألبسة الجديدة والأحدية الجديدة لأن أصحابها قد تخلصوا من الأماكن الخاصة بها وانتشروا في الأزقة والأحياء ، ولا أنسى ذكر الحمّامات التي تحيط بمسكني خاصة وأنه غالبا ما يكون حمام بقرب كل مسجد والمساجد في أحياء مدينة الدار البيضاء لا تحصى منها العتيق ومنها الحديث البناء ، ومعلوم أنني أقتصر على ذكر ما هو في الحي الذي أقطنه أما الحديث عن حضارة العمارة بمدينة الدارالبيضاء فتحتاج إلى مجلدات وليس رسالة ..

وهناك محلات لتجارة الأفرشة والأغطية والمقاهي حتى أنه يشاع في مدينة الدار البيضاء قولٌ يردده الناس ( بين المقهى والمقهى هناك مقهى ) ... أرجو أخي سمير كرم أن أكون قد أعطيتك فكرة عن الحي الذي أقطنه بمدينة الدالر البيضاء وبالخصوص الزقاق الذي أسكن فيه ، وشكرا على إتاحة هذه الفرصة لي ليعرف إخواننا في الجزائر هل هناك فرق بين ما ذكرتُ لهم أم يوجد نفس الشيء في الأحياء الجزائرية والمغربية خاصة خطاب تبون الذي اثار استغراب العالم حينما قال : " قال حينما سُـئِـَل عن انتشار طوابير المعيشة في الجزائر قال بأنه سيعمل على توفير في كل حي على صيدلية ومحل خاص بالحليب ومحل تجارة المواد الغذائية الزيت والسميد والطحين والسكر الخ الخ ... " وهذا فظيع إن كان الرئيس ينزل لهذا المستوى ليتحدث عن فتح صيدلية ومحل خاص بالحليب ... هذه مصيبة . وشكرا ... صديقك المغربي .( انتهت رسالة صديقي المغربي ).....

لن أعلق على كلام صديقي المغربي ولن أقارن بين ما ذكر وما نعيشه في الجزائر من الطوابير المخزية ...

سمير كرم خاص للجزائر تايمز

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات