أعلن عدد من شباب مدينة الزاوية الواقعة غرب ليبيا قرب العاصمة الليبية طرابلس دخولهم في عصيان مدني شامل على خلفية مقاطع فيديو متداولة لـشباب يتعرضون للتعذيب على يد مرتزقة أفارقة داخل مقر إحدى الميليشيات.
وتجمع الشباب أمام مقر مديرية الأمن في المدينة فجر الخميس، حسبما ظهر في مقطع فيديو متداول وقام أحدهم بإلقاء بيان تضمن مطالبهم.
وطالب البيان، بإيقاف المجلس البلدي وأعضائه ومحاسبتهم، وإجراء انتخابات بلدية جديدة، وإيقاف مدير أمن الزاوية ومثوله أمام القضاء، وإنهاء ظاهرة السيارات المسلحة والمصفحة بشكل نهائي من المدينة، ونقل المقرات العسكرية خارجها.
وطالب الشباب بإلغاء ما سموه بـالشرعية غير القانونية الصادرة من وزارتي الداخلية والدفاع، وإيقاف القوة الأمنية المشتركة الحالية وإعادة تشكيلها، وإلقاء القبض على المرتزقة الأفارقة التابعين للعصابات والأجهزة الأمنية ومداهمة أوكار الهجرة غير الشرعية.
كما تضمنت المطالب أيضاً ضبط جميع المجرمين المتورطين في عمليات القتل والمتورطين في الجرائم الجنائية، ومداهمة أوكار تهريب الوقود ومنع بيعه على طريق الساحلي وداخل المدينة وإغلاق المحطات غير المرخصة نهائياً، ومحاسبة أصحاب محطات الوقود الذين أسهموا في إقفال محطاتهم وبيع طلبياتهم للمهربين، وتفعيل جهاز مكافحة المخدرات ومداهمة أوكار بيع المخدرات.
ودعوا أيضاً إلى تجريم السحرة وكل من يتعامل معهم وإصدار قانون ينص على تجريمهم، وتشكيل لجنة بأسرع وقت ممكن من الأجهزة الأمنية المشهود لها بالكفاءة والنزاهة تكون تحت توقيع مشايخ قبائل الزاوية لرفع الغطاء الاجتماعي عن المجرمين .
وشهدت مدينة الزاوية احتجاجات شعبية أمس الخميس إثر تداول مقاطع الفيديو، وظهر في المقاطع التي تداولتها صفحات نشطاء بالمدينة على نطاق واسع مشاهد تعذيب وضرب وجلد لعدد من الشباب وتوجيه السباب لهم .
وتداول نشطاء أنباء حول مقتل أحد الضحايا على يد معذبيه الذين خطفوا أخيه أيضاً، فيما قطع عدد من الشباب الطريق الساحلي في نقطة مروره بالزاوية، وفق ما بدا في مقطع متداول آخر.
وقام عدد من المتظاهرين الغاضبين بغلق صمامات مصفاة الزاوية فجر الخميس، كما احتشدوا أمام المديرية مطالبين بإقالة مدير الأمن، وطردوا من المكان سيارات مسلحة، معلنين دخولهم في عصيان مدني احتجاجاً على تفشي الجريمة في المدينة، وفق مصادر خاصة .
وتفاعل عدد من المدونين مع الأحداث، حيث أكد بعض المدونين أن ما يحدث في الزاوية ليس بجديد، حيث إن المدينة تشهد تردياً كبيراً في الوضع الأمني والوضع فيها أصعب من مدن أخرى لأنها أصبحت مصدر رزق للتشكيلات الإجرامية التي ترتكب الانتهاكات فيها.
فيما احتج آخرون من أن يقع الشباب الليبيون من أبناء المدينة ضحايا على يد وافدين أفارقة الذين يتباهون بأفعالهم ويرسلون المقاطع لبعضهم؟ داعين إلى تحرك شعبي لوضع حد لتلك المهزلة .
وحمّل بعض المدونين مديرية الأمن والمجلس البلدي المسؤولية الأولى عما يحدث في المدينة إضافة إلى المجموعات المسلحة بها، داعين إلى عدم تسييس الحراك الشعبي أو جعله يتبع أي جهة والتأكيد أن هذا الحراك من أجل الإصلاح فقط وضبط المجرمين المتورطين في عمليات التعذيب.
و في 24 من نيسان/ أبريل اندلعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مدخل مدينة الزاوية الواقعة غرب ليبيا وتحديداً بالقرب من جزيرة القنودي وطريق الصقوري وذلك ليل الأحد واستمرت حتى الصباح . وتزايدت حدة الاشتباكات الدائرة على خلفية تصفية الشاب عبدو زعيط منذ يومين أمام مصحة الرويال، وسط أجواء متوترة ومشحونة بين العائلات المسلحة وتساقط عشوائي للقذائف على المنازل.
واندلعت المواجهات المسلحة فجر الإثنين الماضي بين كتيبة «الإسناد الأولى» التابعة لمديرية أمن مدينة الزاوية، وفرع «جهاز دعم الاستقرار» بالمدينة التابع لوزارة داخلية حكومة الوحدة الوطنية، إثر خلاف بين مسلحين، انتهى بمقتل أحدهما، وهو ما دفع عناصر كتيبة الإسناد الأولى إلى مهاجمة تمركزات جهاز دعم الاستقرار.
ووفقاً للمصادر المحلية فقد قام ارحيم باختطـاف أمير زعيط شقيق عبدو، وتسليمه لقوات الردع.
وأفادت مصادر تابعة لجهاز الإسعاف والطوارئ، بمقتل أربعة مواطنين، من بينهم شقيقان، استهدفتهم قذيفة سقطت على منزلهم، أدت إلى إصابات مباشرة ما أدى إلى وفاتهم عقب نقلهم إلى أحد المستشفيات، فيما أكدت مصادر متطابقة أن العدد الاجمالي للضحايا أربعة قتلى إضافة إلى جرحى. ووثقت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي حدّة هذه الاشتباكات، حيث تم استخدام إطلاق قنابل يدوية وقذائف صاروخية من الجانبين، بينما شوهد تصاعد دخان كثيف بين المباني.
وناشد الهلال الأحمر الزاوية وجهاز الإسعاف والطوارئ الأطراف المتقاتلة في الزاوية بضبط النفس وتغليب صوت الحكمة ووقف الاشتباكات حتى إجلاء كل العائلات المحاصرة في بيوتها.
تعليقات الزوار
لا تعليقات