أخبار عاجلة

ديفيد هيرست يصف قيس سعيد بالدكتاتور

علق الصحفي البريطاني، ديفيد هيرست، على الوضع الذي آلت إليه تونس تحت حكم الرئيس قيس سعيد، وأكد أنه في الوقت الذي كان من المتوقع أن تكون تونس، وهي مهد الربيع العربي، منارة للتغير السلمي في الشرق الأوسط، أصبحت في غضون سنة ونصف قطبا جاذبا لليمين المتطرف بعنصريته ضد المهاجرين، والاستبداد ضد المعارضين والحكم الفردي بعيدا عن كل المؤسسات الديمقراطية الوسيطة.

قيس سعيد يقضي على الديمقراطية التونسية
أصبحت الديمقراطية في تونس، بعد أكثر من 11 عاما على اندلاع موجات الربيع العربي وسقوط نظام الديكتاتور السابق زين العابدين بن علي، مهددة بشكل وجودي في ظل حكم قيس سعيد، يقول الصحفي البريطاني “ديفيد هيرست” في مقاله المنشور عبر موقع “ميدل إيست آي” الذي يرأس تحريره.

وتساءل هيرست: “هل سيسمح التونسيون لأنفسهم بأن يصبحوا عبيدا مرة أخرى لحاكم مستبد يجلس داخل قصر قرطاج؟”.
وأضاف: “لقد انقلبت تونس رأساً على عقب. كل ما مثله هذا البلد الصغير قبل عقد مضى بات اليوم مقلوباً. حينذاك، تفاخر جيشها ‏بأنه لا يتدخل في السياسة ولا في الأعمال، أما اليوم فالجيش لديه من ضباطه وزيران داخل الحكومة، أحدهما يحمل حقيبة الصحة والآخر يحمل حقيبة الزراعة، ‏ويضع يده على مساحات واسعة من الأرض”.

كما لفت الكاتب البريطاني المتخصص في الشؤون السياسية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أنه “قبل عقد مضى كانت في تونس حكومة ائتلافية وأحزاب سياسية تخلوا عن السلطة طواعية، وكان فيها دستور يضمن الفصل الأساسي في السلطات بين الحكومة والبرلمان والمحاكم. كان رؤساء الوزراء يتمتعون ‏بصلاحيات لا يتمتع بها الرؤساء، وكانت تنظم انتخابات دورية بنسب إقبال تضفي صدقية على النتيجة”.
لكن ومنذ 25 يوليو/تموز 2021، عندما استولى قيس سعيد على كل السلطات بعدما أغلق البرلمان وعزل رئيس الحكومة ووضع يده على القضاء، أصبحت تونس تحت حكم الرجل الواحد هو قيس سعيد، “رئيس بصلاحيات لا حدود لها، ولكن بشرعية صفر” على حد قول ديفيد هيرست.
هناك أمل لو اجتمع التونسيون ضد دكتاتورية سعيد
كما يصف “هيرست” ما حدث في تونس منذ انقلاب سعيد في 2021 وحكمه لتونس منذ تلك الفترة، بأنه “عبارة عن حادث مروري بالسرعة البطيئة، ولكن لن يضيع كل شيء لو أن التونسيين اجتمعوا”، على حد قوله.

الكاتب البريطاني عبر كذلك عن التناقض الصارخ الذي أصبحت عليه سياسات الدول العربية منذ ثورات الربيع العربي قائلا: “كم تبدو الأمور غريبة بعد مرور عشر سنين على سحق انتفاضات الربيع العربي.وها هي المملكة العربية السعودية، الممول الرئيسي للانقلاب في مصر عام 2013، تقف من القاهرة على طرفي نقيض، والبلدان يشتبكان في حرب إعلامية شاملة”.

“وها هي الإمارات العربية المتحدة ترفع الحظر الذي كان مفروضاً على الجزيرة القطرية وعلى المواقع الإخبارية التي تمولها دولة قطر. وتتجاوب الجزيرة مع ذلك بجعل محتواها الخاص بأبوظبي ودبي أكثر ودية. وها هي تركيا تحصل على استثمارات بقيمة 10 مليار دولار من الإمارات، وبقيمة 5 مليار دولار من السعودية”، يتابع هيرست.
إلا أن الأغرب من ذلك على حد قول ديفيد هيرست “هي تونس، وهي التي كانت قبل عقد من الزمن ليس فقط الشرارة التي أطلقت الثورات، بل وكذلك منارة للتحول السلمي من الدكتاتورية إلى الديمقراطية، وها هي اليوم تدار من قبل دكتاتور رديء. وأقصد بكلمة رديء أنه شخص يجعل دكتاتوراً مثل بورقيبة أو مثل زين العابدين بن علي يبدوان متزنين بالمقارنة به”.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات