مع بدء العد التنازلي لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي تستضيفها ولاية وهران غربي الجزائر من 25 جوان إلى 5 جويلية المقبلين، رافق كشف اللجنة المنظمة عن ملصقة "أفيش" الألعاب جدل في الجزائر، صبّت في مجملها حول انتقاد شكل ومضمون الملصقة، واعتبارها مسيئة لوهران مدينة التاريخ والفن، بينما ذهب آخرون إلى إطلاق تفسيرات وقراءات سيميولوجية لها.
دقائق فقط بعد الكشف عن ملصقة ألعاب البحر المتوسط في دورتها الـ 19 على الصفحة الرسمية لهذه التظاهرة على فايسبوك، كانت كافية لتتلقى اللجنة المنظمة "سيلا" من الانتقادات اللاذاعة بسبب الملصقة التي رآها البعض دون روح ولا تعكس تراث وتاريخ وهران التي تعاقبت عليها الحضارات، وكانت ولا تزال موطنًا للفن والجمال والثقافة، في حين استحسن بعضهم التصميم.
انتقادات
نشطاء على منصّات التواصل الاجتماعي بالجزائر، عبرّوا عن استيائهم وغضبهم من مضمون وشكل "الأفيش"، حيث وصفه بعضهم بـ"الفضيحة" بعد أن ورد خطأ لغوي في كلمة الأبيض من جملة البحر الأبيض المتوسط، وكتب "الأبيظ" بالإشالة على حرف الضاد في نهاية الكلمة. قبل أن يستدرك القائمون على تصميم الملصقة الخطأ وتصحيحه.
هنا، علّق المخرج السينمائي سليم حمدي معلقًا على الخطأ الواراد في الملصقة: "الاكتظاظ، والطفولية، والسهل المتاح، انعدام الذوق والاحترافية، والله لو كنت غير جزائري، ولم احتك في حياتي المهنية بعشرات الفنانين التشكيليين، ولم أطلع على العشرات من التحف الفنية العالمية التي أبدعها فنانون تشكيليون جزائريون، عرضت ومازالت تعرض في أرقى المتاحف العالمية لأنكرت وجودكم أصدقائي".
في هذا السياق، تساءل حمدي إذا لم تستعن الجزائر بفنانيها الذين أثبتو وجودهم في الساحة العالمية في مثل هذه التظاهرات، فما جدوى النجاح في المجال الفني؟.
من جهته،قال الناشط تيطواني الحاج حول الملصقة: "بداية متعثرة، ملصقة بلا هوية، بلا رؤية وبلا فنيات"، قبل أن يتساءل أين الجزائر من كل هذا؟"، وتابع تيطواني قوله: "إلى الآن، تسويق إعلامي سيئ جدًا للتظاهرة الرياضية".
بدوره، علّق الناشط صلاح الدين رزيق قائلًا: "ملصقة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران2022، بؤس وإفلاس وانعدام أيّ حسّ فني أو مهني في إعطاء الصورة الحقيقية لهذه الألعاب ومدينة وهران خاصّة والجزائر عامة".
وتابع قوله: "قراءتي للملصق يُظهر وهران تبدو كجزيرة تغرق والجميع يحاول الفرار في كل الاتجاهات"، وفي السياق ذاته كتب الناشط إيسازو سعد أنّه "عندما تقلب الصورة، كأنّ مدينة وهران مدينة إسبانية مسيحية كاثوليكية، لا وجود لمعالم وهران الفينيقية العربية العثمانية الإسلامية".
وأضاف سعد: "لا وجود لمقام الولي الصالح سيدي الهواري ولا للحيّ العتيق ولا مسجد حسن باشا بمعنى وهران مدينة أورو- مسيحية، بصراحة لقد تمّ طرد أولاد وهران من تنظيم هذه الألعاب وتمّ تعويضهم بأناس الكل يعرف انتماؤهم وإيديولوجيتهم".
وأشار إلى أنّه يقول ذلك بكل حرقة، وهناك إقصاء وظلم كبير وقع في حقّ أولاد وهران، كفاءات شابة، والغرب عامة، وبحقّ تاريخ وأصالة المدينة، جهوية وعرقية مقيتة، العمل على تمزيق المدينة وإظهار كل ما له علاقة بالوجود الإسباني والفرنسي والمسيحي وحتى اليهودي".
دعم ومساندة
في مقابل ذلك، دافع نشطاء عن الملصقة ودعوا إلى مساندة المنظمين لإنجاح هذه التظاهرة الرياضية المتوسطية، حيث كتب الإعلامي والبرلماني السابق سمير شعابنة في منشور أرفقه بأفيش الألعاب: "وهران في القلب، هذه الملصقة الخاصّة بألعاب البحر الأبيض المتوسط الـ 19 بالباهية وهران".
وأردف شعابنة قائلًا: "كل المساندة والتشجيع لانجاح هذا العرس المتوسطى بعاصمة غرب البلاد وكلّ التمنيات للفرق الوطنية للرياضات الفردية والجماعية بالفوز والظفر بميداليات ذهبية".
وذهب الكاتب محمد جعفر في طرح شعابنة قائلًا: "بصراحةراقني التصميم جدًا، ولا أجد فيه أي مشاكل بصرية"، وأضاف: "على الأقل أفضل من أفيش مهرجان (كان) الذي يبدو وكأنه مسروق من الواجهة التي تقدم الطقس في الهواتف الذكية".
من جهته، دعا الصحافي بلال كباش "منتقدي الملصقة" إلى التوقف عن ما أسماه الترويج السيء لألعاب البحر المتوسط، وقال: "الرجاء من بعض الزملاء التوقف عن الترويج السيء لألعاب البحر الأبيض المتوسط، هذه مناسبة كبيرةٌ لبلادنا وليست عرس شخص أو جماعة، على حد تعبيره.
وتابع كباش في منشوره المرفق بصور سياحية لوهران قائلًا: " الأخطاء ممكن أن تكون وهذا أمر وارد جدًا، لكن في النهاية يجب المساعدة على إعطاء صورة جميلة لبلادنا، نعمل من خلالها على تحسين ما تم إفساده عمدًا من قبل، نبتعد عن السودوية، مرحبًا بجميع الشعوب في وهران الجميلة".
يشار إلى أن الطبعة الـ19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران من 25 حزيران/جوان إلى 5 تموز/جويلية بمشاركة أكثر من 4500 رياضي في 24 اختصاصًا.
تعليقات الزوار
أي ألعاب
انسحبت إيطاليا، فرنسا،اسبانيا، تونس والمغرب في طريقها للانتحار أيضا ماذا بقي من بلدان المتوسط، زيدوها على القمة العربية ، دولة فاشلة على جميع الواجهات