التحجج بالخوف من التعثر بالفشل. الذى استندت علية الجزائر. وانتهى بها الى عدم القبول بما طُرح عليها بشأن مبادرة حول ليبيا. لا يجب – في تقديرى – المرور علي هذا الحدث كيف ما اتفق. لان التملص الجزائرى عن تبنى تدويل الحالة الليبية عبر مؤتمر دولى يعقد في الجزائر. كما جاء واشيع عن طلب حكومة السيد عبد الحميد ادبيبة. الذى توجه به لمن بيدهم القرار بالدولة الجارة. لا يقل مضمونه في شيئى عن رفض مهذب لتبنى عقد مؤتمر حول ليبيا على ارضهم. وقد تُؤكد هذه القراءة للموقف الجزائرى. في عودة من بيدهم القرار بالدولة الجارة. للقول وفى ذات الشأن. بانهم لن يتبنوا مبادرة سياسية جديدة تزيد من التشويش على الحالة الليبية.
لأن ذهاب الجزائر في غير هذا الاتجاه – وبمختصر القول – ما من شيئى ستجّنيه ماديا او معنويا من خلال عقد المؤتمر على ارضها.. ولكن هل ما دفع بالجزائر – واستناد على قاعدة الربح والخسارة – نحو التحجج بالخوف من الفشل هو البحت عن دريعة للتملص مما لا تريده. وهو في وجه من وجوه مُباركة ضمّيه للخطوة الليبية – ليبية التى تمكنت من كسر ثنائية شرق البلاد غرب البلاد. التى يتغدى عليها التأزم الليبيى , والذى قد وصلت به في بعض مراحله الى الاقتتال بين الاخوة في الوطن.
وهل رأت الجزائر في التقارب الليبيى خطوة في اتجاه تفكيك التأزم الذى يعصف بالحالة الليبية. والذى قد يتسرب وينّقل عبث خرابه دماره الى دول الجوار الليبيى ان دام على حالة. وهل ورأت الجزائر في الخطوة الليبية – ليبية والتى انتهت الى تكليف جسم يتمثل في حكومة الاستقرار الوطنى. ليتولى معالجة المُعضلة الليبية. بادرة قد تتوج مجهوداتها إن دُعمت بمساندة محيطها الجغرافى. من إمكانية احتواء التأزم والذهاب به نحو امن واستقرار ووئام بين الليبيين. وفى هذا ابعاد ليبيا عن ان تكون بؤرة للتوتر والقلاقل في محيطها الاقليمى وحوض المتوسط.
وهل مفردة (التشويش) التى جاءت على لسان من بيدهم القرار بالجزائر. في قولهم. بانهم لن يتبنوا مبادرة جديدة تزيد من التشويش على الحالة الليبية. قد جاءت من خلال رجوع الذاكرة الجزائرية واسترجاعها لبعض الصفحات من تاريخ كفاح جبهة التحرير الجزائرية في ماضيه القريب. والذى قد تَشَكل وتبلور في حضن تفاعلاته. نشاط تشويشي موازى لجسم اُطلق عليه مُسمى الحَرّكيين. كان هذا الجسم قد حاكى في الماضى والى حد التماهى. ما قامت به في الحاضر الليبيى ولازالت حكومة السيد ادبيبة سليلة مؤتمر الصخيرات.
فقد كان من اُطلق عليهم مُسمى الحَرّكيين مُسّندين مدعمين بأيادى خارجية فرنكفونية. كما هو الحال مع حكومة السيد ادبيبة في هذا الان. وان اختلفت اليد الداعمة فجاءت في هذه بصيغة انجلوفونية *. وقد كان الحَرّكيين يسعوا حينها ليُشكلوا ويكونوا جسم موازيا لنشاط جبهة التحرير الجزائرية. كما تسعى في حاضرنا حكومة السيد ادبيبة. لتكون جسم موازى لمُخرجات حوار ليبيى – ليبيى المتمثل في ما تبلور على يده بحكومة الاستقرار الوطنى. وكان الحَرّكيون يسعون وبكل السبل نحو تفكيك جيش جبهة التحرير. ومن ثم يكونوا جسم بديلا عنه. كما تجتهد وتعمل حكومة السيد ادبيبة عبر تشكيلاتها المليشياوية في وقتنا الحالى. وقد طال ضرر حَرَّكيو الجزائر بلادهم كلها. وفى ما بعد ارتد عليهم انفسهم. تماما كما طال الضرر ليبيا كلها على يد كل الحكومات التى جاءت من رحم ومخاض مؤتمر الصخيرات.
واذن. فليس من المعقول ان تتخندق الجزائر المثقلة بتاريخ وطنى مُعتبر. الى صف من يُحاكى الحَرّكيين في كل شاردة وواردة من افعاله. لان في ذلك بعث للحياة في إنموذج الحركيين من جديد والسعى لتعميمه على الفضاء الاقليمى لشمال غرب اقريقيا..
وفى الخاتمة اقول. ما من سبيل لنا – في تقديرى – نتمكن به من تخطى واقعنا الليبيى المأزوم. بغير الولوج اليه عبر المُدخل الجغرافى. فمن خلال الاتكاء على الجغرافية وكذا محيطنا الاقليمى. نستطيع اعادة الوعاء الجغرافى الليبيى الى داخل فضائه الجغرافى الديمغرافى الثقافى الطبيعى. وبه نؤسس للتعاطى الموضوعى مع واقع ما نعانيه من تأزم داخل بلادنا ومحيطها الاقليمى. وايضا لكل ما يشدّنا الى دنيا التخلف وبؤس الحياة بليبيا. وبه نؤسس ايضا لأمن وسلم دوليين بليبيا واقليمها بشمال غرب افريقيا وحوض المتوسط الحيوى. انتهى.
+ + +
*كما جاء في موقف السفارة الانجليزية بطرابلس. من خلال معارضتها لمخرجات التقارب ليبيى ليبيى المتمثل في حكومة الاستقرار الوطني. وبدعمها ومساندتها لحكومة السيد ادبيبة.
تعليقات الزوار
لا تعليقات