أخبار عاجلة

ولد اعبيد يرفض المشاركة في حوار يخدم أجندة نظام محمد ولد الشيخ الغزواني

على النقيض مما توقعه الكثيرون، خرج النائب بيرام الداه اعبيد الثاني في الانتخابات الرئاسية الماضية ورئيس ائتلاف المعارضة المنافحة للنظام، بموقف متشائم من لقائه بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي شغل الرأي العام، والذي يندرج في إطار مشاورات يجريها رئيس الجمهورية مع وجوه معارضة، تمهيداً للحوار المرتقب الذي وعد الرئيس الغزواني بتنظيمه مرات عدة.
واستمر اللقاء الذي تم بمبادرة من الرئيس، أربع ساعات، وهو أول لقاء لولد الداه بالرئيس الغزواني منذ القطيعة التي حدثت بينهما قبل سنوات بعد وفاق بدأ في مستهل تولي الرئيس الغزواني للرئاسة في موريتانيا عام 2019.
وأكد ولد اعبيد أنه استعرض مع الرئيس الغزواني خلال لقائهما، ملفات عدة بينها الحوار المنتظر وتوقيته وأجندته، وقانون الأحزاب، وإصلاح الإدارة، وقضية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
وفي لقاء خاص مع قناة “صحراء 24” المستقلة، أعرب رئيس ائتلاف المعارضة المنافحة للنظام، عن رفضه المشاركة في حوار يخدم أجندة النظام”، مشيراً إلى “أنه غير متفائل إزاء الحوار المرتقب؛ وأن اللقاء الذي جمعه بالرئيس ولد الغزواني لم يزده إلا تشاؤماً”.
وأوضح بيرام “أن لقاءه الذي كان ودّياً بالرئيس الغزواني، لم يكن من أجل الاتفاق”، مؤكداً “أنه أوضح للرئيس ولد الغزواني أن الظروف اللازمة لتنظيم للحوار المطلوب لم تنضج بعد، وأن أسباب وصول الحوار المرتقب إلى النتائج المرجوة منه، لم تتهيأ لحد الساعة”.
وأوضح بيرام أنه “كسر الجليد على مستوى العلاقات الشخصية مع ولد الغزواني، لكنه أكد “أن ذلك لا يعني توافقاً في الشأن السياسي”.
كما أوضح “أن اللقاء كان بمبادرة من رئيس الجمهورية، لكنه أضاف أنه ساهم في نجاحه بقبوله التغاضي عن المعاملة البروتوكولية المذلة التي اعتاد الرئيس أن يقابل بها رموز المعارضة”.
وأدرج المراقبون اللقاء بين الغزواني وولد اعبيد، الأول منذ التوتر الذي أعقب الانتخابات النيابية الأخيرة، ضمن جهود الإعداد للحوار السياسي الذي دعت إليه الحكومة، في إطار سعيها إلى إشراك مختلف القوى الوطنية في مناقشة كبريات القضايا المطروحة.
وكان الرئيس قد استبق هذا اللقاء بعقد سلسلة اجتماعات مع قادة الأحزاب السياسية، حيث استقبل زعيم المعارضة حمادي ولد سيد المختار، إضافة إلى قادة الأحزاب الممثلة في مؤسسة المعارضة، كما التقى لاحقًا بزعماء أحزاب الأغلبية.
وشملت المشاورات كذلك شخصيات سياسية بارزة، من بينها مسعود ولد بلخير رئيس التحالف الشعبي التقدمي، وأحمد ولد داداه رئيس تكتل القوى الديمقراطية، ومحمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم.
وكان اللقاء الذي تم بين الرئيس الغزواني وبيرام الداه اعبيد أبرز معارضيه، محلاً لتعليقات وتحليلات كثيرة، حيث أكدت منصة “أصداء” الإخبارية الموريتانية المستقلة “أن اللقاء يعتبر تطورًا لافتًا في المشهد السياسي، خاصة أنه يأتي بعد أزمة الانتخابات النيابية الأخيرة وفي سياق التحضير لحوار سياسي شامل”.
وأوضحت المنصة “أن اللقاء يعكس رغبة جادة، في تهدئة الأجواء وإعادة التواصل مع المعارضة الراديكالية، كما يشير إلى إدراك السلطة لثقل بيرام اعبيد في الساحة السياسية”.
“وتسعى الحكومة إلى تقديم الحوار كخطوة شاملة، تضيف المنصة، لكن المعارضة تشترط ضمانات، مثل الإفراج عن سجناء الرأي ومنح التراخيص للأحزاب، ما قد يعرقل المفاوضات الجارية للاتفاق على أجندة الحوار”.
“ومع ذلك، تضيف “أصداء”، فإن اللقاء قد يكون خطوة نحو بناء الثقة إذا ما ترافق مع إجراءات ملموسة، حيث من المنتظر أن تشهد المرحلة المقبلة انفراجًا سياسيًا إذا استجابت الحكومة لمطالب المعارضة، لكنها قد تواجه تأجيلاً أو تعثراً إذا لم تُقدم السلطات تنازلات حقيقية”.
وزادت: “يخشى البعض أن يتحول الحوار المنتظر إلى مجرد إجراء شكلي بلا نتائج فعلية”، مبرزة “أن نجاح الحوار يبقى في النهاية مرهونًا بإرادة فعلية من السلطة تتجاوز الحسابات الضيقة نحو مصالحة سياسية حقيقية”.
وأعلنت الحكومة الموريتانية مؤخرًا عن إطلاق حوار وطني شامل، مؤكدة أنه لن يستثني أي طرف أو يقيد أي موضوع، فيما تشدد المعارضة على ضرورة ضمان شفافية العملية وإشراكها في جميع مراحلها، مع مطالبتها بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومنح التراخيص للأحزاب التي استوفت الشروط القانونية.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات